قاعدة :  
قال المحققون :  إذا ورد التعجب من الله صرف إلى المخاطب   كقوله :  فما أصبرهم على النار      [ البقرة : 175 ] ؛ أي : هؤلاء يجب أن يتعجب منهم ؛ وإنما لا يوصف تعالى بالتعجب ؛ لأنه استعظام يصحبه الجهل ، وهو تعالى منزه عن ذلك ، ولهذا تعبر جماعة بالتعجب بدله ؛ أي أنه تعجيب من الله للمخاطبين .  
ونظير هذا مجيء الدعاء والترجي منه تعالى إنما هو بالنظر إلى ما تفهمه العرب ؛ أي : هؤلاء يجب أن يقال لهم : عندكم هذا ؛ ولذلك قال سيبويه في قوله :  لعله يتذكر أو يخشى      [ طه : 44 ] ، المعنى : اذهبا على رجائكما وطمعكما ، وفي قوله :  ويل للمطففين      [ المطففين : 1 ]  ويل يومئذ للمكذبين      [ المطففين : 10 ] ، لا تقل هذا دعاء ؛ لأن الكلام بذلك قبيح ، ولكن العرب إنما تكلموا بكلامهم ، وجاء القرآن على لغتهم وعلى ما يعنون ، فكأنه قيل لهم : ويل للمطففين ؛ أي : هؤلاء ممن وجب القول لهم ؛ لأن هذا الكلام إنما يقال لصاحب الشرور والهلكة ، فقيل هؤلاء ممن دخل في الهلكة .  
				
						
						
