الخامس :  تجنب التقادير البعيدة والمجازات المعقدة ،   ولا يجوز فيه جميع ما يجوزه النحاة في شعر  امرئ القيس  وغيره من ذلك ، وأن تقول في نحو : اغفر لنا ، واهدنا فعلي دعاء أو سؤال ، ولا تقول : فعلي أمر ; تأدبا من جهة أن الأمر يستلزم العلو والاستعلاء على الخلاف فيه   .  
وقال   أبو حيان التوحيدي  في البصائر : سألت   السيرافي  عن قوله تعالى :  قائما بالقسط    [ ص: 415 ]    ( آل عمران : 18 ) بم انتصب ؟ قال : بالحال . قلت : لمن الحال ؟ قال : لله تعالى . قلت : فيقال : لله حال ؟ قال : إن الحال في اللفظ لا لمن يلفظ بالحال عنه     . ولكن الترجمة لا تستوفي حقيقة المعنى في النفس إلا بعد أن يصوغ الوهم هذه الأشياء صياغة تسكن إليها النفس ، وينتفع بها القلب ، ثم تكون حقائق الألفاظ في مفادها غير معلومة ولا منقوضة باعتقاد ، وكما أن المعنى على بعد من اللفظ ، كذلك الحقيقة على بعد من الوهم .  
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					