nindex.php?page=treesubj&link=31842قصة هود عليه السلام
تقدمت قصته في ثماني آيات من سورة الأعراف ، وهي هنا في إحدى عشرة آية ، ولكل منهما سياق وأسلوب ونظم ، وفي كل منهما من العلم والعبرة والموعظة ما ليس في الأخرى ، وستأتي في سورة الشعراء بأسلوب ونظم وسياق آخر ، وكذا في سورتي : ( ( المؤمنون ) ) و ( ( الأحقاف ) ) بدون ذكر اسمه - عليه السلام - ، وذكر عقاب قومه ( عاد ) في سور : فصلت والذاريات والقمر والحاقة والفجر .
وقد ذكرت في أول تفسيرها من سورة الأعراف ما ورد فيها من الروايات المأثورة ، ومنها أن
هودا nindex.php?page=treesubj&link=31842_34020أول من تكلم باللغة العربية ، فهو أول رسول لأول أمة من ولد
سام بن نوح الأب الثاني للبشر ، وبهذا يكون أول رسول من ذرية
نوح عربيا ، وآخر رسول وهو خاتم النبيين عربيا - صلى الله عليه وسلم - .
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=50وإلى عاد أخاهم هودا قال ياقوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره إن أنتم إلا مفترون nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=51ياقوم لا أسألكم عليه أجرا إن أجري إلا على الذي فطرني أفلا تعقلون nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=52ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة إلى قوتكم ولا تتولوا مجرمين .
[ ص: 96 ] هذه الآيات الثلاث في تبليغ
هود - عليه السلام - قومه دعوة ربه .
nindex.php?page=treesubj&link=31842_28982 ( nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=50وإلى عاد أخاهم هودا ) هذا معطوف على قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=25ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه ) ( 25 ) أي : وأرسلنا إلى
عاد الأولى أخاهم في النسب والقومية هودا (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=50قال يا قوم اعبدوا الله ) وحده ولا تشركوا به شيئا (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=50ما لكم من إله غيره ) فإن الإله الحق للناس ربهم الذي خلقهم ويربيهم بنعمه ، وهو واحد باعترافكم (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=50إن أنتم إلا مفترون ) أي : ما أنتم في عبادة غيره ( (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=50إلا مفترون ) ) كذبا عليه باتخاذ الأنداد والأولياء شركاء ، وتسميتهم شفعاء ، تتقربون بهم أو بقبورهم أو بصورهم وتماثيلهم إليه ، وترجون النفع وكشف الضر عنكم بجاههم عنده .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=51يا قوم لا أسألكم عليه أجرا ) تقدم مثله آنفا في قصة
نوح ، والمراد : إني ناصح مخلص أمين في هذا الذي أدعوكم إليه من عبادة الله وحده ، لا أسألكم أجرا فتتهموني بطلب المنفعة لنفسي (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=51إن أجري إلا على الذي فطرني ) أي : ما أجري الذي أرجوه على تبليغكم إياه إلا على الله الذي خلقني على الفطرة السليمة من هذه البدع الوثنية ، التي ابتدعها قوم
نوح بتصوير الصالحين منهم لحفظ ذكراهم ، فزين لهم الشيطان تعظيم صورهم وتماثيلهم فعبادتها كما رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=51أفلا تعقلون ) ما يقال لكم فتميزوا بين الحق والباطل والنافع والضار ، وأن الأخ لا يغش إخوته ، ولا يعرض نفسه لغضب قومه بدعوتهم إلى ما يضرهم ولا ينفعه .
- (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=52ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه ) تقدم هذا الأمر بلفظه في الآية الثالثة من هذه السورة (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=52يرسل السماء عليكم مدرارا ) هذا الجزاء الأول للأمر قبله ، والسماء هنا المطر أو السحاب الممطر ، وإرساله إمطاره ، والمدرار الكثير الدرور ، وأصله كثرة در اللبن ، يقال : درت الشاة تدردرا ودرورا فهي دار ( بغير هاء ) . أي كثر فيض لبنها ، ولعل نكتة التعبير به الإشارة إلى الكثرة النافعة ; فإن بعضه قد يكون ضارا وقد يكون عذابا ، وكانت بلادهم الأحقاف ( جمع حقف وهو الرمل المائل ) شديدة الحاجة إلى المطر لزرعها وشجرها ؛ لأن الرمل يسرع إليه الجفاف إذا قل المطر ، وروي عن
الضحاك أن الله أمسك عنهم المطر الثلاث سنين فأجدبت بلادهم وقحطت بسبب كفرهم ، ولا أدري من أين جاءت هذه الرواية ، ولكن يدل على شدة حاجتهم إلى المطر أنهم لما رأوا بادرة العذاب الذي أنذروا به استبشروا إذ ظنوا أنه سحاب يمطرهم ، قال - تعالى - في سورة الأحقاف : (
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=24فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أليم تدمر كل شيء بأمر ربها فأصبحوا لا يرى إلا مساكنهم كذلك نجزي القوم المجرمين ) ( 46 : 24 و 25 ) ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=52ويزدكم قوة إلى قوتكم ) هذا الجزاء الثاني للأمر ، وهو مما كانوا يطلبونه ويعنون به ويفخرون على الناس ، إذ كانوا قد بسط لهم في الأجسام وأعطوا القوة فيها كما تراه في قوله - تعالى - :
[ ص: 97 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=15فأما عاد فاستكبروا في الأرض بغير الحق وقالوا من أشد منا قوة أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة وكانوا بآياتنا يجحدون nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=16فأرسلنا عليهم ريحا صرصرا في أيام نحسات لنذيقهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أخزى وهم لا ينصرون ) ( 41 : 15 و 16 ) وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=130وإذا بطشتم بطشتم جبارين ( 26 : 130 ) فيا ليت دول أوربة المستكبرة بقوتها التي يهدد بعضها بعضا تعتبر بهذا . وإني وهم أشد من قوم عاد كنوزا ؟
(
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=52ولا تتولوا مجرمين ) أي لا تنصرفوا معرضين عما أدعوكم إليه مما يكون سببا لنعمة المعيشة وسعة الرزق وزيادة القوة وهي جزاء الاستقامة على الحق .
nindex.php?page=treesubj&link=31842قِصَّةُ هُودٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ
تَقَدَّمَتْ قِصَّتُهُ فِي ثَمَانِي آيَاتٍ مِنْ سُورَةِ الْأَعْرَافِ ، وَهِيَ هُنَا فِي إِحْدَى عَشْرَةَ آيَةً ، وَلِكُلٍّ مِنْهُمَا سِيَاقٌ وَأُسْلُوبٌ وَنَظْمٌ ، وَفِي كُلٍّ مِنْهُمَا مِنَ الْعِلْمِ وَالْعِبْرَةِ وَالْمَوْعِظَةِ مَا لَيْسَ فِي الْأُخْرَى ، وَسَتَأْتِي فِي سُورَةِ الشُّعَرَاءِ بِأُسْلُوبٍ وَنَظْمٍ وَسِيَاقٍ آخَرَ ، وَكَذَا فِي سُورَتَيِ : ( ( الْمُؤْمِنُونَ ) ) وَ ( ( الْأَحْقَافِ ) ) بِدُونِ ذِكْرِ اسْمِهِ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - ، وَذُكِرَ عِقَابُ قَوْمِهِ ( عَادٍ ) فِي سُوَرِ : فُصِّلَتْ وَالذَّارِيَاتِ وَالْقَمَرِ وَالْحَاقَّةِ وَالْفَجْرِ .
وَقَدْ ذَكَرْتُ فِي أَوَّلِ تَفْسِيرِهَا مِنْ سُورَةِ الْأَعْرَافِ مَا وَرَدَ فِيهَا مِنَ الرِّوَايَاتِ الْمَأْثُورَةِ ، وَمِنْهَا أَنَّ
هُودًا nindex.php?page=treesubj&link=31842_34020أَوَّلُ مَنْ تَكَلَّمَ بِاللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ ، فَهُوَ أَوَّلُ رَسُولٍ لِأَوَّلِ أُمَّةٍ مِنْ وَلَدِ
سَامِ بْنِ نُوحٍ الْأَبِ الثَّانِي لِلْبَشَرِ ، وَبِهَذَا يَكُونُ أَوَّلُ رَسُولٍ مِنْ ذُرِّيَّةِ
نُوحٍ عَرَبِيًّا ، وَآخِرُ رَسُولٍ وَهُوَ خَاتَمُ النَّبِيِّينَ عَرَبِيًّا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - .
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=50وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُفْتَرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=51يَاقَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلَا تَعْقِلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=52وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ .
[ ص: 96 ] هَذِهِ الْآيَاتُ الثَّلَاثُ فِي تَبْلِيغِ
هُودٍ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - قَوْمَهُ دَعْوَةَ رَبِّهِ .
nindex.php?page=treesubj&link=31842_28982 ( nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=50وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا ) هَذَا مَعْطُوفٌ عَلَى قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=25وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ ) ( 25 ) أَيْ : وَأَرْسَلْنَا إِلَى
عَادٍ الْأُولَى أَخَاهُمْ فِي النَّسَبِ وَالْقَوْمِيَّةِ هُودًا (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=50قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ) وَحْدَهُ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=50مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ ) فَإِنَّ الْإِلَهَ الْحَقَّ لِلنَّاسِ رَبُّهُمُ الَّذِي خَلَقَهُمْ وَيُرَبِّيهِمْ بِنِعَمِهِ ، وَهُوَ وَاحِدٌ بِاعْتِرَافِكُمْ (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=50إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُفْتَرُونَ ) أَيْ : مَا أَنْتُمْ فِي عِبَادَةِ غَيْرِهِ ( (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=50إِلَّا مُفْتَرُونَ ) ) كَذِبًا عَلَيْهِ بِاتِّخَاذِ الْأَنْدَادِ وَالْأَوْلِيَاءِ شُرَكَاءَ ، وَتَسْمِيَتِهِمْ شُفَعَاءَ ، تَتَقَرَّبُونَ بِهِمْ أَوْ بِقُبُورِهِمْ أَوْ بِصُوَرِهِمْ وَتَمَاثِيلِهِمْ إِلَيْهِ ، وَتَرْجُونَ النَّفْعَ وَكَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ بِجَاهِهِمْ عِنْدَهُ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=51يَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا ) تَقَدَّمَ مِثْلُهُ آنِفًا فِي قِصَّةِ
نُوحٍ ، وَالْمُرَادُ : إِنِّي نَاصِحٌ مُخْلِصٌ أَمِينٌ فِي هَذَا الَّذِي أَدْعُوكُمْ إِلَيْهِ مِنْ عِبَادَةِ اللَّهِ وَحْدَهُ ، لَا أَسْأَلُكُمْ أَجْرًا فَتَتَّهِمُونِي بِطَلَبِ الْمَنْفَعَةِ لِنَفْسِي (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=51إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي ) أَيْ : مَا أَجْرِي الَّذِي أَرْجُوهُ عَلَى تَبْلِيغِكُمْ إِيَّاهُ إِلَّا عَلَى اللَّهِ الَّذِي خَلَقَنِي عَلَى الْفِطْرَةِ السَّلِيمَةِ مِنْ هَذِهِ الْبِدَعِ الْوَثَنِيَّةِ ، الَّتِي ابْتَدَعَهَا قَوْمُ
نُوحٍ بِتَصْوِيرِ الصَّالِحِينَ مِنْهُمْ لِحِفْظِ ذِكْرَاهُمْ ، فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ تَعْظِيمَ صُوَرِهِمْ وَتَمَاثِيلِهِمْ فَعِبَادَتَهَا كَمَا رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=51أَفَلَا تَعْقِلُونَ ) مَا يُقَالُ لَكُمْ فَتُمَيِّزُوا بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ وَالنَّافِعِ وَالضَّارِّ ، وَأَنَّ الْأَخَ لَا يَغُشُّ إِخْوَتَهُ ، وَلَا يُعَرِّضُ نَفْسَهُ لِغَضَبِ قَوْمِهِ بِدَعْوَتِهِمْ إِلَى مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُ .
- (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=52وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ) تَقَدَّمَ هَذَا الْأَمْرُ بِلَفْظِهِ فِي الْآيَةِ الثَّالِثَةِ مِنْ هَذِهِ السُّورَةِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=52يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا ) هَذَا الْجَزَاءُ الْأَوَّلُ لِلْأَمْرِ قَبْلَهُ ، وَالسَّمَاءُ هُنَا الْمَطَرُ أَوِ السَّحَابُ الْمُمْطِرُ ، وَإِرْسَالُهُ إِمْطَارُهُ ، وَالْمِدْرَارُ الْكَثِيرُ الدُّرُورِ ، وَأَصْلُهُ كَثْرَةُ دَرِّ اللَّبَنِ ، يُقَالُ : دَرَّتِ الشَّاةُ تَدَرْدُرًا وَدُرُورًا فَهِيَ دَارٌّ ( بِغَيْرِ هَاءٍ ) . أَيْ كَثُرَ فَيْضُ لَبَنِهَا ، وَلَعَلَّ نُكْتَةَ التَّعْبِيرِ بِهِ الْإِشَارَةُ إِلَى الْكَثْرَةِ النَّافِعَةِ ; فَإِنَّ بَعْضَهُ قَدْ يَكُونُ ضَارًّا وَقَدْ يَكُونُ عَذَابًا ، وَكَانَتْ بِلَادُهُمُ الْأَحْقَافُ ( جَمْعُ حِقْفٍ وَهُوَ الرَّمْلُ الْمَائِلُ ) شَدِيدَةَ الْحَاجَةِ إِلَى الْمَطَرِ لِزَرْعِهَا وَشَجَرِهَا ؛ لِأَنَّ الرَّمْلَ يُسْرِعُ إِلَيْهِ الْجَفَافُ إِذَا قَلَّ الْمَطَرُ ، وَرُوِيَ عَنِ
الضَّحَّاكِ أَنَّ اللَّهَ أَمْسَكَ عَنْهُمُ الْمَطَرَ الثَّلَاثَ سِنِينَ فَأَجْدَبَتْ بِلَادُهُمْ وَقَحَطَتْ بِسَبَبِ كُفْرِهِمْ ، وَلَا أَدْرِي مِنْ أَيْنَ جَاءَتْ هَذِهِ الرِّوَايَةُ ، وَلَكِنْ يَدُلُّ عَلَى شِدَّةِ حَاجَتِهِمْ إِلَى الْمَطَرِ أَنَّهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَادِرَةَ الْعَذَابِ الَّذِي أُنْذِرُوا بِهِ اسْتَبْشَرُوا إِذْ ظَنُّوا أَنَّهُ سَحَابٌ يُمْطِرُهُمْ ، قَالَ - تَعَالَى - فِي سُورَةِ الْأَحْقَافِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=24فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ ) ( 46 : 24 و 25 ) ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=52وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ ) هَذَا الْجَزَاءُ الثَّانِي لِلْأَمْرِ ، وَهُوَ مِمَّا كَانُوا يَطْلُبُونَهُ وَيُعْنَوْنَ بِهِ وَيَفْخَرُونَ عَلَى النَّاسِ ، إِذْ كَانُوا قَدْ بُسِطَ لَهُمْ فِي الْأَجْسَامِ وَأُعْطُوا الْقُوَّةَ فِيهَا كَمَا تَرَاهُ فِي قَوْلِهِ - تَعَالَى - :
[ ص: 97 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=15فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=16فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنْصَرُونَ ) ( 41 : 15 و 16 ) وَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=130وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ ( 26 : 130 ) فَيَا لَيْتَ دُوَلَ أُورُبَّةَ الْمُسْتَكْبِرَةَ بِقُوَّتِهَا الَّتِي يُهَدِّدُ بَعْضُهَا بَعْضًا تَعْتَبِرُ بِهَذَا . وَإِنِّي وَهُمْ أَشَدُّ مِنْ قَوْمِ عَادٍ كُنُوزًا ؟
(
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=52وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ ) أَيْ لَا تَنْصَرِفُوا مُعْرِضِينَ عَمَّا أَدْعُوكُمْ إِلَيْهِ مِمَّا يَكُونُ سَبَبًا لِنِعْمَةِ الْمَعِيشَةِ وَسَعَةِ الرِّزْقِ وَزِيَادَةِ الْقُوَّةِ وَهِيَ جَزَاءُ الِاسْتِقَامَةِ عَلَى الْحَقِّ .