(
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=26ولقد خلقنا الإنسان من صلصال من حمإ مسنون nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=27والجان خلقناه من قبل من نار السموم nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=28وإذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من صلصال من حمإ مسنون nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=29فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=30فسجد الملائكة كلهم أجمعون nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=31إلا إبليس أبى أن يكون مع الساجدين nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=32قال ياإبليس ما لك ألا تكون مع الساجدين nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=33قال لم أكن لأسجد لبشر خلقته من صلصال من حمإ مسنون nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=34قال فاخرج منها فإنك رجيم nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=35وإن عليك اللعنة إلى يوم الدين nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=36قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=37قال فإنك من المنظرين nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=38إلى يوم الوقت المعلوم nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=39قال رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=40إلا عبادك منهم المخلصين nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=41قال هذا صراط علي مستقيم nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=42إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=43وإن جهنم لموعدهم أجمعين nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=44لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم ) : لما نبه تعالى على منتهى الخلق وهو الحشر يوم القيامة إلى ما يستقرون فيه ، نبههم على
nindex.php?page=treesubj&link=31808مبدأ أصلهم آدم ، وما جرى لعدوه إبليس من المحاورة مع الله تعالى . وتقدم شيء من هذه القصة في أوائل البقرة عقب ذكر الإماتة والإحياء والرجوع إليه تعالى . وفي الأعراف بعد ذكر يوم القيامة ، وذكر الموازين فيه . وفي الكهف بعد ذكر الحشر ، وكذا في سورة ص بعد ذكر ما أعد من الجنة والنار لخلقه . فحيث ذكر منتهى هذا الخلق ذكر مبدأهم
[ ص: 453 ] وقصته مع عدوه إبليس ليحذرهم من كيده ، ولينظروا ما جرى له معه حتى أخرجه من الجنة مقر السعادة والراحة ، إلى الأرض مقر التكليف والتعب ، فيتحرزوا من كيده ، و (
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=33من حمأ ) قال
الحوفي بدل من صلصال ، بإعادة الجار . وقال
أبو البقاء : (
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=33من حمأ ) في موضع جر صفة لصلصال . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : المسنون : الطين ، ومعناه المصبوب ، لأنه لا يكون مصبوبا إلا وهو رطب ، فكنى عن المصبوب بوصفه ، لأنه موضوع له . وقال
مجاهد وقتادة ومعمر : المنتن . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : من سننت الحجر على الحجر إذا حككته به ، فالذي يسيل بينهما سنين ولا يكون إلا منتنا . وقال غيره : من أسن الماء إذا تغير ، ولا يصح لاختلاف المادتين . وقيل : مصبوب من سننت التراب والماء إذا صببته شيئا بعد شيء ، فكان المعنى : أفرغ صورة إنسان كما تفرغ الصور من الجواهر المذوبة في أمثلتها . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : و (
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=26حمأ مسنون ) بمعنى : مصور أن يكون صفة لصلصال ، كأنه أفرغ الحمأ ، فصور منها تمثال إنسان أجوف ، فيبس حتى إذا نقر صلصل ثم غيره بعد ذلك إلى جوهر آخر ; انتهى . وقيل : المسنون : المصور من سنة الوجه ، وهي صورته . قال الشاعر :
تـريك سنـة وجـه غيـر مقرفـة
وقيل : المسنون : المنسوب ، أي : ينسب إليه ذريته .
والجان : هو أبو الجن ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : والجان للجن كآدم للناس . وقال
الحسن وقتادة : هو إبليس ، خلق قبل
آدم . وقال
ابن بحر : هو اسم لجنس الجن ، والإنسان المراد به آدم ، ومن قبل ، أي : من قبل خلق الإنسان . وقرأ
الحسن nindex.php?page=showalam&ids=16711وعمرو بن عبيد : والجأن ، بالهمز . والسموم ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : الريح الحارة التي تقتل . وعنه : نار لا دخان لها ، منها تكون الصواعق . وقال
الحسن : نار دونها حجاب . وعن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : نفس النار ، وعنه : لهب النار . وقيل : نار اللهب السموم . وقيل : أضاف الموصوف إلى صفته ، أي : النار السموم . وسويته أكملت خلقه ، والتسوية عبارة عن الإتقان ، وجعل أجزائه مستوية فيما خلقت . ونفخت فيه من روحي ، أي : خلقت الحياة فيه ، ولا نفخ هناك ، ولا منفوخ حقيقة ، وإنما هو تمثيل لتحصيل ما يحيـي به فيه . وأضاف الروح إليه تعالى على سبيل التشريف نحو : بيت الله ، وناقة الله ، أو الملك إذ هو المتصرف في الإنشاء للروح ، والمودعها حيث يشاء . وقعوا له : أي : اسقطوا على الأرض . وحرف الجر محذوف من أن ، أي : ما لك في أن لا تكون . وأي داع دعا بك إلى إبائك السجود . ولأسجد : اللام لام الجحود ، والمعنى : لا يناسب حالي السجود له . وفي البقرة نبه على العلة المانعة له وهي الاستكبار ، أي : رأى نفسه أكبر من أن يسجد . وفي الأعراف صرح بجهة الاستكبار ، وهي ادعاء الخيرية والأفضلية بادعاء المادة المخلوق منها كل منهما . وهنا نبه على مادة
آدم وحده ، وهنا فاخرج منها ، وفي الأعراف : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=13فاهبط منها ) وتقدم ذكر الخلاف فيما يعود عليه ضمير منها . وقد تقدمت منها مباحث في سورة البقرة ، والأعراف ، أعادها المفسرون هنا ، ونحن نحيل على ما تقدم إلا ما له خصوصية بهذه السورة فنحن نذكره .
فنقول : وضرب يوم الدين غاية للعنة ، إما لأنه أبعد غاية يضر بها الناس في كلامهم ، وإما أن يراد أنك مذموم مدعو عليك باللعنة في السماوات والأرض إلى يوم الدين من غير أن تعذب ، فإذا جاء ذلك اليوم عذبت بما ينسي اللعن معه . ويوم الدين ، ويوم يبعثون ، ويوم الوقت المعلوم ، واحد . وهو وقت النفخة الأولى حتى تموت الخلائق . ووصف بالمعلوم إما لانفراد الله بعلمه كما قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=187قل إنما علمها عند ربي ) ; (
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=34إن الله عنده علم الساعة ) أو لأنه معلوم فناء العالم فيه ، فيكون قد عبر بيوم الدين ، وبيوم يبعثون ، ويوم الوقت المعلوم ، بما كان قريبا من ذلك اليوم . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : ومعنى إغوائه إياه نسبته لغيه ، بأن أمره بالسجود
لآدم عليه السلام ، فأفضى ذلك إلى غيه . وما الأمر بالسجود الأحسن ، وتعريض للثواب بالتواضع ، والخضوع لأمر الله
[ ص: 454 ] ولكن إبليس اختار الإباء والاستكبار فهلك ، والله تعالى برئ من غيه ومن إرادته والرضا به ; انتهى . وهو على طريقة الاعتزال . والضمير في لهم عائد على غير مذكور ، بل على ما يفهم من الكلام ، وهو ذرية
آدم . ولذلك قال في الآية الأخرى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=62لئن أخرتن إلى يوم القيامة لأحتنكن ذريته إلا قليلا ) والتزيين : تحسين المعاصي لهم ووسوسته حتى يقعوا فيها ; في الأرض : أي : في الدنيا التي هي دار الغرور ، لقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=176أخلد إلى الأرض واتبع هواه ) أو أراد أني أقدر على الاحتيال لآدم ، والتزيين له : الأكل من الشجرة ، وهو في السماء ، فأنا على التزيين لأولاده أقدر . أو أراد لأجعلن مكان التزيين عندهم الأرض ، ولأرفعن رتبتي فيها ، أي : لأزينها في أعينهم ، ولأحدثنهم بأن الزينة في الدنيا وحدها حتى يستحبوها على الآخرة ويطمئنوا إليها دونها ، ونحوه : يجرح في عراقيبها نصلي ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري . وإلا عبادك ، استثناء القليل من الكثير ، إذ المخلصون بالنسبة إلى الغاوين قليل ، واستثناؤهم إبليس ، لأنه علم أن تزيينه لا يؤثر فيهم ، وفيه دليل على جلالة هذا الوصف ، وأنه أفضل ما اتصف به الطائع .
وقرأ
الكوفيون ،
ونافع ،
والحسن ،
nindex.php?page=showalam&ids=13723والأعرج : بفتح اللام ، ومعناه : إلا من أخلصته للطاعة أنت ، فلا يؤثر فيه تزييني . وقرأ باقي السبعة والجمهور : بكسرها ; أي : إلا من أخلص العمل لله ولم يشرك فيه غيره . ولا رأى به ، والفاعل لقال الله ; أي : قال الله . والإشارة بهذا إلى ما تضمنه المخلصين من المصدر ; أي : الإخلاص الذي يكون في عبادي هو صراط مستقيم لا يسلكه أحد فيضل أو يزل ، لأن من اصطفيته أو أخلص لي العمل لا سبيل لك عليه ; وقيل : لما قسم إبليس ذرية
آدم إلى غاو ومخلص ، قال تعالى : هذا أمر مصيره إلي ووصفه بالاستقامة ; أي : هو حق ، وصيرورتهم إلى هذين القسمين ، ليست لك ، والعرب تقول : طريقك في هذا الأمر على فلان ، أي إليه يصير النظر في أمرك . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري هذا طريق حق علي أن أراعيه ، وهو أن يكون لك سلطان على عبادي إلا من اختار اتباعك منهم لغوايته ; انتهى . فجعل هذا إشارة إلى انتفاء تزيينه وإغوائه وكونه ليس له عليهم سلطان فكأنه أخذ الإشارة إلى ما استثناه إبليس ، وإلى ما قرره تعالى بقوله : إن عبادي . وتضمن كلامه مذهب
المعتزلة . وقال صاحب اللوامح : ; أي : هذا صراط عهدة استقامته علي . وفي حفظه ; أي : حفظه علي ، وهو مستقيم غير معوج . وقال
الحسن : معنى علي : إلي . وقيل : علي : كأنه من مر عليه مر علي ; أي : على رضواني وكرامتي . وقرأ
الضحاك ،
وإبراهيم .
وأبو رجاء ،
nindex.php?page=showalam&ids=16972وابن سيرين ،
ومجاهد ،
وقتادة ،
وقيس بن عباد ،
وحميد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16723وعمرو بن ميمون ،
nindex.php?page=showalam&ids=16653وعمارة بن أبي حفصة ،
وأبو شرف مولى كندة ،
ويعقوب : علي مستقيم ; أي : عال لارتفاع شأنه . وهذه القراءة تؤكد أن الإشارة إلى الإخلاص وهو أقرب إليه . والإضافة في قوله : إن عبادي ، إضافة تشريف ; أي : أن المختصين بعبادتي ، وعلى هذا لا يكون قوله : إلا من اتبعك ، استثناء متصلا ، لأن من اتبعه لم يندرج في قوله : إن عبادي : وإن كان أريد بعبادي عموم الخلق فيكون : إلا من اتبعك استثناء من عموم ، ويكون فيه دلالة على استثناء الأكثر ، وبقاء المستثنى منه أقل ، وهي مسألة اختلف فيها النحاة . فأجاز ذلك
الكوفيون وتبعهم من أصحابنا الأستاذ
nindex.php?page=showalam&ids=13110أبو الحسن بن خروف ، ودلائل ذلك مسطرة في كتب النحو . والذي يظهر أن إبليس لما استثنى العباد المخلصين كانت الصفة ملحوظة في قوله : إن عبادي ; أي : عبادي المخلصين الذين ذكرتهم ليس لك عليهم سلطان . و ( من ) في ( الغاوين ) لبيان الجنس ; أي : الذين هم الغاوون . وقال
الجبائي : هذه الآية تدل على بطلان قول من زعم أن
nindex.php?page=treesubj&link=30464الشيطان والجن يمكنهم صرع الناس وإزالة عقولهم كما تقول العامة ، وربما نسبوا ذلك إلى السحرة . قال : وذلك خلاف ما نص الله تعالى عليه ، ولموعدهم مكان وعد اجتماعهم والضمير ( للغاوين ) . وقال
ابن عطية : وأجمعين : تأكيد ، وفيه معنى الحال ;
[ ص: 455 ] انتهى . وهذا جنوح لمذهب من يزعم أن ( أجمعين ) تدل على اتحاد الوقت ، والصحيح أن مدلوله مدلول كلهم . والظاهر أن جهنم هي واحدة ، ولها سبعة أبواب . وقيل : أبواب النار أطباقها وأدراكها ، فأعلاها للموحدين ، والثاني لليهود ، والثالث للنصارى ، والرابع للصابئين ، والخامس للمجوس ، والسادس للمشركين ، والسابع للمنافقين . وقرأ
ابن القعقاع : جز ، بتشديد الزاي من غير همز ، ووجهه أنه حذف الهمزة وألقى حركتها على الزاي ، ثم وقف بالتشديد نحو : هذا فرج ، ثم أجرى الوصل مجرى الوقف . واختلف عن
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري ، ففي كتاب
ابن عطية : وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=13283ابن شهاب بضم الزاي ، ولعله تصحيف من الناسخ ، لأني وجدت في التحرير : وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=17340ابن وثاب بضمها مهموزا فيهما . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري بتشديد الزاي دون همز ، وهي قراءة
ابن القعقاع . وأن فرقة قرأت بالتشديد منهم :
ابن القعقاع . وفي كتاب
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري وكتاب اللوامح : أنه قرأ بالتشديد ، وفي اللوامح هو
وأبو جعفر .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=26وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=27وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=28وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=29فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=30فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=31إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=32قَالَ يَاإِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=33قَالَ لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=34قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=35وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=36قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=37قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=38إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=39قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=40إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=41قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=42إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=43وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=44لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ ) : لَمَّا نَبَّهَ تَعَالَى عَلَى مُنْتَهَى الْخَلْقِ وَهُوَ الْحَشْرُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَى مَا يَسْتَقِرُّونَ فِيهِ ، نَبَّهَّهُمْ عَلَى
nindex.php?page=treesubj&link=31808مَبْدَأِ أَصْلِهِمْ آدَمَ ، وَمَا جَرَى لِعَدُوِّهِ إِبْلِيسَ مِنَ الْمُحَاوَرَةِ مَعَ اللَّهِ تَعَالَى . وَتَقَدَّمَ شَيْءٌ مِنْ هَذِهِ الْقِصَّةِ فِي أَوَائِلِ الْبَقَرَةِ عَقِبَ ذِكْرِ الْإِمَاتَةِ وَالْإِحْيَاءِ وَالرُّجُوعِ إِلَيْهِ تَعَالَى . وَفِي الْأَعْرَافِ بَعْدَ ذِكْرِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَذِكْرِ الْمَوَازِينِ فِيهِ . وَفِي الْكَهْفِ بَعْدَ ذِكْرِ الْحَشْرِ ، وَكَذَا فِي سُورَةِ ص بَعْدَ ذِكْرِ مَا أَعَدَّ مِنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ لِخَلْقِهِ . فَحَيْثُ ذَكَرَ مُنْتَهَى هَذَا الْخَلْقِ ذَكَرَ مَبْدَأَهُمْ
[ ص: 453 ] وَقِصَّتَهُ مَعَ عَدُوِّهِ إِبْلِيسَ لِيُحَذِّرَهُمْ مِنْ كَيْدِهِ ، وَلِيَنْظُرُوا مَا جَرَى لَهُ مَعَهُ حَتَّى أَخْرَجَهُ مِنَ الْجَنَّةِ مَقَرَّ السَّعَادَةِ وَالرَّاحَةِ ، إِلَى الْأَرْضِ مَقَرِّ التَّكْلِيفِ وَالتَّعَبِ ، فَيَتَحَرَّزُوا مِنْ كَيْدِهِ ، وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=33مِنْ حَمَأٍ ) قَالَ
الْحَوْفِيُّ بَدَلٌ مِنْ صَلْصَالٍ ، بِإِعَادَةِ الْجَارِّ . وَقَالَ
أَبُو الْبَقَاءِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=33مِنْ حَمَأٍ ) فِي مَوْضِعِ جَرٍّ صِفَةٌ لِصَلْصَالٍ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : الْمَسْنُونَ : الطِّينُ ، وَمَعْنَاهُ الْمَصْبُوبُ ، لِأَنَّهُ لَا يَكُونُ مَصْبُوبًا إِلَّا وَهُوَ رَطْبٌ ، فَكَنَّى عَنِ الْمَصْبُوبِ بِوَصْفِهِ ، لِأَنَّهُ مَوْضُوعٌ لَهُ . وَقَالَ
مُجَاهِدٌ وَقَتَادَةُ وَمَعْمَرٌ : الْمُنْتِنُ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : مِنْ سَنَنْتُ الْحَجْرَ عَلَى الْحَجْرِ إِذَا حَكَكْتَهُ بِهِ ، فَالَّذِي يَسِيلُ بَيْنَهُمَا سَنِينٌ وَلَا يَكُونُ إِلَّا مُنْتِنًا . وَقَالَ غَيْرُهُ : مِنْ أَسِنَ الْمَاءُ إِذَا تَغَيَّرَ ، وَلَا يَصِحُّ لِاخْتِلَافِ الْمَادَّتَيْنِ . وَقِيلَ : مَصْبُوبٌ مِنْ سَنَنْتُ التُّرَابَ وَالْمَاءَ إِذَا صَبَبْتَهُ شَيْئًا بَعْدَ شَيْءٍ ، فَكَانَ الْمَعْنَى : أُفْرِغُ صُورَةَ إِنْسَانٍ كَمَا تُفْرَغُ الصُّوَرُ مِنَ الْجَوَاهِرِ الْمُذَوَّبَةِ فِي أَمْثِلَتِهَا . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=26حَمَأٍ مَسْنُونٍ ) بِمَعْنَى : مُصَوَّرٍ أَنْ يَكُونَ صِفَةً لِصَلْصَالٍ ، كَأَنَّهُ أَفْرَغَ الْحَمَأَ ، فَصَوَّرَ مِنْهَا تِمْثَالَ إِنْسَانٍ أَجْوَفَ ، فَيَبِسَ حَتَّى إِذَا نَقَرَ صَلْصَلٌ ثُمَّ غَيَّرَهُ بَعْدَ ذَلِكَ إِلَى جَوْهَرٍ آخَرَ ; انْتَهَى . وَقِيلَ : الْمَسْنُونَ : الْمُصَوَّرُ مِنْ سُنَّةِ الْوَجْهِ ، وَهِيَ صُورَتُهُ . قَالَ الشَّاعِرُ :
تـُرِيكَ سُنَّـةَ وَجْـهٍ غَيْـرَ مُقْرِفَـةٍ
وَقِيلَ : الْمَسْنُونَ : الْمَنْسُوبُ ، أَيْ : يُنْسَبُ إِلَيْهِ ذُرِّيَّتُهُ .
وَالْجَانُّ : هُوَ أَبُو الْجِنِّ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : وَالْجَانُّ لِلْجِنِّ كَآدَمَ لِلنَّاسِ . وَقَالَ
الْحَسَنُ وَقَتَادَةُ : هُوَ إِبْلِيسُ ، خُلِقَ قَبْلَ
آدَمَ . وَقَالَ
ابْنُ بَحْرٍ : هُوَ اسْمٌ لِجِنْسِ الْجِنِّ ، وَالْإِنْسَانُ الْمُرَادُ بِهِ آدَمُ ، وَمِنْ قَبْلُ ، أَيْ : مِنْ قَبْلِ خَلْقِ الْإِنْسَانِ . وَقَرَأَ
الْحَسَنُ nindex.php?page=showalam&ids=16711وَعَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ : وَالْجَأْنُ ، بِالْهَمْزِ . وَالسَّمُومُ ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : الرِّيحُ الْحَارَّةُ الَّتِي تَقْتُلُ . وَعَنْهُ : نَارٌ لَا دُخَانَ لَهَا ، مِنْهَا تَكُونُ الصَّوَاعِقُ . وَقَالَ
الْحَسَنُ : نَارٌ دُونَهَا حِجَابٌ . وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ : نَفَسُ النَّارِ ، وَعَنْهُ : لَهَبُ النَّارِ . وَقِيلَ : نَارُ اللَّهَبِ السُّمُومُ . وَقِيلَ : أَضَافَ الْمَوْصُوفَ إِلَى صِفَتِهِ ، أَيِ : النَّارُ السُّمُومُ . وَسَوَّيْتُهُ أَكْمَلْتُ خَلْقَهُ ، وَالتَّسْوِيَةُ عِبَارَةٌ عَنِ الْإِتْقَانِ ، وَجَعْلِ أَجْزَائِهِ مُسْتَوِيَةً فِيمَا خُلِقَتْ . وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي ، أَيْ : خَلَقْتُ الْحَيَاةَ فِيهِ ، وَلَا نَفْخَ هُنَاكَ ، وَلَا مَنْفُوخَ حَقِيقَةً ، وَإِنَّمَا هُوَ تَمْثِيلٌ لِتَحْصِيلِ مَا يحيـي بِهِ فِيهِ . وَأَضَافَ الرُّوحَ إِلَيْهِ تَعَالَى عَلَى سَبِيلِ التَّشْرِيفِ نَحْوَ : بَيْتُ اللَّهِ ، وَنَاقَةُ اللَّهِ ، أَوْ الْمِلْكُ إِذْ هُوَ الْمُتَصَرِّفُ فِي الْإِنْشَاءِ لِلرُّوحِ ، وَالْمُودِعُهَا حَيْثُ يَشَاءُ . وَقَعُوا لَهُ : أَيِ : اسْقُطُوا عَلَى الْأَرْضِ . وَحَرْفُ الْجَرِّ مَحْذُوفٌ مِنْ أَنْ ، أَيْ : مَا لَكَ فِي أَنْ لَا تَكُونَ . وَأَيُّ دَاعٍ دَعَا بِكَ إِلَى إِبَائِكَ السُّجُودَ . وَلِأَسْجُدَ : اللَّامُ لَامُ الْجُحُودِ ، وَالْمَعْنَى : لَا يُنَاسِبُ حَالِي السُّجُودَ لَهُ . وَفِي الْبَقَرَةِ نَبَّهَ عَلَى الْعِلَّةِ الْمَانِعَةِ لَهُ وَهِيَ الِاسْتِكْبَارُ ، أَيْ : رَأَى نَفْسَهُ أَكْبَرَ مِنْ أَنْ يَسْجُدَ . وَفِي الْأَعْرَافِ صَرَّحَ بِجِهَةِ الِاسْتِكْبَارِ ، وَهِيَ ادِّعَاءُ الْخَيْرِيَّةِ وَالْأَفْضَلِيَّةِ بِادِّعَاءِ الْمَادَّةِ الْمَخْلُوقِ مِنْهَا كُلٌّ مِنْهُمَا . وَهُنَا نَبَّهَ عَلَى مَادَّةِ
آدَمَ وَحْدَهُ ، وَهُنَا فَاخْرُجْ مِنْهَا ، وَفِي الْأَعْرَافِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=13فَاهْبِطْ مِنْهَا ) وَتَقَدَّمَ ذِكْرُ الْخِلَافِ فِيمَا يَعُودُ عَلَيْهِ ضَمِيرُ مِنْهَا . وَقَدْ تَقَدَّمَتْ مِنْهَا مَبَاحِثُ فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ ، وَالْأَعْرَافِ ، أَعَادَهَا الْمُفَسِّرُونَ هُنَا ، وَنَحْنُ نُحِيلُ عَلَى مَا تَقَدَّمَ إِلَّا مَا لَهُ خُصُوصِيَّةٌ بِهَذِهِ السُّورَةِ فَنَحْنُ نَذْكُرُهُ .
فَنَقُولُ : وَضَرَبَ يَوْمَ الدِّينِ غَايَةً لِلَّعْنَةِ ، إِمَّا لِأَنَّهُ أَبْعَدُ غَايَةٍ يُضَرُّ بِهَا النَّاسُ فِي كَلَامِهِمْ ، وَإِمَّا أَنْ يُرَادَ أَنَّكَ مَذْمُومٌ مَدْعُوٌّ عَلَيْكَ بِاللَّعْنَةِ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ مِنْ غَيْرِ أَنْ تُعَذَّبَ ، فَإِذَا جَاءَ ذَلِكَ الْيَوْمُ عُذِّبْتَ بِمَا يُنْسِي اللَّعْنَ مَعَهُ . وَيَوْمُ الدِّينِ ، وَيَوْمُ يَبْعَثُونَ ، وَيَوْمُ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ، وَاحِدٌ . وَهُوَ وَقْتُ النَّفْخَةِ الْأَوْلَى حَتَّى تَمُوتَ الْخَلَائِقُ . وَوُصِفَ بِالْمَعْلُومِ إِمَّا لِانْفِرَادِ اللَّهِ بِعِلْمِهِ كَمَا قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=187قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي ) ; (
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=34إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ ) أَوْ لِأَنَّهُ مَعْلُومٌ فَنَاءُ الْعَالَمِ فِيهِ ، فَيَكُونُ قَدْ عَبَّرَ بِيَوْمِ الدِّينِ ، وَبِيَوْمِ يُبْعَثُونَ ، وَيَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ، بِمَا كَانَ قَرِيبًا مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : وَمَعْنَى إِغْوَائِهِ إِيَّاهُ نِسْبَتُهُ لِغَيِّهِ ، بِأَنْ أَمَرَهُ بِالسُّجُودِ
لِآدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، فَأَفْضَى ذَلِكَ إِلَى غَيِّهِ . وَمَا الْأَمْرُ بِالسُّجُودِ الْأَحْسَنِ ، وَتَعْرِيضٌ لِلثَّوَابِ بِالتَّوَاضُعِ ، وَالْخُضُوعِ لِأَمْرِ اللَّهِ
[ ص: 454 ] وَلَكِنَّ إِبْلِيسَ اخْتَارَ الْإِبَاءَ وَالِاسْتِكْبَارَ فَهَلَكَ ، وَاللَّهُ تَعَالَى بَرِئٌ مِنْ غَيِّهِ وَمِنْ إِرَادَتِهِ وَالرِّضَا بِهِ ; انْتَهَى . وَهُوَ عَلَى طَرِيقَةِ الِاعْتِزَالِ . وَالضَّمِيرُ فِي لَهُمْ عَائِدٌ عَلَى غَيْرِ مَذْكُورٍ ، بَلْ عَلَى مَا يُفْهَمُ مِنَ الْكَلَامِ ، وَهُوَ ذُرِّيَّةُ
آدَمَ . وَلِذَلِكَ قَالَ فِي الْآيَةِ الْأُخْرَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=62لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا ) وَالتَّزْيِينُ : تَحْسِينُ الْمَعَاصِي لَهُمْ وَوَسْوَسَتُهُ حَتَّى يَقَعُوا فِيهَا ; فِي الْأَرْضِ : أَيْ : فِي الدُّنْيَا الَّتِي هِيَ دَارُ الْغُرُورِ ، لِقَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=176أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ ) أَوْ أَرَادَ أَنِّي أَقْدِرُ عَلَى الِاحْتِيَالِ لِآدَمَ ، وَالتَّزْيِينِ لَهُ : الْأَكْلُ مِنَ الشَّجَرَةِ ، وَهُوَ فِي السَّمَاءِ ، فَأَنَا عَلَى التَّزْيِينِ لِأَوْلَادِهِ أَقْدَرُ . أَوْ أَرَادَ لَأَجْعَلَنَّ مَكَانَ التَّزْيِينِ عِنْدَهُمُ الْأَرْضَ ، وَلَأَرْفَعَنَّ رُتْبَتِي فِيهَا ، أَيْ : لَأُزَيِّنَّهَا فِي أَعْيُنِهِمْ ، وَلَأُحَدِّثَنَّهُمْ بِأَنَّ الزِّينَةَ فِي الدُّنْيَا وَحْدَهَا حَتَّى يَسْتَحِبُّوهَا عَلَى الْآخِرَةِ وَيَطْمَئِنُّوا إِلَيْهَا دُونَهَا ، وَنَحْوَهُ : يَجْرَحُ فِي عَرَاقِيبِهَا نُصَلِّي ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ . وَإِلَّا عِبَادَكَ ، اسْتِثْنَاءُ الْقَلِيلِ مِنَ الْكَثِيرِ ، إِذِ الْمُخْلَصُونَ بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْغَاوِينَ قَلِيلٌ ، وَاسْتِثْنَاؤُهُمْ إِبْلِيسُ ، لِأَنَّهُ عَلِمَ أَنَّ تَزْيِينَهُ لَا يُؤَثِّرُ فِيهِمْ ، وَفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى جَلَالَةِ هَذَا الْوَصْفِ ، وَأَنَّهُ أَفْضَلُ مَا اتَّصَفَ بِهِ الطَّائِعُ .
وَقَرَأَ
الْكُوفِيُّونَ ،
وَنَافِعٌ ،
وَالْحَسَنُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13723وَالْأَعْرَجُ : بِفَتْحِ اللَّامِ ، وَمَعْنَاهُ : إِلَّا مَنْ أَخْلَصْتَهُ لِلطَّاعَةِ أَنْتَ ، فَلَا يُؤَثِّرُ فِيهِ تَزْيِينِي . وَقَرَأَ بَاقِي السَّبْعَةِ وَالْجُمْهُورُ : بِكَسْرِهَا ; أَيْ : إِلَّا مَنْ أَخْلَصَ الْعَمَلَ لِلَّهِ وَلَمْ يُشْرِكْ فِيهِ غَيْرَهُ . وَلَا رَأَى بِهِ ، وَالْفَاعِلُ لَقَالَ اللَّهُ ; أَيْ : قَالَ اللَّهُ . وَالْإِشَارَةُ بِهَذَا إِلَى مَا تَضَمَّنَهُ الْمُخْلَصِينَ مِنَ الْمَصْدَرِ ; أَيِ : الْإِخْلَاصُ الَّذِي يَكُونُ فِي عِبَادِي هُوَ صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ لَا يَسْلُكُهُ أَحَدٌ فَيَضِلُّ أَوْ يَزِلُّ ، لِأَنَّ مَنِ اصْطَفَيْتُهُ أَوْ أَخْلَصَ لِي الْعَمَلَ لَا سَبِيلَ لَكَ عَلَيْهِ ; وَقِيلَ : لَمَّا قَسَّمَ إِبْلِيسُ ذُرِّيَّةَ
آدَمَ إِلَى غَاوٍ وَمُخْلَصٍ ، قَالَ تَعَالَى : هَذَا أَمْرٌ مَصِيرُهُ إِلَيَّ وَوَصَفَهُ بِالِاسْتِقَامَةِ ; أَيْ : هُوَ حَقٌّ ، وَصَيْرُورَتُهُمْ إِلَى هَذَيْنِ الْقِسْمَيْنِ ، لَيْسَتْ لَكَ ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ : طَرِيقُكَ فِي هَذَا الْأَمْرِ عَلَى فُلَانٍ ، أَيْ إِلَيْهِ يَصِيرُ النَّظَرُ فِي أَمْرِكَ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ هَذَا طَرِيقٌ حَقٌّ عَلَيَّ أَنْ أُرَاعِيَهُ ، وَهُوَ أَنْ يَكُونَ لَكَ سُلْطَانٌ عَلَى عِبَادِي إِلَّا مَنِ اخْتَارَ اتِّبَاعَكَ مِنْهُمْ لِغَوَايَتِهِ ; انْتَهَى . فَجَعَلَ هَذَا إِشَارَةً إِلَى انْتِفَاءِ تَزْيِينِهِ وَإِغْوَائِهِ وَكَوْنِهِ لَيْسَ لَهُ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ فَكَأَنَّهُ أَخَذَ الْإِشَارَةَ إِلَى مَا اسْتَثْنَاهُ إِبْلِيسُ ، وَإِلَى مَا قَرَّرَهُ تَعَالَى بِقَوْلِهِ : إِنَّ عِبَادِي . وَتَضَمَّنَ كَلَامُهُ مَذْهَبَ
الْمُعْتَزِلَةِ . وَقَالَ صَاحِبُ اللَّوَامِحِ : ; أَيْ : هَذَا صِرَاطٌ عُهْدَةُ اسْتِقَامَتِهِ عَلَيَّ . وَفِي حِفْظِهِ ; أَيْ : حِفْظُهُ عَلَيَّ ، وَهُوَ مُسْتَقِيمٌ غَيْرُ مُعْوَجٍّ . وَقَالَ
الْحَسَنُ : مَعْنَى عَلَيَّ : إِلَيَّ . وَقِيلَ : عَلَيَّ : كَأَنَّهُ مَنْ مَرَّ عَلَيْهِ مَرَّ عَلَيَّ ; أَيْ : عَلَى رِضْوَانِي وَكَرَامَتِي . وَقَرَأَ
الضَّحَّاكُ ،
وَإِبْرَاهِيمُ .
وَأَبُو رَجَاءٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16972وَابْنُ سِيرِينَ ،
وَمُجَاهِدٌ ،
وَقَتَادَةُ ،
وَقَيْسُ بْنُ عَبَّادٍ ،
وَحُمَيْدٌ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16723وَعَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16653وَعِمَارَةُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ ،
وَأَبُو شَرَفٍ مَوْلَى كِنْدَةَ ،
وَيَعْقُوبُ : عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ ; أَيْ : عَالٍ لِارْتِفَاعِ شَأْنِهِ . وَهَذِهِ الْقِرَاءَةُ تُؤَكِّدُ أَنَّ الْإِشَارَةَ إِلَى الْإِخْلَاصِ وَهُوَ أَقْرَبُ إِلَيْهِ . وَالْإِضَافَةُ فِي قَوْلِهِ : إِنَّ عِبَادِي ، إِضَافَةُ تَشْرِيفٍ ; أَيْ : أَنَّ الْمُخْتَصِّينَ بِعِبَادَتِي ، وَعَلَى هَذَا لَا يَكُونُ قَوْلُهُ : إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ ، اسْتِثْنَاءً مُتَّصِلًا ، لِأَنَّ مَنِ اتَّبَعَهُ لَمْ يَنْدَرِجْ فِي قَوْلِهِ : إِنَّ عِبَادِي : وَإِنْ كَانَ أُرِيدَ بِعِبَادِي عُمُومُ الْخَلْقِ فَيَكُونُ : إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ اسْتِثْنَاءٌ مِنْ عُمُومٍ ، وَيَكُونُ فِيهِ دَلَالَةٌ عَلَى اسْتِثْنَاءِ الْأَكْثَرِ ، وَبَقَاءُ الْمُسْتَثْنَى مِنْهُ أَقَلُّ ، وَهِيَ مَسْأَلَةٌ اخْتَلَفَ فِيهَا النُّحَاةُ . فَأَجَازَ ذَلِكَ
الْكُوفِيُّونَ وَتَبِعَهُمْ مِنْ أَصْحَابِنَا الْأُسْتَاذُ
nindex.php?page=showalam&ids=13110أَبُو الْحَسَنِ بْنُ خَرُوفٍ ، وَدَلَائِلُ ذَلِكَ مُسَطَّرَةٌ فِي كُتُبِ النَّحْوِ . وَالَّذِي يَظْهَرُ أَنَّ إِبْلِيسَ لَمَّا اسْتَثْنَى الْعِبَادَ الْمُخْلَصِينَ كَانَتِ الصِّفَةُ مَلْحُوظَةً فِي قَوْلِهِ : إِنَّ عِبَادِي ; أَيْ : عِبَادِي الْمُخْلَصِينَ الَّذِينَ ذَكَرْتُهُمْ لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ . وَ ( مِنْ ) فِي ( الْغَاوِينَ ) لِبَيَانِ الْجِنْسِ ; أَيْ : الَّذِينَ هُمُ الْغَاوُونَ . وَقَالَ
الْجَبَائِيُّ : هَذِهِ الْآيَةُ تَدُلُّ عَلَى بُطْلَانِ قَوْلِ مَنْ زَعَمَ أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=30464الشَّيْطَانَ وَالْجِنَّ يُمْكِنُهُمْ صَرْعُ النَّاسِ وَإِزَالَةُ عُقُولِهِمْ كَمَا تَقُولُ الْعَامَّةُ ، وَرُبَّمَا نَسَبُوا ذَلِكَ إِلَى السَّحَرَةِ . قَالَ : وَذَلِكَ خِلَافُ مَا نَصَّ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ ، وَلِمَوْعِدِهِمْ مَكَانَ وَعْدِ اجْتِمَاعِهِمْ وَالضَّمِيرُ ( لِلْغَاوِينَ ) . وَقَالَ
ابْنُ عَطِيَّةَ : وَأَجْمَعِينَ : تَأْكِيدٌ ، وَفِيهِ مَعْنَى الْحَالِ ;
[ ص: 455 ] انْتَهَى . وَهَذَا جُنُوحٌ لِمَذْهَبِ مَنْ يَزْعُمُ أَنَّ ( أَجْمَعِينَ ) تَدُلُّ عَلَى اتِّحَادِ الْوَقْتِ ، وَالصَّحِيحُ أَنَّ مَدْلُولَهُ مَدْلُولُ كُلِّهِمْ . وَالظَّاهِرُ أَنَّ جَهَنَّمَ هِيَ وَاحِدَةٌ ، وَلَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ . وَقِيلَ : أَبْوَابُ النَّارِ أَطْبَاقُهَا وَأَدْرَاكُهَا ، فَأَعْلَاهَا لِلْمُوَحِّدِينَ ، وَالثَّانِي لِلْيَهُودِ ، وَالثَّالِثُ لِلنَّصَارَى ، وَالرَّابِعُ لِلصَّابِئِينَ ، وَالْخَامِسُ لِلْمَجُوسِ ، وَالسَّادِسُ لِلْمُشْرِكِينَ ، وَالسَّابِعُ لِلْمُنَافِقِينَ . وَقَرَأَ
ابْنُ الْقَعْقَاعِ : جَزَّ ، بِتَشْدِيدِ الزَّايِ مِنْ غَيْرِ هَمْزٍ ، وَوَجْهُهُ أَنَّهُ حَذَفَ الْهَمْزَةَ وَأَلْقَى حَرَكَتَهَا عَلَى الزَّايِ ، ثُمَّ وَقَفَ بِالتَّشْدِيدِ نَحْوَ : هَذَا فَرَجٌ ، ثُمَّ أَجْرَى الْوَصْلَ مَجْرَى الْوَقْفِ . وَاخْتُلِفَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزُّهْرِيِّ ، فَفِي كِتَابِ
ابْنِ عَطِيَّةَ : وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=13283ابْنُ شِهَابٍ بِضَمِّ الزَّايِ ، وَلَعَلَّهُ تَصْحِيفٌ مِنَ النَّاسِخِ ، لِأَنِّي وَجَدْتُ فِي التَّحْرِيرِ : وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=17340ابْنُ وَثَّابٍ بِضَمِّهَا مَهْمُوزًا فِيهِمَا . وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزُّهْرِيُّ بِتَشْدِيدِ الزَّايِ دُونَ هَمْزٍ ، وَهِيَ قِرَاءَةُ
ابْنِ الْقَعْقَاعِ . وَأَنَّ فِرْقَةً قَرَأَتْ بِالتَّشْدِيدِ مِنْهُمُ :
ابْنُ الْقَعْقَاعِ . وَفِي كِتَابِ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيِّ وَكِتَابِ اللَّوَامِحِ : أَنَّهُ قَرَأَ بِالتَّشْدِيدِ ، وَفِي اللَّوَامِحِ هُوَ
وَأَبُو جَعْفَرٍ .