الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                11348 ( أخبرنا ) محمد بن عبد الله الحافظ ، ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ، ثنا يحيى بن محمد بن يحيى ، ثنا أبو عمر الحوضي ، ومسدد ، والحجبي ، قالوا : ثنا أبو عوانة ، عن أبي بشر ، عن أبي المتوكل الناجي ، عن أبي سعيد : أن رهطا من الأنصار من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - انطلقوا في سفرة سافروها ، حتى نزلوا بحي من أحياء العرب ، فاستضافوهم ، فأبوا أن يضيفوهم ، فلدغ سيد الحي ، فسعوا له بكل شيء لا ينفعه شيء ، حتى قال بعضهم : لو أتيتم هؤلاء الرهط الذين نزلوا بكم لعله أن يكون عند بعضهم شيء ينفع صاحبكم ، فأتوهم ، فقالوا : أيها الرهط ، إن سيدنا لدغ ، فسعينا له بكل شيء لا ينفعه شيء ، فهل عند أحد منكم شيء ينفع صاحبنا ؟قال رجل منهم : نعم والله إني لأرقي ، ولكن والله لقد استضفناكم فأبيتم أن تضيفونا ، فما أنا براق حتى تجعلوا لنا جعلا ، فصالحوهم على قطيع من الغنم ، قال : فانطلق ، فجعل يتفل عليه ، ويقول : ( الحمد لله رب العالمين ) حتى برئ ، فكأنما نشط من عقال ، حتى انطلق يمشي ما به قلبة ، فأوفوهم جعلهم الذي صالحوهم عليه ، فقال : اقسموا ، فقال الذي رقى : لا تفعلوا حتى نأتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فنذكر له الذي كان ، فننظر ما يأمرنا به ، قال : فغدوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكروا ذلك له ، فضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال : " ما يدريك أنها رقية ؟ " قال : وقال : " أصبتم ، اقتسموا واضربوا لي معكم بسهم " .

                                                                                                                                                ( قال أبو عبد الله ) حدثنا بهذا الحديث عن كل واحد منهم على الانفراد ، وزاد بعضهم على بعض في الحديث ، والمعنى واحد . رواه البخاري في الصحيح عن موسى بن إسماعيل وغيره ، عن أبي عوانة ، وأخرجه البخاري ومسلم من حديث شعبة ، عن أبي بشر . وحديث المزوجة على تعليم القرآن دليل فيه ، وموضعه كتاب الصداق .

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية