صرح في هذه الآية الكريمة : أن المنافقين ما وجدوا شيئا ينقمونه ، أي : يعيبونه وينتقدونه ، إلا أن الله تفضل عليهم فأغناهم بما فتح على نبيه صلى الله عليه وسلم من الخير والبركة .
والمعنى أنه لا يوجد شيء يحتمل أن يعاب أو ينقم بوجه من الوجوه ، والآية كقوله : وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد [ 85 \ 8 ] ، وقوله : وما تنقم منا إلا أن آمنا بآيات ربنا لما جاءتنا [ 7 \ 126 ] ، وقوله : الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله [ 22 \ 40 ] .
ونظير ذلك من كلام العرب : قول نابغة ذبيان : [ الطويل ]
ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم بهن فلول من قراع الكتائب
وقول الآخر : [ المنسرح ]ما نقموا من بني أمية إلا أنهم يضربون إن غضبوا
فما يك في من عيب فإني جبان الكلب مهزول الفصيل