[ التوشيح ]  
وأما  التوشيح   فهو أن يكون في أول الكلام ما يستلزم القافية ، والفرق بينه وبين التصدير أن هذا دلالته معنوية وذاك لفظية كقوله تعالى :  إن الله اصطفى آدم      [ آل عمران : 33 ] . الآية فإن اصطفى لا يدل على أن الفاصلة العالمين باللفظ لأن لفظ العالمين غير لفظ اصطفى ، ولكن بالمعنى; لأنه يعلم أن من لوازم اصطفى أن يكون مختارا على جنسه ، وجنس هؤلاء المصطفين العالمون .  
وكقوله :  وآية لهم الليل نسلخ      [ يس : 37 ] . الآية ،  قال  ابن أبي الإصبع     : فإن من كان حافظا لهذه السورة متفطنا إلى أن مقاطع آيها النون المردفة ، وسمع في صدر الآية انسلاخ النهار من الليل ، علم أن الفاصلة مظلمون لأن من أسلخ النهار عن ليله أظلم : أي : دخل في الظلمة ولذلك سمي توشيحا لأن الكلام لما دل أوله على آخره نزل المعنى منزلة الوشاح ، ونزل أول الكلام وآخره منزلة العاتق والكشح اللذين يحول عليهما الوشاح     .  
وأما الإيغال فتقدم في نوع الإطناب .  
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					