الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                8488 ( قال الشيخ ) : وهذا الذي ذكره الشافعي - رحمه الله - موجود في الأخبار والتواريخ . أما ما ذكره من نزول فريضة الحج بعد الهجرة فكما قال ، واستدل أصحابنا بحديث كعب بن عجرة على أنها نزلت زمن الحديبية وهو ما ( أخبرنا ) أبو طاهر الفقيه ، وأبو سعيد بن أبي عمرو ، قالا : ثنا أبو العباس الأصم ، ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ، ثنا أبو نعيم ، ثنا سيف ، ثنا مجاهد ، حدثني عبد الرحمن بن أبي ليلى : أن كعب بن عجرة - رضي الله عنه - حدثه ، قال : وقف علي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالحديبية ورأسي يتهافت قملا ، فقال : " أيؤذيك هوامك " . قلت : نعم يا رسول الله . قال : " فاحلق رأسك " أو قال " فاحلق " . قال : ففي نزلت هذه الآية : ( فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك ) إلى آخرها ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " صم ثلاثة أيام أو تصدق بفرق بين ستة ، أو انسك بما تيسر " . رواه البخاري ، عن أبي نعيم ، وأخرجه مسلم من وجه آخر فثبت بهذا نزول قوله - عز وجل - : ( وأتموا الحج والعمرة لله ) إلى آخره زمن الحديبية . وروينا عن ابن مسعود وغيره أنه قال في قوله : ( وأتموا الحج والعمرة لله ) : أقيموا الحج والعمرة لله - عز وجل - . وعن علي - رضي الله عنه - تمام الحج : أن تحرم من دويرة أهلك .

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية