الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                12491 ( حدثنا ) أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا أحمد بن عبد الجبار ، ثنا يونس بن بكير ، عن ابن إسحاق قال : حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير ، عن أبيه ، عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : لما بعث أهل مكة في فداء أسراهم ، بعثت زينب بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في فداء أبي العاص ، وبعثت فيه بقلادة كانت خديجة أدخلتها بها على أبي العاص حين بنى عليها ، فلما رآها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رق لها رقة شديدة ، وقال : إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها ، وتردوا عليها الذي لها فافعلوا . قالوا : نعم يا رسول الله ، فأطلقوه وردوا عليه الذي لها ، وقال العباس : يا رسول الله ، إني كنت مسلما ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : الله أعلم بإسلامك ، فإن يكن كما تقول فالله يجزيك ، فافد نفسك وابني أخويك نوفل بن الحارث بن عبد المطلب ، وعقيل بن أبي طالب بن عبد المطلب ، وحليفك عتبة بن عمرو بن جحدم أخو بني الحارث بن فهر . فقال : ما ذاك عندي يا رسول الله ، قال : فأين المال الذي دفنت أنت وأم الفضل ؟ فقلت لها : إن أصبت فهذا المال لبني الفضل وعبد الله وقثم . فقال : والله يا رسول الله إني أعلم أنك رسوله ، إن هذا لشيء ما علمه أحد غيري وغير أم الفضل ، فاحتسب لي يا رسول الله ما أصبتم مني عشرين أوقية من مال كان معي ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أفعل . ففدى العباس نفسه ، وابني أخويه ، وحليفه ، وأنزل الله فيه ( يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسرى إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما أخذ منكم ويغفر لكم والله غفور رحيم ) فأعطاني الله مكان العشرين الأوقية في الإسلام عشرين عبدا ، كلهم في يده مال يضرب به مع ما أرجو من مغفرة الله عز وجل . كذا حدثنا به شيخنا أبو عبد الله في كتاب المستدرك .

                                                                                                                                                ( وقد أخبرنا ) به في مغازي ابن إسحاق ، فذكر قصة زينب بهذا الإسناد ، ثم بعد أوراق يقول يونس : ثم رجع ابن إسحاق إلى الإسناد الأول ، فذكر بعثة قريش إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في فداء أسرائهم ، ففدى كل قوم أسيرهم بما رضوا ، ثم ذكر قصة العباس هذه ، وإنما أراد يونس بالإسناد الأول روايته عن ابن إسحاق ، قال : حدثني يزيد بن رومان ، عن عروة بن الزبير قال : وحدثني الزهري ومحمد بن يحيى بن حبان وعاصم بن عمر بن قتادة وعبد الله بن أبي بكر وغيرهم من علمائنا ، فبعضهم قد حدث بما لم يحدث به بعض ، وقد اجتمع حديثهم فيما ذكرت لك من يوم بدر ، فذكر القصة ثم جعل يدخل فيما بينهما بغير هذا الإسناد ، ثم يرجع إليه ، والله أعلم .

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية