قد .
، المجرد من ناصب وجازم وحرف تنفيس ، ماضيا كان أو مضارعا . ولها معان : قد : حرف مختص بالفعل المتصرف الخبري المثبت
الأول : ، نحو : التحقيق مع الماضي قد أفلح المؤمنون [ المؤمنون : 1 ] . قد أفلح من زكاها [ الشمس : 9 ] .
وهي في الجملة الفعلية المجاب بها القسم مثل ( إن ) واللام في الاسمية المجاب بها في إفادة التوكيد .
الثاني : أيضا ، تقربه من الحال ، تقول : قام زيد ، فيحتمل الماضي القريب والماضي البعيد ; فإن قلت : قد قام ، اختص بالقريب . والتقريب مع الماضي
قال النحاة : وانبنى على إفادتها ذلك أحكام :
منها منع دخولها على ليس وعسى ونعم وبئس ، لأنهن للحال ، فلا معنى لذكر ما يقرب ما هو حاصل ، ولأنهن لا يفدن الزمان .
ومنها : وجوب دخولها على الماضي الواقع حالا : إما ظاهرة ، نحو : وما لنا ألا نقاتل في سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا [ البقرة : 246 ] أو مقدرة ، نحو : هذه بضاعتنا ردت إلينا [ ص: 507 ] هذه بضاعتنا ردت إلينا [ يوسف : 65 ] . أو جاءوكم حصرت صدورهم [ النساء : 90 ] .
وخالف في ذلك الكوفيون والأخفش ، وقالوا : لا تحتاج لذلك ، لكثرة وقوعه حالا بدون ( قد ) .
وقال السيد الجرجاني وشيخنا العلامة الكافيجي : ما قاله البصريون غلط ، سببه اشتباه لفظ الحال عليهم ، فإن الحال الذي تقربه ( قد ) حال الزمان ، والحال المبين للهيئة حال الصفات ، وهما متغايران في المعنى .
المعنى الثالث : . قال في المغني : وهو ضربان : تقليل وقوع الفعل ، نحو : قد يصدق الكذوب ، وتقليل متعلقه ، نحو : التقليل مع المضارع قد يعلم ما أنتم عليه [ النور : 64 ] أي : أن ما هم عليه هو أقل معلوماته تعالى .
قال : وزعم بعضهم أنها في هذه الآية ونحوها للتحقيق . انتهى .
وممن قال بذلك ، قال : إنها أدخلت لتوكيد العلم ، ويرجع ذلك إلى توكيد الوعيد . الزمخشري
الرابع : ، ذكره التكثير وغيره . وخرج عليه سيبويه قوله : الزمخشري قد نرى تقلب وجهك في السماء [ البقرة : 144 ] قال : أي ربما نرى ، ومعناه : تكثير الرؤية .
الخامس : ، نحو : ( قد يقدم الغائب ) لمن يتوقع قدومه وينتظره ، و ( قد قامت الصلاة ) ; لأن الجماعة منتظرون ذلك . وحمل عليه بعضهم : التوقع قد سمع الله قول التي تجادلك [ المجادلة : 1 ] ;لأنها كانت تتوقع إجابة الله لدعائها .