12267 باب الوصية في سبيل الله عز وجل 
( أخبرنا ) أبو عبد الله الحافظ  وأبو بكر أحمد بن الحسن  قالا : ثنا  أبو العباس محمد بن يعقوب  ، ثنا  أبو زرعة الدمشقي  ، ثنا أحمد بن خالد  ، ثنا محمد بن إسحاق  ، عن عيسى بن معقل بن أبي معقل الأسدي أسد خزيمة  ، أخبرني  يوسف بن عبد الله بن سلام  ، عن جدته أم معقل  قالت : لما حج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حجة الوداع ، أمر الناس أن يتهيئوا معه ، فتجهزنا ، فأصابتني هذه القرحة الحصبة أو الجدري ، قالت : فدخل علينا من ذلك ما شاء الله ، فأصابني مرض ، وأصاب أبا معقل  ، فأما أبو معقل  ، فهلك فيها ، قالت : وكان لنا جمل ينضح عليه نخلات لنا هو ، وكان هو الذي نريد أن نحج عليه ، قالت : فجعله أبو معقل  في سبيل الله ، قالت : وشغلنا بما أصابنا ، وخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلما فرغ من حجته ، جئت حين تماثلت من وجعي ، فدخلت عليه ، فقال : يا أم معقل  ، ما منعك أن تخرجين معنا في وجهنا هذا ؟ قالت : قلت : والله لقد تهيأنا لذلك ، فأصابتنا هذه القرحة ، فهلك أبو معقل  ، وأصابني منها مرض ، فهذا حين صححت منها ، وكان لنا جمل هو الذي نريد أن نخرج عليه ، فأوصى به أبو معقل  في سبيل الله ، قال : فهلا خرجت عليه ؛ فإن الحج من سبيل الله ، أما إذ فاتتك هذه الحجة معنا ، فاعتمري عمرة في رمضان ، فإنها كحجة   . قال : فكانت تقول : الحج حج ، والعمرة عمرة . وقد قال في هذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ما أدري أخاصة لي لما فاتني من الحج ، أم هي للناس عامة ؟ قال : يوسف   : فحدثت بهذا الحديث  مروان بن الحكم   - وهو أمير المدينة  في زمن معاوية   - فقال : من سمع هذا الحديث معك منها ؟ فقلت : معقل بن أبي معقل   - وهو رجل بدوي - قال : فأرسل إليه مروان  ، فحدثه بمثل ما حدثته ، فقلت : يا مروان  ، إنها حية في دارها بعد ، فوالله ما اطمأن إلى حديثنا حتى ركب إليها في الناس ، فدخل عليها ، فحدثته بهذا الحديث . 
				
						
						
