قوله تعالى : وإذا رأى الذين ظلموا العذاب فلا يخفف عنهم ولا هم ينظرون ، ذكر - جل وعلا - في هذه الآية الكريمة : أن الكفار إذا رأوا العذاب لا يخفف عنهم ، ولا ينظرون أي لا يمهلون ، وأوضح هذا المعنى في مواضع أخر . وبين أنهم يرون النار وأنها [ ص: 424 ] تراهم ، وأنها تكاد تتقطع من شدة الغيظ عليهم ; كقوله تعالى : لو يعلم الذين كفروا حين لا يكفون عن وجوههم النار ولا عن ظهورهم ولا هم ينصرون بل تأتيهم بغتة فتبهتهم فلا يستطيعون ردها ولا هم ينظرون [ 21 \ 39 - 40 ] ، وقوله : ورأى المجرمون النار فظنوا أنهم مواقعوها ولم يجدوا عنها مصرفا [ 18 \ 53 ] ، وقوله : إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا وزفيرا [ 25 \ 12 ] ، وقوله : إذا ألقوا فيها سمعوا لها شهيقا وهي تفور تكاد تميز من الغيظ [ 67 \ 7 ، 8 ] ، وقوله : ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا [ 2 \ 165 ] ، إلى غير ذلك من الآيات .


