الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                11312 ( أخبرنا ) السيد أبو الحسن : محمد بن الحسين بن داود العلوي - رحمه الله - ، أنبأ أبو حامد : أحمد بن محمد بن الحسن الحافظ سنة خمس وعشرين وثلاثمائة ، ثنا محمد بن يحيى الذهلي ، ثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد ، حدثني أبي ، عن صالح بن كيسان ، ثنا نافع أن عبد الله بن عمر ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " بينما ثلاثة رهط يتمشون أخذهم المطر ، فأووا إلى غار في جبل ، فبينا هم فيه حطت صخرة من الجبل ، فأطبقت عليهم ، فقال بعضهم لبعض : انظروا أفضل أعمال عملتموها لله تعالى فسلوه بها لعله يفرج بها عنكم . فقال أحدهم : اللهم إنه كان لي والدان كبيران ، وكانت لي امرأة وولد صغار ، وكنت أرعى عليهم فإذا رحت عليهم بدأت بأبوي ، فسقيتهما ، فنأى بي يوما الشجر فلم آت حتى نام أبواي ، فطيبت الإناء ، ثم حلبت فيه ، ثم قمت بحلابي عند رأس أبوي ، والصبية يتضاغون عند رجلي أكره أن أبدأ بهم قبل أبوي ، وأكره أن أوقظهما من نومهما فلم أزل كذلك قائما حتى أضاء الفجر . اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا فرجة نرى منها السماء ، ففرج لهم فرجة رأوا منها السماء . وقال الآخر : اللهم إنها كانت لي ابنة عم ، فأحببتها حتى كانت أحب الناس إلي ، فسألتها نفسها ، فقالت : لا ، حتى تأتيني بمائة دينار ، فسعيت حتى جمعت مائة دينار ، فأتيتها بها ، فلما كنت بين رجليها ، قالت : اتق الله ، لا تفتح الخاتم إلا بحقه ، فقمت عنها . اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج لنا منها فرجة ، ففرج لهم منها فرجة . وقال الثالث : اللهم إني كنت استأجرت أجيرا بفرق ذرة ، فلما قضى عمله عرضته عليه ، فأبى أن يأخذه ، فرغب عنه فلم أزل أعتمل به حتى جمعت منه بقرا ورعاءها ، فجاءني ، فقال : اتق الله وأعطني حقي ، ولا تظلمني ، فقلت له : اذهب إلى تلك البقر ورعائها ، فخذها ، [ ص: 118 ] فقال : اتق الله ، ولا تهزأ بي ، فقلت : إني لا أهزأ بك اذهب إلى تلك البقر ورعائها ، فخذها ، فذهب ، فاستاقها . اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما بقي منها ، ففرج الله - عز وجل - عنهم ، فخرجوا يتماشون " . رواه مسلم في الصحيح ، عن زهير بن حرب ، وغيره ، عن يعقوب بن إبراهيم ، وأخرجه البخاري من وجه آخر ، عن نافع .

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية