(
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=17أفمن يخلق كمن لا يخلق أفلا تذكرون nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=18وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الله لغفور رحيم nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=19والله يعلم ما تسرون وما تعلنون nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=20والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئا وهم يخلقون nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=21أموات غير أحياء وما يشعرون أيان يبعثون nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=22إلهكم إله واحد فالذين لا يؤمنون بالآخرة قلوبهم منكرة وهم مستكبرون nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=23لا جرم أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون إنه لا يحب المستكبرين ) : ذكر تعالى التباين بين من يخلق وهو الباري تعالى ، وبين من لا يخلق وهي الأصنام ، ومن عبد ممن لا يعقل ، فجدير أن يفرد بالعبادة من له الإنشاء دون غيره . وجيء بمن في الثاني لاشتمال المعبود غير الله على من يعقل وما لا يعقل ، أو لاعتقاد الكفار أن لها تأثيرا وأفعالا ، فعوملت معاملة أولي العلم ، أو للمشاكلة بينه وبين من يخلق ، أو لتخصيصه بمن يعلم . فإذا وقعت البينونة بين الخالق وبين غير الخالق ، من أولي العلم فكيف بمن لا يعلم البتة كقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=195ألهم أرجل يمشون بها ) أي : أن آلهتهم منحطة عن حال من له أرجل ، لأن من له هذه حي ، وتلك أموات ، فكيف يصح أن يعبد ، لا أن من له رجل يصح أن يعبد ؟ قال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : ( فإن قلت ) : هو إلزام للذين عبدوا الأوثان وسموها آلهة تشبيها بالله ، فقد جعلوا غير الخالق مثل الخالق ، فكان حق الإلزام أن يقال لهم : أفمن لا يخلق كمن يخلق ؟ ( قلت ) : حين جعلوا غير الله مثل الله في تسميته باسمه والعبادة له ، وسووا بينه وبينه ، فقد جعلوا الله من جنس المخلوقات وشبيها بها ، فأنكر عليهم ذلك بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=17أفمن يخلق كمن لا يخلق ، ثم وبخهم بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=17أفلا تذكرون ، أي : مثل هذا لا ينبغي أن تقع فيه الغفلة . والنعمة يراد بها النعم لا نعمة واحدة ، يدل على ذلك قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=18وإن تعدوا ) وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=18لا تحصوها ) إذ ينتفي العد والإحصاء في الواحدة ، والمعنى : لا تحصوا عدها ، لأنها لكثرتها خرجت عن إحصائكم لها ، وانتفاء إحصائها يقتضي انتفاء القيام بحقها من الشكر . ولما ذكر نعما سابقة أخبر أن جميع نعمه
[ ص: 482 ] لا يطيقون عدها . وأتبع ذلك بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=18إن الله لغفور رحيم ، حيث يتجاوز عن تقصيركم في أداء شكر النعم ، ولا يقطعها عنكم لتفريطكم ، ولا يعاجلكم بالعقوبة على كفرانها . ولما كان الإنسان غير قادر على أداء شكر النعم ، وأن له حالة يعرض فيها منه كفرانها ; قال في عقب الآية التي في إبراهيم : (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=34إن الإنسان لظلوم كفار ) أي لظلوم بترك الشكر ، كفار للنعمة . وفي هذه الآية ذكر الغفران والرحمة لطفا به ، وإيذانا في التجاوز عنه . وأخبر تعالى أنه يعلم ما يسرون ، وضمنه الوعيد لهم ، والإخبار بعلمه تعالى . وفيه التنبيه على نفي هذه الصفة الشريفة عن آلهتهم .
وقرأ الجمهور : بالتاء من فوق في تسرون وتعلنون وتدعون ، وهي قراءة :
مجاهد ،
nindex.php?page=showalam&ids=13723والأعرج ،
وشيبة ،
وأبي جعفر ،
وهبيرة ، عن
عاصم ، على معنى : قل لهم . وقرأ
عاصم في مشهوره : يدعون ، بالياء من تحت ، وبالتاء في السابقتين . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش وأصحاب
عبد الله : يعلم الذي يبدون وما يكتمون ، وتدعون ، بالتاء من فوق في الثلاثة . وقرأ
طلحة : ما يخفون وما يعلنون ، وتدعون ، بالتاء من فوق ، وهاتان القراءتان مخالفتان لسواد المصحف ، والمشهور ما روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش وغيره ، فوجب حملها على التفسير ، لا على أنها قرآن . ولما أظهر تعالى التباين بين الخالق وغيره ، نص على أن آلهتهم لا تخلق ، وعلى أنها مخلوقة . وأخبر أنهم أموات . وأكد ذلك بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=21غير أحياء ، ثم نفى عنهم الشعور الذي يكون للبهائم ، فضلا عن العلم الذي تتصف به العقلاء . وعبر بالذين ، وهو للعاقل ، عومل غيره معاملته ، لكونها عبدت واعتقدت فيها الألوهية ، وقرأ
محمد اليماني : يدعون ، بضم الياء وفتح العين مبنيا للمفعول ، والظاهر أن قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=20وهم يخلقون ، أي : الله أنشأهم واخترعهم . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : ووجه آخر وهو أن يكون المعنى : أن الناس يخلقونهم بالنحت والتصوير ، وهم لا يقدرون على ذلك ، فهم أعجز من عبدتهم ; انتهى . وأموات : خبر مبتدأ محذوف ، أي : هم أموات . ويجوز أن يكون خبرا بعد خبر . والظاهر أن هذه كلها مما حدث به عن الأصنام ، ويكون بعثهم إعادتها بعد فنائها . ألا ترى إلى قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=98إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم ) . وقيل : معنى بعثها : إثارتها ، كما تقول : بعثت النائم من نومه إذا نبهته ، كأنه وصفهم بغاية الجمود ، أي : وإن طلبتهم بالتحريك أو حركتهم لم يشعروا بذلك ، ونفى عنهم الحياة لأن من الأموات ما يعقب موته حياة كالنطف التي ينشئها الله حيوانا ، وأجساد الحيوان التي تبعث بعد موتها . وأما الأصنام من الحجارة والخشب فأموات لا يعقب موتها حياة ، وذلك أعرق في موتها . وقيل : والذين تدعون ، هم الملائكة ، وكان ناس من الكفار يعبدونهم . وأموات ، أي : لا بد لهم من الموت ، وغير أحياء ، أي : غير باق حياتهم ، وما يشعرون ، أي : لا علم لهم بوقت بعثهم . وجوزوا في قراءة : والذين يدعون ، بالياء من تحت أن يكون قوله : أموات ، يراد به الكفار الذين ضميرهم في : يدعون ، شبههم بالأموات غير الأحياء من حيث هم ضلال ، غير مهتدين وما بعده عائد عليهم ، والبعث : الحشر من قبورهم . وقيل : في هذا التقدير وعيد ، أي : أيان يبعثون إلى التعذيب . وقيل : الضمير في (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=21وما يشعرون ) ، للأصنام ، وفي : يبعثون ، لعبدتها ، أي : لا تشعر الأصنام متى تبعث عبدتها . وفيه تهكم بالمشركين ، وأن آلهتهم لا يعلمون وقت بعث عبدتهم ، فكيف يكون لهم وقت جزاء على عبادتهم . وتلخص من هذه الأقوال : أن تكون الأخبار بتلك الجمل كلها من المدعوين آلهة ، إما الأصنام ، وإما الملائكة ، أو يكون من قوله : أموات ، إلى آخره ، إخبارا عن المدعوين ، ويبعثون : إخبارا عن الداعين العابدين . وقرأ
أبو عبد الرحمن ( إيان ) بكسر الهمزة ، وهي لغة قومه
سليم . والظاهر أن قوله : إيان ، معمول ليبعثون ، والجملة في موضع نصب بيشعرون ، لأنه معلق . إذ معناه : العلم .
[ ص: 483 ] والمعنى : أنه نفى عنهم علم ما انفرد بعلمه الحي القيوم ، وهو وقت البعث إذا أريد بالبعث الحشر إلى الآخرة . وقيل : تم الكلام عند قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=21وما يشعرون . و
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=21أيان يبعثون : ظرف لقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=22إلهكم إله واحد ، أخبر عن يوم القيامة أن الإله فيه واحد ; انتهى . ولا يصح هذا القول لأن ( أيان ) إذ ذاك تخرج عما استقر فيها من كونها ظرفا ، إما استفهاما ، وإما شرطا . وفي هذا التقدير تكون ظرفا بمعنى ( وقت ) مضافا للجملة بعدها ، معمولا لقوله : واحد ، كقولك : يوم يقوم زيد قائم . وفي قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=21أيان يبعثون ، دلالة على أنه
nindex.php?page=treesubj&link=30336_30340لا بد من البعث ، وأنه من لوازم التكليف . ولما ذكر تعالى ما اتصفت به آلهتهم بما ينافي الألوهية ، أخبر تعالى أن إله العالم هو واحد لا يتعدد ولا يتجزأ ، وأن الذين لا يؤمنون بالجزاء بعد وضوح بطلان أن تكون الإلهية لغيره بل له وحده ، هم مستمرون على شركهم ، منكرون وحدانيته ، مستكبرون عن الإقرار بها ، لاعتقادهم الإلهية لأصنامهم وتكبرها في الوجود . ووصفهم بأنهم لا يؤمنون بالآخرة مبالغة في نسبة الكفر إليهم ، إذ عدم التصديق بالجزاء في الآخرة يتضمن التكذيب بالله تعالى وبالبعث ، إذ من آمن بالبعث يستحيل أن يكذب الله - عز وجل - وقيل : مستكبرون عن الإيمان برسول الله واتباعه . وقال العلماء :
nindex.php?page=treesubj&link=18682كل ذنب يمكن التستر به وإخفاؤه إلا التكبر فإنه فسق يلزمه الإعلان . وفي الحديث الصحيح : "
إن المستكبرين يجيئون أمثال الذر يوم القيامة ، يطؤهم الناس بأقدامهم " أو كما قال - صلى الله عليه وسلم - وتقدم الكلام في (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=22لا جرم ) في هود . وقرأ
عيسى الثقفي ( إن ) بكسر الهمزة على الاستئناف والقطع مما قبله . وقال بعض أصحابنا : وقد يغني ( لا جرم ) عن لفظ القسم ، تقول : لا جرم لآتينك ، فعلى هذا يكون لقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=18إن الله ) بكسر الهمزة تعلق بلا جرم ، ولا يكون استئنافا . وقد قال بعض الأعراب
لمرداس الخارجي : لا جرم والله لأفارقنك أبدا ، نفى كلامه تعلقها بالقسم . وفي قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=23يعلم ما يسرون وما يعلنون ) وعيد وتنبيه على المجازاة ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=17317يحيى بن سلام ،
والنقاش : المراد هنا بما يسرون ، تشاورهم في دار الندوة في قتل النبي - صلى الله عليه وسلم - انتهى . و لا يحب المستكبرين : عام في الكافرين والمؤمنين ، يأخذ كل واحد منهم بقسطه .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=17أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=18وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=19وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=20وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=21أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=22إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=23لَا جَرَمَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ ) : ذَكَرَ تَعَالَى التَّبَايُنَ بَيْنَ مَنْ يَخْلُقُ وَهُوَ الْبَارِي تَعَالَى ، وَبَيْنَ مَنْ لَا يَخْلُقُ وَهِيَ الْأَصْنَامُ ، وَمَنْ عُبِدَ مِمَّنْ لَا يَعْقِلُ ، فَجَدِيرٌ أَنْ يُفْرَدَ بِالْعِبَادَةِ مَنْ لَهُ الْإِنْشَاءُ دُونَ غَيْرِهِ . وَجِيءَ بِمَنْ فِي الثَّانِي لِاشْتِمَالِ الْمَعْبُودِ غَيْرِ اللَّهِ عَلَى مَنْ يَعْقِلُ وَمَا لَا يَعْقِلُ ، أَوْ لِاعْتِقَادِ الْكُفَّارِ أَنَّ لَهَا تَأْثِيرًا وَأَفْعَالًا ، فَعُومِلَتْ مُعَامَلَةَ أُولِي الْعِلْمِ ، أَوْ لِلْمُشَاكَلَةِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ مَنْ يَخْلُقُ ، أَوْ لِتَخْصِيصِهِ بِمَنْ يَعْلَمُ . فَإِذَا وَقَعَتِ الْبَيْنُونَةُ بَيْنَ الْخَالِقِ وَبَيْنَ غَيْرِ الْخَالِقِ ، مِنْ أُولِي الْعِلْمِ فَكَيْفَ بِمَنْ لَا يَعْلَمُ الْبَتَّةَ كَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=195أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا ) أَيْ : أَنَّ آلِهَتَهُمْ مُنْحَطَّةٌ عَنْ حَالِ مَنْ لَهُ أَرْجُلٌ ، لِأَنَّ مَنْ لَهُ هَذِهِ حَيٌّ ، وَتِلْكَ أَمْوَاتٌ ، فَكَيْفَ يَصِحُّ أَنْ يُعْبَدَ ، لَا أَنَّ مَنْ لَهُ رِجْلٌ يَصِحُّ أَنْ يُعْبَدَ ؟ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : ( فَإِنْ قُلْتَ ) : هُوَ إِلْزَامٌ لِلَّذِينِ عَبَدُوا الْأَوْثَانَ وَسَمَّوْهَا آلِهَةً تَشْبِيهًا بِاللَّهِ ، فَقَدْ جَعَلُوا غَيْرَ الْخَالِقِ مِثْلَ الْخَالِقِ ، فَكَانَ حَقَّ الْإِلْزَامِ أَنْ يُقَالَ لَهُمْ : أَفَمَنْ لَا يَخْلُقُ كَمَنْ يَخْلُقُ ؟ ( قُلْتُ ) : حِينَ جَعَلُوا غَيْرَ اللَّهِ مِثْلَ اللَّهِ فِي تَسْمِيَتِهِ بِاسْمِهِ وَالْعِبَادَةِ لَهُ ، وَسَوَّوْا بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ ، فَقَدْ جَعَلُوا اللَّهَ مِنْ جِنْسِ الْمَخْلُوقَاتِ وَشَبِيهًا بِهَا ، فَأَنْكَرَ عَلَيْهِمْ ذَلِكَ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=17أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ ، ثُمَّ وَبَّخَهُمْ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=17أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ، أَيْ : مِثْلُ هَذَا لَا يَنْبَغِي أَنْ تَقَعَ فِيهِ الْغَفْلَةُ . وَالنِّعْمَةُ يُرَادُ بِهَا النِّعَمُ لَا نِعْمَةٌ وَاحِدَةٌ ، يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=18وَإِنْ تَعُدُّوا ) وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=18لَا تُحْصُوهَا ) إِذْ يَنْتَفِي الْعَدُّ وَالْإِحْصَاءُ فِي الْوَاحِدَةِ ، وَالْمَعْنَى : لَا تُحْصُوا عَدَّهَا ، لِأَنَّهَا لِكَثْرَتِهَا خَرَجَتْ عَنْ إِحْصَائِكُمْ لَهَا ، وَانْتِفَاءُ إِحْصَائِهَا يَقْتَضِي انْتِفَاءَ الْقِيَامِ بِحَقِّهَا مِنَ الشُّكْرِ . وَلَمَّا ذَكَرَ نِعَمًا سَابِقَةً أَخْبَرَ أَنَّ جَمِيعَ نِعَمِهِ
[ ص: 482 ] لَا يُطِيقُونَ عَدَّهَا . وَأَتْبَعَ ذَلِكَ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=18إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ، حَيْثُ يَتَجَاوَزُ عَنْ تَقْصِيرِكُمْ فِي أَدَاءِ شُكْرِ النِّعَمِ ، وَلَا يَقْطَعُهَا عَنْكُمْ لِتَفْرِيطِكُمْ ، وَلَا يُعَاجِلُكُمْ بِالْعُقُوبَةِ عَلَى كُفْرَانِهَا . وَلَمَّا كَانَ الْإِنْسَانُ غَيْرَ قَادِرٍ عَلَى أَدَاءِ شُكْرِ النِّعَمِ ، وَأَنَّ لَهُ حَالَةً يَعْرِضُ فِيهَا مِنْهُ كُفْرَانَهَا ; قَالَ فِي عَقِبِ الْآيَةِ الَّتِي فِي إِبْرَاهِيمَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=34إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ ) أَيْ لَظَلُومٌ بِتَرْكِ الشُّكْرِ ، كَفَّارٌ لِلنِّعْمَةِ . وَفِي هَذِهِ الْآيَةِ ذِكْرُ الْغُفْرَانِ وَالرَّحْمَةِ لُطْفًا بِهِ ، وَإِيذَانًا فِي التَّجَاوُزِ عَنْهُ . وَأَخْبَرَ تَعَالَى أَنَّهُ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ ، وَضَمَّنَهُ الْوَعِيدَ لَهُمْ ، وَالْإِخْبَارَ بِعِلْمِهِ تَعَالَى . وَفِيهِ التَّنْبِيهُ عَلَى نَفْيِ هَذِهِ الصِّفَةِ الشَّرِيفَةِ عَنْ آلِهَتِهِمْ .
وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : بِالتَّاءِ مِنْ فَوْقُ فِي تُسِرُّونَ وَتُعْلِنُونَ وَتَدْعُونَ ، وَهِيَ قِرَاءَةُ :
مُجَاهِدٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13723وَالْأَعْرَجِ ،
وَشَيْبَةَ ،
وَأَبِي جَعْفَرٍ ،
وَهُبَيْرَةَ ، عَنْ
عَاصِمٍ ، عَلَى مَعْنَى : قُلْ لَهُمْ . وَقَرَأَ
عَاصِمٌ فِي مَشْهُورِهِ : يَدْعُونَ ، بِالْيَاءِ مِنْ تَحْتُ ، وَبِالتَّاءِ فِي السَّابِقَتَيْنِ . وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الْأَعْمَشُ وَأَصْحَابُ
عَبْدِ اللَّهِ : يَعْلَمُ الَّذِي يُبْدُونَ وَمَا يَكْتُمُونَ ، وَتَدْعُونَ ، بِالتَّاءِ مِنْ فَوْقُ فِي الثَّلَاثَةِ . وَقَرَأَ
طَلْحَةُ : مَا يُخْفُونَ وَمَا يُعْلِنُونَ ، وَتَدْعُونَ ، بِالتَّاءِ مِنْ فَوْقُ ، وَهَاتَانِ الْقِرَاءَتَانِ مُخَالِفَتَانِ لِسَوَادِ الْمُصْحَفِ ، وَالْمَشْهُورُ مَا رُوِيَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الْأَعْمَشِ وَغَيْرِهِ ، فَوَجَبَ حَمْلُهَا عَلَى التَّفْسِيرِ ، لَا عَلَى أَنَّهَا قُرْآنٌ . وَلَمَّا أَظْهَرَ تَعَالَى التَّبَايُنَ بَيْنَ الْخَالِقِ وَغَيْرِهِ ، نَصَّ عَلَى أَنَّ آلِهَتَهُمْ لَا تَخْلُقُ ، وَعَلَى أَنَّهَا مَخْلُوقَةٌ . وَأَخْبَرَ أَنَّهُمْ أَمْوَاتٌ . وَأَكَّدَ ذَلِكَ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=21غَيْرُ أَحْيَاءٍ ، ثُمَّ نَفَى عَنْهُمُ الشُّعُورَ الَّذِي يَكُونُ لِلْبَهَائِمِ ، فَضْلًا عَنِ الْعِلْمِ الَّذِي تَتَّصِفُ بِهِ الْعُقَلَاءُ . وَعَبَّرَ بِالَّذِينِ ، وَهُوَ لِلْعَاقِلِ ، عُومِلَ غَيْرُهُ مُعَامَلَتَهُ ، لِكَوْنِهَا عُبِدَتْ وَاعْتُقِدَتْ فِيهَا الْأُلُوهِيَّةُ ، وَقَرَأَ
مُحَمَّدٌ الْيَمَانِيُّ : يُدْعَوْنَ ، بِضَمِّ الْيَاءِ وَفَتْحِ الْعَيْنِ مَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ ، وَالظَّاهِرُ أَنَّ قَوْلَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=20وَهُمْ يُخْلَقُونَ ، أَيِ : اللَّهُ أَنْشَأَهُمْ وَاخْتَرَعَهُمْ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : وَوَجْهٌ آخَرُ وَهُوَ أَنْ يَكُونَ الْمَعْنَى : أَنَّ النَّاسَ يَخْلُقُونَهُمْ بِالنَّحْتِ وَالتَّصْوِيرِ ، وَهُمْ لَا يَقْدِرُونَ عَلَى ذَلِكَ ، فَهُمْ أَعْجَزُ مِنْ عَبَدَتِهِمْ ; انْتَهَى . وَأَمْوَاتٌ : خَبَرُ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ ، أَيْ : هُمْ أَمْوَاتٌ . وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ خَبَرًا بَعْدَ خَبَرٍ . وَالظَّاهِرُ أَنَّ هَذِهِ كُلَّهَا مِمَّا حَدَّثَ بِهِ عَنِ الْأَصْنَامِ ، وَيَكُونُ بَعْثُهُمْ إِعَادَتُهَا بَعْدَ فَنَائِهَا . أَلَا تَرَى إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=98إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ ) . وَقِيلَ : مَعْنَى بَعْثِهَا : إِثَارَتُهَا ، كَمَا تَقُولُ : بَعَثْتُ النَّائِمَ مِنْ نَوْمِهِ إِذَا نَبَّهْتَهُ ، كَأَنَّهُ وَصَفَهُمْ بِغَايَةِ الْجُمُودِ ، أَيْ : وَإِنْ طَلَبْتَهُمْ بِالتَّحْرِيكِ أَوْ حَرَّكْتَهُمْ لَمْ يَشْعُرُوا بِذَلِكَ ، وَنَفَى عَنْهُمُ الْحَيَاةَ لِأَنَّ مِنَ الْأَمْوَاتِ مَا يَعْقُبُ مَوْتَهُ حَيَاةٌ كَالنُّطَفِ الَّتِي يُنْشِئُهَا اللَّهُ حَيَوَانًا ، وَأَجْسَادِ الْحَيَوَانِ الَّتِي تُبْعَثُ بَعْدَ مَوْتِهَا . وَأَمَّا الْأَصْنَامُ مِنَ الْحِجَارَةِ وَالْخَشَبِ فَأَمْوَاتٌ لَا يَعْقُبُ مَوْتَهَا حَيَاةٌ ، وَذَلِكَ أَعْرَقُ فِي مَوْتِهَا . وَقِيلَ : وَالَّذِينَ تَدْعُونَ ، هُمُ الْمَلَائِكَةُ ، وَكَانَ نَاسٌ مِنَ الْكُفَّارِ يَعْبُدُونَهُمْ . وَأَمْوَاتٌ ، أَيْ : لَا بُدَّ لَهُمْ مِنَ الْمَوْتِ ، وَغَيْرُ أَحْيَاءٍ ، أَيْ : غَيْرُ بَاقٍ حَيَاتُهُمْ ، وَمَا يَشْعُرُونَ ، أَيْ : لَا عِلْمَ لَهُمْ بِوَقْتِ بَعْثِهِمْ . وَجَوَّزُوا فِي قِرَاءَةِ : وَالَّذِينَ يَدْعُونَ ، بِالْيَاءِ مِنْ تَحْتُ أَنْ يَكُونَ قَوْلُهُ : أَمْوَاتٌ ، يُرَادُ بِهِ الْكُفَّارُ الَّذِينَ ضَمِيرُهُمْ فِي : يَدْعُونَ ، شَبَّهَهُمْ بِالْأَمْوَاتِ غَيْرِ الْأَحْيَاءِ مِنْ حَيْثُ هُمْ ضُلَّالٌ ، غَيْرُ مُهْتَدِينَ وَمَا بَعْدَهُ عَائِدٌ عَلَيْهِمْ ، وَالْبَعْثُ : الْحَشْرُ مِنْ قُبُورِهِمْ . وَقِيلَ : فِي هَذَا التَّقْدِيرِ وَعِيدٌ ، أَيْ : أَيَّانَ يُبْعَثُونَ إِلَى التَّعْذِيبِ . وَقِيلَ : الضَّمِيرُ فِي (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=21وَمَا يَشْعُرُونَ ) ، لِلْأَصْنَامِ ، وَفِي : يُبْعَثُونَ ، لِعَبَدَتِهَا ، أَيْ : لَا تَشْعُرُ الْأَصْنَامُ مَتَى تُبْعَثُ عَبَدَتُهَا . وَفِيهِ تَهَكُّمٌ بِالْمُشْرِكِينَ ، وَأَنَّ آلِهَتَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ وَقْتَ بَعْثِ عَبَدَتِهِمْ ، فَكَيْفَ يَكُونُ لَهُمْ وَقْتُ جَزَاءٍ عَلَى عِبَادَتِهِمْ . وَتَلَخَّصُ مِنْ هَذِهِ الْأَقْوَالِ : أَنْ تَكُونَ الْأَخْبَارُ بِتِلْكَ الْجُمَلِ كُلِّهَا مِنَ الْمَدْعُوِّينَ آلِهَةً ، إِمَّا الْأَصْنَامُ ، وَإِمَّا الْمَلَائِكَةُ ، أَوْ يَكُونُ مِنْ قَوْلِهِ : أَمْوَاتٌ ، إِلَى آخِرِهِ ، إِخْبَارًا عَنِ الْمَدْعُوِّينَ ، وَيُبْعَثُونَ : إِخْبَارًا عَنِ الدَّاعِينَ الْعَابِدِينَ . وَقَرَأَ
أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ ( إِيَّانَ ) بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ ، وَهِيَ لُغَةُ قَوْمِهِ
سُلَيْمٍ . وَالظَّاهِرُ أَنَّ قَوْلَهُ : إِيَّانَ ، مَعْمُولٌ لِيُبْعَثُونِ ، وَالْجُمْلَةُ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ بِيَشْعُرُونَ ، لِأَنَّهُ مُعَلَّقٌ . إِذْ مَعْنَاهُ : الْعِلْمُ .
[ ص: 483 ] وَالْمَعْنَى : أَنَّهُ نَفَى عَنْهُمْ عِلْمَ مَا انْفَرَدَ بِعِلْمِهِ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ، وَهُوَ وَقْتُ الْبَعْثِ إِذَا أُرِيدَ بِالْبَعْثِ الْحَشْرُ إِلَى الْآخِرَةِ . وَقِيلَ : تَمَّ الْكَلَامُ عِنْدَ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=21وَمَا يَشْعُرُونَ . وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=21أَيَّانَ يُبْعَثُونَ : ظَرْفٌ لِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=22إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ ، أَخْبَرَ عَنْ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَنَّ الْإِلَهَ فِيهِ وَاحِدٌ ; انْتَهَى . وَلَا يَصِحُّ هَذَا الْقَوْلُ لِأَنَّ ( أَيَّانَ ) إِذْ ذَاكَ تَخْرُجُ عَمَّا اسْتَقَرَّ فِيهَا مِنْ كَوْنِهَا ظَرْفًا ، إِمَّا اسْتِفَهَامًا ، وَإِمَّا شَرْطًا . وَفِي هَذَا التَّقْدِيرِ تَكُونُ ظَرْفًا بِمَعْنَى ( وَقْتٍ ) مُضَافًا لِلْجُمْلَةِ بَعْدَهَا ، مَعْمُولًا لِقَوْلِهِ : وَاحِدٌ ، كَقَوْلِك : يَوْمَ يَقُومُ زَيْدٌ قَائِمٌ . وَفِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=21أَيَّانَ يُبْعَثُونَ ، دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّهُ
nindex.php?page=treesubj&link=30336_30340لَا بُدَّ مِنَ الْبَعْثِ ، وَأَنَّهُ مِنْ لَوَازِمِ التَّكْلِيفِ . وَلَمَّا ذَكَرَ تَعَالَى مَا اتَّصَفَتْ بِهِ آلِهَتُهُمْ بِمَا يُنَافِي الْأُلُوهِيَّةَ ، أَخْبَرَ تَعَالَى أَنَّ إِلَهَ الْعَالَمِ هُوَ وَاحِدٌ لَا يَتَعَدَّدُ وَلَا يَتَجَزَّأُ ، وَأَنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْجَزَاءِ بَعْدَ وُضُوحِ بُطْلَانِ أَنْ تَكُونَ الْإِلَهِيَّةُ لِغَيْرِهِ بَلْ لَهُ وَحْدَهُ ، هُمْ مُسْتَمِرُّونَ عَلَى شِرْكِهِمْ ، مُنْكِرُونَ وَحْدَانِيَّتَهُ ، مُسْتَكْبِرُونَ عَنِ الْإِقْرَارِ بِهَا ، لِاعْتِقَادِهِمُ الْإِلَهِيَّةَ لِأَصْنَامِهِمْ وَتَكَبُّرِهَا فِي الْوُجُودِ . وَوَصْفُهُمْ بِأَنَّهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ مُبَالَغَةٌ فِي نِسْبَةِ الْكُفْرِ إِلَيْهِمْ ، إِذْ عَدَمُ التَّصْدِيقِ بِالْجَزَاءِ فِي الْآخِرَةِ يَتَضَمَّنُ التَّكْذِيبَ بِاللَّهِ تَعَالَى وَبِالْبَعْثِ ، إِذْ مَنْ آمَنَ بِالْبَعْثِ يَسْتَحِيلُ أَنْ يُكَذِّبَ اللَّهَ - عَزَّ وَجَلَّ - وَقِيلَ : مُسْتَكْبِرُونَ عَنِ الْإِيمَانِ بِرَسُولِ اللَّهِ وَاتِّبَاعِهِ . وَقَالَ الْعُلَمَاءُ :
nindex.php?page=treesubj&link=18682كُلُّ ذَنْبٍ يُمْكِنُ التَّسَتُّرُ بِهِ وَإِخْفَاؤُهُ إِلَّا التَّكَبُّرَ فَإِنَّهُ فِسْقٌ يَلْزَمُهُ الْإِعْلَانُ . وَفِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ : "
إِنَّ الْمُسْتَكْبِرِينَ يَجِيئُونَ أَمْثَالَ الذَّرِّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، يَطَؤُهُمُ النَّاسُ بِأَقْدَامِهِمْ " أَوْ كَمَا قَالَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَتَقَدَّمَ الْكَلَامُ فِي (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=22لَا جَرَمَ ) فِي هُودٍ . وَقَرَأَ
عِيسَى الثَّقَفِيُّ ( إِنَّ ) بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ عَلَى الِاسْتِئْنَافِ وَالْقَطْعِ مِمَّا قَبْلَهُ . وَقَالَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا : وَقَدْ يُغْنِي ( لَا جَرَمَ ) عَنْ لَفْظِ الْقَسَمِ ، تَقُولُ : لَا جَرَمَ لَآتِيَنَّكَ ، فَعَلَى هَذَا يَكُونُ لِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=18إِنَّ اللَّهَ ) بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ تَعَلَّقَ بِلَا جَرَمَ ، وَلَا يَكُونُ اسْتِئْنَافًا . وَقَدْ قَالَ بَعْضُ الْأَعْرَابِ
لِمِرْدَاسٍ الْخَارِجِيِّ : لَا جَرَمَ وَاللَّهِ لَأُفَارِقَنَّكَ أَبَدًا ، نَفَى كَلَامَهُ تَعَلُّقُهَا بِالْقَسَمِ . وَفِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=23يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ ) وَعِيدٌ وَتَنْبِيهٌ عَلَى الْمُجَازَاةِ ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=17317يَحْيَى بْنُ سَلَامٍ ،
وَالنَّقَّاشُ : الْمُرَادُ هُنَا بِمَا يُسِرُّونَ ، تَشَاوُرُهُمْ فِي دَارِ النَّدْوَةِ فِي قَتْلِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - انْتَهَى . وَ لَا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ : عَامٌّ فِي الْكَافِرِينَ وَالْمُؤْمِنِينَ ، يَأْخُذُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ بِقِسْطِهِ .