( سورة المنافقون مدنية وهي إحدى عشرة آية )
( بسم الله الرحمن الرحيم )
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=1إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=2اتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله إنهم ساء ما كانوا يعملون nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=3ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=4وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=5وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لووا رءوسهم ورأيتهم يصدون وهم مستكبرون nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=6سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم إن الله لا يهدي القوم الفاسقين nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=7هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا ولله خزائن السماوات والأرض ولكن المنافقين لا يفقهون nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=8يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=9يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=10وأنفقوا من ما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=11ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها والله خبير بما تعملون . الجسم والخشب معروفان . أسندت ظهري إلى الحائط ، أملته وأضفته إليه ، وتساند القوم : اصطفوا وتقابلوا للقتال .
[ ص: 270 ] nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=29034إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=2اتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله إنهم ساء ما كانوا يعملون nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=3ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=4وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=5وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لووا رءوسهم ورأيتهم يصدون وهم مستكبرون nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=6سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم إن الله لا يهدي القوم الفاسقين nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=7هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا ولله خزائن السماوات والأرض ولكن المنافقين لا يفقهون nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=8يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=9ياأيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=10وأنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=11ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها والله خبير بما تعملون .
[ ص: 271 ] هذه السورة مدنية ، نزلت في غزوة
بني المصطلق ، كانت من
عبد الله بن أبي ابن سلول وأتباعه فيها أقوال ، فنزلت . وسبب نزولها مذكور في قصة طويلة ، من مضمونها : أن اثنين من الصحابة ازدحما على ماء ، وذلك في غزوة
بني المصطلق ، فشج أحدهما الآخر ، فدعا المشجوج يا
للأنصار ، والشاج يا
للمهاجرين ، فقال
عبد الله بن أبي ابن سلول : ما حكى الله تعالى عنه من قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=7لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=8ليخرجن الأعز منها الأذل وعنى الأعز نفسه ، وكلاما قبيحا ، فسمعه
nindex.php?page=showalam&ids=68زيد بن أرقم ، ونقل ذلك إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
عبد الله ، فحلف ما قال شيئا من ذلك ، فاتهم
زيد ، فأنزل الله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=1إذا جاءك المنافقون إلى قوله : لا يعلمون تصديقا لزيد وتكذيبا
لعبد الله بن أبي .
ومناسبة هذه السورة لما قبلها أنه لما كان سبب الانفضاض عن سماع الخطبة ربما كان حاصلا عن المنافقين ، واتبعهم ناس كثير من المؤمنين في ذلك ، وذلك لسرورهم بالعير التي قدمت بالميرة ، إذ كان وقت مجاعة ، جاء ذكر المنافقين وما هم عليه من كراهة أهل الإيمان ، وأتبعه بقبائح أفعالهم وقولهم :
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=7لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا إذ كانوا هم أصحاب أموال ، والمهاجرون فقراء قد تركوا أموالهم ومتاجرهم وهاجروا لله تعالى .
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=1قالوا نشهد : يجري مجرى اليمين ، ولذلك تلقي بما يتلقى به القسم ، وكذا فعل اليقين والعلم يجري مجرى القسم بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=1إنك لرسول الله وأصل الشهادة أن يواطئ اللسان القلب هذا بالنطق ، وذلك بالاعتقاد ، فأكذبهم الله وفضحهم بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=29034والله يشهد إن المنافقين لكاذبون أي : لم تواطئ قلوبهم ألسنتهم على تصديقك ، واعتقادهم أنك غير رسول ، فهم كاذبون عند الله وعند من خبر حالهم ، أو كاذبون عند أنفسهم ، إذ كانوا يعتقدون أن قولهم :
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=1إنك لرسول الله كذب . وجاء بين شهادتهم وتكذيبهم قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=29034والله يعلم إنك لرسوله إيذانا أن الأمر كما لفظوا به من كونه رسول الله حقا . ولم تأت هذه الجملة لتوهم أن قولهم هذا كذب ، فوسطت الأمر بينهما ليزول ذلك التوهم .
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=2اتخذوا أيمانهم سمى شهادتهم تلك أيمانا . وقرأ الجمهور : " أيمانهم " بفتح الهمزة جمع يمين ;
والحسن : بكسرها ، مصدر آمن . ولما ذكر أنهم كاذبون ، أتبعهم بموجب كفرهم ، وهو اتخاذ أيمانهم جنة يستترون بها ، ويذبون بها عن أنفسهم وأموالهم ، كما قال بعض الشعراء :
وما انتسبوا إلى الإسلام إلا لصون دمائهم أن لا تسالا
ومن أيمانهم أيمان
عبد الله ، ومن حلف معه من قومه أنه ما قال ما نقله
nindex.php?page=showalam&ids=68زيد بن أرقم إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جعلوا تلك الأيمان جنة تقي من القتل ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12324أعشى همدان :
إذا أنت لم تجعل لعرضك جنة من المال سار القوم كل مسير
وقال
الضحاك : اتخذوا حلفهم بالله أنهم لمنكم . وقال
قتادة : كلما ظهر شيء منهم يوجب مؤاخذتهم حلفوا كاذبين عصمة لأموالهم ودمائهم . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : ( جنة ) من ترك الصلاة عليهم إذا ماتوا ( فصدوا ) أي : أعرضوا وصدوا اليهود والمشركين عن الدخول في الإسلام ( ذلك ) أي : ذلك الحلف الكاذب والصد المقتضيان لهم سوء العمل بسبب إيمانهم ثم كفرهم . وقال
ابن عطية : ( ذلك ) إشارة إلى فعل الله بهم في فضيحتهم وتوبيخهم ، ويحتمل أن تكون الإشارة إلى سوء ما عملوا ، فالمعنى : ساء عملهم بأن كفروا . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : ذلك القول الشاهد عليهم بأنهم أسوأ الناس أعمالا بسبب أنهم آمنوا ثم كفروا ، أو إلى ما وصف من حالهم في النفاق والكذب والاستخفاف بالإيمان ، أي : ذلك كله بسبب أنهم آمنوا ثم كفروا . وقرأ الجمهور : ( فطبع ) مبنيا للمفعول ، و
nindex.php?page=showalam&ids=15948زيد بن علي مبنيا للفاعل أي : فطبع الله ، وكذا قراءة
[ ص: 272 ] nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش وزيد في رواية مصرحا بالله . ويحتمل على قراءة
زيد الأولى أن يكون الفاعل ضميرا يعود على المصدر المفهوم من ما قبله ، أي : فطبع هو ، أي : بلعبهم بالدين . ومعنى ( آمنوا ) نطقوا بكلمة الشهادة وفعلوا كما يفعل المسلمون
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=3ثم كفروا أي : ظهر كفرهم بما نطقوا به من قولهم : لئن كان
محمد ما يقوله حقا فنحن شر من الحمير ، وقولهم أيطمع هذا الرجل أن تفتح له قصور كسرى وقيصر ؟ هيهات ، أو نطقوا بالإيمان عند المؤمنين وبالكفر عند شياطينهم ، أو ذلك فيمن آمن ثم ارتد .
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=4nindex.php?page=treesubj&link=29034وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم الخطاب للرسول - صلى الله عليه وسلم - أو للسامع أي : لحسنها ونضارتها وجهارة أصواتهم ، فكان منظرهم يروق ، ومنطقهم يحلو . وقرأ الجمهور : ( تسمع ) بتاء الخطاب ، و
عكرمة nindex.php?page=showalam&ids=16574وعطية العوفي : " يسمع " بالياء مبنيا للمفعول ، و ( لقولهم ) الجار والمجرور هو المفعول الذي لم يسم فاعله ، وليست اللام زائدة ، بل ضمن ( يسمع ) معنى يصغ ويمل ، تعدى باللام وليست زائدة ، فيكون قولهم هو المسموع . وشبهوا بالخشب لعزوب أفهامهم وفراغ قلوبهم من الإيمان ، ولم يكف حتى جعلها مسندة إلى الحائط ، لا انتفاع بها لأنها إذا كانت في سقف أو مكان ينتفع بها ، وأما إذا كانت غير منتفع بها فإنها تكون مهملة مسندة إلى الحيطان أو ملقاة على الأرض قد صففت ، أو شبهوا بالخشب التي هي الأصنام وقد أسندت إلى الحيطان ، والجملة التشبيهية مستأنفة ، أو على إضمارهم . وقرأ الجمهور : ( خشب ) بضم الخاء والشين ، و
nindex.php?page=showalam&ids=48البراء بن عازب والنحويان
وابن كثير : بإسكان الشين ، تخفيف خشب المضموم . وقيل : جمع خشباء ، كحمر جمع حمراء ، وهي الخشبة التي نخر جوفها ، شبهوا بها في فساد بواطنهم . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=15990ابن المسيب nindex.php?page=showalam&ids=13033وابن جبير : " خشب " بفتحتين ، اسم جنس ، الواحد خشبة ، وأنث وصفه كقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=7أعجاز نخل خاوية أشباح بلا أرواح ، وأجسام بلا أحلام . وذكر ممن كان ذا بهاء وفصاحة
عبد الله بن أبي ، و
الجد بن قيس ، و
معتب بن قشير . قال الشاعر في مثل هؤلاء :
لا تخدعنك اللحى ولا الصور تسعة أعشار من ترى بقر
تراهم كالسحاب منتشرا وليس فيها لطالب مطر
في شجر السرو منهم شبه له رواء وما له ثمر
وقيل : الجملة التشبيهية وصف لهم بالجبن والخور ، ويدل عليه :
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=4يحسبون كل صيحة عليهم في موضع المفعول الثاني ليحسبون ، أي واقعة عليهم ، وذلك لجبنهم وما في قلوبهم من الرعب . قال مقاتل : كانوا متى سمعوا بنشدان ضالة أو صياحا بأي وجه كان ، أو أخبروا بنزول وحي ، طارت عقولهم حتى يسكن ذلك ويكون في غير شأنهم ، وكانوا يخافون أن ينزل الله تعالى فيهم ما تباح به دماؤهم وأموالهم ، ونحو هذا قول الشاعر :
يروعه السرار بكل أرض مخافة أن يكون به السرار
وقال
جرير :
ما زلت تحسب كل شيء بعدهم خيلا تكر عليهم ورجالا
أنشده
ابن عطية لجرير ، ونسب هذا البيت
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري للأخطل . قال : ويجوز أن يكون
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=4هم العدو المفعول الثاني كما لو طرحت الضمير . ( فإن قلت ) : فحقه أن يقول هي العدو . ( قلت ) : منظور فيه إلى الخبر ، كما ذكر في هذا ربي ، وأن يقدر مضاف محذوف على يحسبون كل أهل صيحة . انتهى .
( سُورَةُ الْمُنَافِقُونَ مَدَنِيَّةٌ وَهِيَ إِحْدَى عَشْرَةَ آيَةً )
( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ )
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=1إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=2اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=3ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=4وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=5وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُءُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=6سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=7هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=8يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=9يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=10وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=11وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ . الْجِسْمُ وَالْخَشَبُ مَعْرُوفَانِ . أَسْنَدْتُ ظَهْرِي إِلَى الْحَائِطِ ، أَمَلْتُهُ وَأَضَفْتُهُ إِلَيْهِ ، وَتَسَانَدَ الْقَوْمُ : اصْطَفُّوا وَتَقَابَلُوا لِلْقِتَالِ .
[ ص: 270 ] nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=29034إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=2اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=3ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=4وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=5وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُءُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=6سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرَتْ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=7هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=8يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=9يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=10وَأَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=11وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ .
[ ص: 271 ] هَذِهِ السُّورَةُ مَدَنِيَّةٌ ، نَزَلَتْ فِي غَزْوَةِ
بَنِي الْمُصْطَلِقِ ، كَانَتْ مِنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ ابْنِ سَلُولَ وَأَتْبَاعِهِ فِيهَا أَقْوَالٌ ، فَنَزَلَتْ . وَسَبَبُ نُزُولِهَا مَذْكُورٌ فِي قِصَّةٍ طَوِيلَةٍ ، مِنْ مَضْمُونِهَا : أَنَّ اثْنَيْنِ مِنَ الصَّحَابَةِ ازْدَحَمَا عَلَى مَاءٍ ، وَذَلِكَ فِي غَزْوَةِ
بَنِي الْمُصْطَلِقِ ، فَشَجَّ أَحَدُهُمَا الْآخَرَ ، فَدَعَا الْمَشْجُوجُ يَا
لَلْأَنْصَارِ ، وَالشَّاجُّ يَا
لَلْمُهَاجِرِينَ ، فَقَالَ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولَ : مَا حَكَى اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ مِنْ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=7لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا وَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=8لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَعَنَى الْأَعَزَّ نَفْسَهُ ، وَكَلَامًا قَبِيحًا ، فَسَمِعَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=68زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ ، وَنَقَلَ ذَلِكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَلَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
عَبْدَ اللَّهِ ، فَحَلَفَ مَا قَالَ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ ، فَاتُّهِمَ
زَيْدٌ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=1إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ إِلَى قَوْلِهِ : لَا يَعْلَمُونَ تَصْدِيقًا لِزَيْدٍ وَتَكْذِيبًا
لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ .
وَمُنَاسَبَةُ هَذِهِ السُّورَةِ لِمَا قَبْلَهَا أَنَّهُ لَمَّا كَانَ سَبَبُ الِانْفِضَاضِ عَنْ سَمَاعِ الْخُطْبَةِ رُبَّمَا كَانَ حَاصِلًا عَنِ الْمُنَافِقِينَ ، وَاتَّبَعَهُمْ نَاسٌ كَثِيرٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي ذَلِكَ ، وَذَلِكَ لِسُرُورِهِمْ بِالْعِيرِ الَّتِي قَدِمَتْ بِالْمِيرَةِ ، إِذْ كَانَ وَقْتَ مَجَاعَةٍ ، جَاءَ ذِكْرُ الْمُنَافِقِينَ وَمَا هُمْ عَلَيْهِ مِنْ كَرَاهَةِ أَهْلِ الْإِيمَانِ ، وَأَتْبَعَهُ بِقَبَائِحِ أَفْعَالِهِمْ وَقَوْلِهِمْ :
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=7لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا إِذْ كَانُوا هُمْ أَصْحَابَ أَمْوَالٍ ، وَالْمُهَاجِرُونَ فُقَرَاءُ قَدْ تَرَكُوا أَمْوَالَهُمْ وَمَتَاجِرَهُمْ وَهَاجَرُوا لِلَّهِ تَعَالَى .
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=1قَالُوا نَشْهَدُ : يَجْرِي مَجْرَى الْيَمِينِ ، وَلِذَلِكَ تُلُقِّيَ بِمَا يُتَلَقَّى بِهِ الْقَسَمُ ، وَكَذَا فِعْلُ الْيَقِينِ وَالْعِلْمِ يَجْرِي مَجْرَى الْقَسَمِ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=1إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَأَصْلُ الشَّهَادَةِ أَنْ يُوَاطِئَ اللِّسَانُ الْقَلْبَ هَذَا بِالنُّطْقِ ، وَذَلِكَ بِالِاعْتِقَادِ ، فَأَكْذَبَهُمُ اللَّهُ وَفَضَحَهُمْ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=29034وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ أَيْ : لَمْ تُوَاطِئْ قُلُوبُهُمْ أَلْسِنَتَهُمْ عَلَى تَصْدِيقِكَ ، وَاعْتِقَادُهُمْ أَنَّكَ غَيْرُ رَسُولٍ ، فَهُمْ كَاذِبُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ مَنْ خَبُرَ حَالَهُمْ ، أَوْ كَاذِبُونَ عِنْدَ أَنْفُسِهِمْ ، إِذْ كَانُوا يَعْتَقِدُونَ أَنَّ قَوْلَهُمْ :
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=1إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ كَذِبٌ . وَجَاءَ بَيْنَ شَهَادَتِهِمْ وَتَكْذِيبِهِمْ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=29034وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ إِيذَانًا أَنَّ الْأَمْرَ كَمَا لَفَظُوا بِهِ مِنْ كَوْنِهِ رَسُولَ اللَّهِ حَقًّا . وَلَمْ تَأْتِ هَذِهِ الْجُمْلَةُ لِتُوهِمَ أَنَّ قَوْلَهُمْ هَذَا كَذِبٌ ، فَوَسَّطَتِ الْأَمْرَ بَيْنَهُمَا لِيَزُولَ ذَلِكَ التَّوَهُّمُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=2اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ سَمَّى شَهَادَتَهُمْ تِلْكَ أَيْمَانًا . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : " أَيْمَانَهُمْ " بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ جَمْعُ يَمِينٍ ;
وَالْحَسَنُ : بِكَسْرِهَا ، مَصْدَرُ آمَنَ . وَلَمَّا ذَكَرَ أَنَّهُمْ كَاذِبُونَ ، أَتْبَعَهُمْ بِمُوجِبِ كُفْرِهِمْ ، وَهُوَ اتِّخَاذُ أَيْمَانِهِمْ جُنَّةً يَسْتَتِرُونَ بِهَا ، وَيَذُبُّونَ بِهَا عَنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ ، كَمَا قَالَ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ :
وَمَا انْتَسَبُوا إِلَى الْإِسْلَامِ إِلَّا لِصَوْنِ دِمَائِهِمْ أَنْ لَا تُسَالَا
وَمِنْ أَيْمَانِهِمْ أَيْمَانُ
عَبْدِ اللَّهِ ، وَمَنْ حَلَفَ مَعَهُ مِنْ قَوْمِهِ أَنَّهُ مَا قَالَ مَا نَقَلَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=68زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - جَعَلُوا تِلْكَ الْأَيْمَانَ جُنَّةً تَقِي مِنَ الْقَتْلِ ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12324أَعْشَى هَمْدَانَ :
إِذَا أَنْتَ لَمْ تَجْعَلْ لِعِرْضِكَ جُنَّةً مِنَ الْمَالِ سَارَ الْقَوْمُ كُلَّ مَسِيرِ
وَقَالَ
الضَّحَّاكُ : اتَّخَذُوا حَلِفَهُمْ بِاللَّهِ أَنَّهُمْ لَمِنْكُمْ . وَقَالَ
قَتَادَةُ : كُلَّمَا ظَهَرَ شَيْءٌ مِنْهُمْ يُوجِبُ مُؤَاخَذَتَهُمْ حَلَفُوا كَاذِبِينَ عِصْمَةً لِأَمْوَالِهِمْ وَدِمَائِهِمْ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ : ( جُنَّةً ) مِنْ تَرْكِ الصَّلَاةِ عَلَيْهِمْ إِذَا مَاتُوا ( فَصَدُّوا ) أَيْ : أَعْرَضُوا وَصَدُّوا الْيَهُودَ وَالْمُشْرِكِينَ عَنِ الدُّخُولِ فِي الْإِسْلَامِ ( ذَلِكَ ) أَيْ : ذَلِكَ الْحَلِفُ الْكَاذِبُ وَالصَّدُّ الْمُقْتَضِيَانِ لَهُمْ سُوءَ الْعَمَلِ بِسَبَبِ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ كُفْرِهِمْ . وَقَالَ
ابْنُ عَطِيَّةَ : ( ذَلِكَ ) إِشَارَةٌ إِلَى فِعْلِ اللَّهِ بِهِمْ فِي فَضِيحَتِهِمْ وَتَوْبِيخِهِمْ ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ تَكُونَ الْإِشَارَةُ إِلَى سُوءِ مَا عَمِلُوا ، فَالْمَعْنَى : سَاءَ عَمَلُهُمْ بِأَنْ كَفَرُوا . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : ذَلِكَ الْقَوْلُ الشَّاهِدُ عَلَيْهِمْ بِأَنَّهُمْ أَسْوَأُ النَّاسِ أَعْمَالًا بِسَبَبِ أَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ، أَوْ إِلَى مَا وَصَفَ مِنْ حَالِهِمْ فِي النِّفَاقِ وَالْكَذِبِ وَالِاسْتِخْفَافِ بِالْإِيمَانِ ، أَيْ : ذَلِكَ كُلُّهُ بِسَبَبِ أَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : ( فَطُبِعَ ) مَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ ، وَ
nindex.php?page=showalam&ids=15948زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ مَبْنِيًّا لِلْفَاعِلِ أَيْ : فَطَبَعَ اللَّهُ ، وَكَذَا قِرَاءَةُ
[ ص: 272 ] nindex.php?page=showalam&ids=13726الْأَعْمَشِ وَزَيْدٍ فِي رِوَايَةٍ مُصَرِّحًا بِاللَّهِ . وَيَحْتَمِلُ عَلَى قِرَاءَةِ
زَيْدٍ الْأُولَى أَنْ يَكُونَ الْفَاعِلُ ضَمِيرًا يَعُودُ عَلَى الْمَصْدَرِ الْمَفْهُومِ مِنْ مَا قَبْلَهُ ، أَيْ : فَطَبَعَ هُوَ ، أَيْ : بِلَعِبِهِمْ بِالدِّينِ . وَمَعْنَى ( آمَنُوا ) نَطَقُوا بِكَلِمَةِ الشَّهَادَةِ وَفَعَلُوا كَمَا يَفْعَلُ الْمُسْلِمُونَ
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=3ثُمَّ كَفَرُوا أَيْ : ظَهَرَ كُفْرُهُمْ بِمَا نَطَقُوا بِهِ مِنْ قَوْلِهِمْ : لَئِنْ كَانَ
مُحَمَّدٌ مَا يَقُولُهُ حَقًّا فَنَحْنُ شَرٌّ مِنَ الْحَمِيرِ ، وَقَوْلُهُمْ أَيَطْمَعُ هَذَا الرَّجُلُ أَنْ تُفْتَحَ لَهُ قُصُورُ كِسْرَى وَقَيْصَرَ ؟ هَيْهَاتَ ، أَوْ نَطَقُوا بِالْإِيمَانِ عِنْدَ الْمُؤْمِنِينَ وَبِالْكُفْرِ عِنْدَ شَيَاطِينِهِمْ ، أَوْ ذَلِكَ فِيمَنْ آمَنَ ثُمَّ ارْتَدَّ .
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=4nindex.php?page=treesubj&link=29034وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ الْخِطَابُ لِلرَّسُولِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَوْ لِلسَّامِعِ أَيْ : لِحُسْنِهَا وَنَضَارَتِهَا وَجَهَارَةِ أَصْوَاتِهِمْ ، فَكَانَ مَنْظَرُهُمْ يَرُوقُ ، وَمَنْطِقُهُمْ يَحْلُو . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : ( تَسْمَعْ ) بِتَاءِ الْخِطَابِ ، وَ
عِكْرِمَةُ nindex.php?page=showalam&ids=16574وَعَطِيَّةُ الْعَوْفِيُّ : " يُسْمَعْ " بِالْيَاءِ مَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ ، وَ ( لِقَوْلِهِمْ ) الْجَارُّ وَالْمَجْرُورُ هُوَ الْمَفْعُولُ الَّذِي لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ ، وَلَيْسَتِ اللَّامُ زَائِدَةً ، بَلْ ضَمَّنَ ( يُسْمَعْ ) مَعْنَى يُصْغِ وَيُمْلِ ، تَعَدَّى بِاللَّامِ وَلَيْسَتْ زَائِدَةً ، فَيَكُونُ قَوْلُهُمْ هُوَ الْمَسْمُوعُ . وَشُبِّهُوا بِالْخَشَبِ لِعُزُوبِ أَفْهَامِهِمْ وَفَرَاغِ قُلُوبِهِمْ مِنَ الْإِيمَانِ ، وَلَمْ يَكْفِ حَتَّى جَعَلَهَا مُسْنَدَةً إِلَى الْحَائِطِ ، لَا انْتِفَاعَ بِهَا لِأَنَّهَا إِذَا كَانَتْ فِي سَقْفٍ أَوْ مَكَانٍ يُنْتَفَعُ بِهَا ، وَأَمَّا إِذَا كَانَتْ غَيْرَ مُنْتَفَعٍ بِهَا فَإِنَّهَا تَكُونُ مُهْمَلَةً مُسْنَدَةً إِلَى الْحِيطَانِ أَوْ مُلْقَاةً عَلَى الْأَرْضِ قَدْ صُفِّفَتْ ، أَوْ شُبِّهُوا بِالْخَشَبِ الَّتِي هِيَ الْأَصْنَامُ وَقَدْ أُسْنِدَتْ إِلَى الْحِيطَانِ ، وَالْجُمْلَةُ التَّشْبِيهِيَّةُ مُسْتَأْنَفَةٌ ، أَوْ عَلَى إِضْمَارِهِمْ . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : ( خُشُبٌ ) بِضَمِّ الْخَاءِ وَالشِّينِ ، وَ
nindex.php?page=showalam&ids=48الْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ وَالنَّحْوِيَّانِ
وَابْنُ كَثِيرٍ : بِإِسْكَانِ الشِّينِ ، تَخْفِيفُ خُشُبٍ الْمَضْمُومِ . وَقِيلَ : جَمْعُ خَشْبَاءَ ، كَحُمُرٍ جَمْعُ حَمْرَاءَ ، وَهِيَ الْخَشَبَةُ الَّتِي نُخِرَ جَوْفُهَا ، شُبِّهُوا بِهَا فِي فَسَادِ بَوَاطِنِهِمْ . وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=15990ابْنُ الْمُسَيَّبِ nindex.php?page=showalam&ids=13033وَابْنُ جُبَيْرٍ : " خَشَبٌ " بِفَتْحَتَيْنِ ، اسْمُ جِنْسٍ ، الْوَاحِدُ خَشَبَةٌ ، وَأَنَّثَ وَصْفَهُ كَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=7أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ أَشْبَاحٌ بِلَا أَرْوَاحٍ ، وَأَجْسَامٌ بِلَا أَحْلَامٍ . وَذَكَرَ مِمَّنْ كَانَ ذَا بَهَاءٍ وَفَصَاحَةٍ
عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَيٍّ ، وَ
الْجَدَّ بْنَ قَيْسٍ ، وَ
مُعَتِّبَ بْنَ قُشَيْرٍ . قَالَ الشَّاعِرُ فِي مِثْلِ هَؤُلَاءِ :
لَا تَخْدَعَنَّكَ اللِّحَى وَلَا الصُّوَرُ تِسْعَةُ أَعْشَارِ مَنْ تَرَى بَقَرُ
تَرَاهُمْ كَالسَّحَابِ مُنْتَشِرًا وَلَيْسَ فِيهَا لِطَالِبٍ مَطَرُ
فِي شَجَرِ السَّرْوِ مِنْهُمْ شَبَهٌ لَهُ رُوَاءٌ وَمَا لَهُ ثَمَرُ
وَقِيلَ : الْجُمْلَةُ التَّشْبِيهِيَّةُ وَصْفٌ لَهُمْ بِالْجُبْنِ وَالْخَوَرِ ، وَيَدُلُّ عَلَيْهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=4يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ فِي مَوْضِعِ الْمَفْعُولِ الثَّانِي لِيَحْسَبُونَ ، أَيْ وَاقِعَةٌ عَلَيْهِمْ ، وَذَلِكَ لِجُبْنِهِمْ وَمَا فِي قُلُوبِهِمْ مِنَ الرُّعْبِ . قَالَ مُقَاتِلٌ : كَانُوا مَتَى سَمِعُوا بِنِشْدَانِ ضَالَّةٍ أَوْ صِيَاحًا بِأَيِّ وَجْهٍ كَانَ ، أَوْ أُخْبِرُوا بِنُزُولِ وَحْيٍ ، طَارَتْ عُقُولُهُمْ حَتَّى يَسْكُنَ ذَلِكَ وَيَكُونَ فِي غَيْرِ شَأْنِهِمْ ، وَكَانُوا يَخَافُونَ أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ تَعَالَى فِيهِمْ مَا تُبَاحُ بِهِ دِمَاؤُهُمْ وَأَمْوَالُهُمْ ، وَنَحْوُ هَذَا قَوْلُ الشَّاعِرِ :
يَرُوعُهُ السِّرَارُ بِكُلِّ أَرْضٍ مَخَافَةَ أَنْ يَكُونَ بِهِ السِّرَارُ
وَقَالَ
جَرِيرٌ :
مَا زِلْتَ تَحْسَبُ كُلَّ شَيْءٍ بَعْدَهُمْ خَيْلًا تَكِرُّ عَلَيْهِمْ وَرِجَالَا
أَنْشَدَهُ
ابْنُ عَطِيَّةَ لِجَرِيرٍ ، وَنَسَبَ هَذَا الْبَيْتَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ لِلْأَخْطَلِ . قَالَ : وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=4هُمُ الْعَدُوُّ الْمَفْعُولَ الثَّانِيَ كَمَا لَوْ طَرَحْتَ الضَّمِيرَ . ( فَإِنْ قُلْتَ ) : فَحَقُّهُ أَنْ يَقُولَ هِيَ الْعَدُوُّ . ( قُلْتُ ) : مَنْظُورٌ فِيهِ إِلَى الْخَبَرِ ، كَمَا ذُكِرَ فِي هَذَا رَبِّي ، وَأَنْ يُقَدَّرَ مُضَافٌ مَحْذُوفٌ عَلَى يَحْسَبُونَ كُلَّ أَهْلِ صَيْحَةٍ . انْتَهَى .