مسند أبي ذر الغفاري رضي الله عنه  
 [ ص: 331 ]  [ ص: 332 ]  [ ص: 333 ] مسند  أبي ذر  ، عن النبي صلى الله عليه وسلم .  
 ابن عباس  ، عن  أبي ذر     .  
 3888     - حدثنا  أبو عبد الله  ، قال : نا  أبو الحسن محمد بن أيوب الرقي  ، قال : نا   أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزار  ، قال : نا   زيد بن أخزم أبو طالب الطائي  ، قال : نا  أبو قتيبة  ، قال : نا  المثنى بن سعيد الضبعي  ، قال : أخبرني   أبو جمرة  ، قال : قال لنا   ابن عباس     :  ألا  أخبركم بإسلام  أبي ذر  ،   ؟ قلنا : بلى ، قال : قال  أبو ذر     : كنت رجلا من  بني غفار   فبلغنا أن رجلا  بمكة   قد خرج يزعم أنه نبي ، فقلت لأخي : انطلق إلى هذا الرجل لتكلمه وتأتيني بخبره ، فانطلق فلقيه ، ثم رجع ، فقلت : ما عندك ؟ فقال : والله لقد رأيت رجلا يأمر بالخير وينهى عن الشر ، فقلت : لم تشفني من الخبر ، فأخذت جرابا وعصا ، ثم أقبلت إلى  مكة   فجعلت لا أعرفه وأكره أن أسأل عنه  وأشرب من ماء  زمزم    وأكون في المسجد فمر علي رجل فقال : كأن الرجل غريب ، قلت : نعم ، قال : فانطلق إلى المنزل فانطلقت معه لا يسألني عن شيء ولا أسأله ، فلما أصبحت غدوت إلى المسجد لأسأل عنه وليس أحد يخبرني عنه بشيء فمر بي رجل ، فقال : أتعرف منزله ولم أعرف منزله بعد ، قلت : لا ، فانطلق معي فأدخلني منزله ، ثم قال لي : ما أقدمك هذه البلدة ؟ قال : قلت : إنه بلغنا أنه قد خرج هاهنا رجل يزعم أنه نبي ، فأرسلت أخي فلم يشفني من الخبر فأردت      [ ص: 334 ] أن ألقاه ، فقال لي : أما إنك قد رشدت ، هذا وجهي إليه فاتبعني فادخل حيث أدخل ، فإن رأيت أحدا أخافه عليك قمت وراء الحائط كأني أصلح نعلي ، وامض أنت فمضى ومضيت معه حتى دخل ودخلت معه ، فقلت : يا رسول الله ، اعرض علي الإسلام ، فعرضه علي فأسلمت مكاني ، فقال لي : " يا  أبا ذر  ، ارجع إلى بلدك ، فإذا بلغك ظهورنا فأقبل " فقلت : والذي بعثك بالحق ، لأصرخن بها بين أظهرهم فجاء إلى المسجد  وقريش   فيه فقال :  يا معشر  قريش   ، إني أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن  محمدا   عبده ورسوله ، فقالوا : قوموا إلى هذا الصابئ   ، فقاموا فضربت إلى أن أموت وأدركني  العباس  فأكب علي وقال : " ويلكم تقتلون رجلا من  بني غفار   ومتجركم على غفار فأقلعوا عني ، فلما أصبحت غدوت إلى المسجد ، فقلت مثل ما قلت بالأمس فصنع بي مثل ما صنع بالأمس ، فأدركني  العباس  فأكب علي ، وقال : تقتلون رجلا من  بني غفار   ، وقال مثل مقالته بالأمس ، فكان هذا إسلام  أبي ذر  ولا نعلم يروى عن   ابن عباس  ، عن  أبي ذر  في قصة إسلامه إلا من هذا الوجه ،  والمثنى بن سعيد  هذا بصري ثقة ،   وأبو جمرة اسمه نصر بن عمران     .  
				
						
						
