الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                12412 ( أخبرنا ) أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، أنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ، أنا عبد الله بن وهب قال : وسمعت مالك بن أنس يقول : حدثني يحيى بن سعيد ( ح وأخبرنا ) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر بن الحسن وغيرهما قالوا : ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، أنا الربيع بن سليمان ، أنا الشافعي ، أنا مالك ( ح وأنا ) محمد بن عبد الله الحافظ ، أنا أحمد بن محمد بن عبدوس ، ثنا عثمان بن سعيد ، ثنا القعنبي - فيما قرأ على مالك - عن يحيى بن سعيد ، عن عمر بن كثير بن أفلح ، عن أبي محمد مولى أبي قتادة ، عن أبي قتادة الأنصاري قال : خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عام حنين ، فلما التقينا كانت للمسلمين جولة ، فرأيت رجلا من المشركين قد علا رجلا من المسلمين ، قال : فاستدرت له حتى أتيت من ورائه ، فضربته على حبل عاتقه ضربة ، فأقبل علي ، فضمني ضمة وجدت منها ريح الموت ، ثم أدركه الموت فأرسلني ، فلحقت عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - فقلت له : ما بال الناس ؟ قال : أمر الله ، ثم إن الناس رجعوا ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : من قتل قتيلا له عليه بينة ، فله سلبه . فقمت ، فقلت : من يشهد لي ؟ ثم جلست ، فقالها الثانية ، فقمت ، فقلت : من يشهد لي ؟ ثم جلست ، فقالها الثالثة ، فقمت في الثالثة ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ما لك يا أبا قتادة ؟ . فاقتصصت عليه القصة ، فقال رجل من القوم : صدق يا رسول الله ، وسلب ذلك القتيل عندي ، فأرضه منه ، فقال أبو بكر : لاها الله إذا لا يعمد إلى أسد من أسد الله يقاتل عن الله ، فيعطيك سلبه ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : صدق فأعطه إياه . قال أبو قتادة : فأعطانيه ، فبعت الدرع ، فابتعت به مخرفا في بني سلمة ، فإنه لأول مال تأثلته في الإسلام . ( قال الشافعي ) : قال مالك : المخرف النخل . لفظ حديث الشافعي رواه البخاري في الصحيح عن القعنبي ، ورواه مسلم عن أبي الطاهر ، عن ابن وهب .

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية