( 168 ) باب كراهية منع الصدقة إذ مانعها مانع استقراض ربه ، إذ الله - عز وجل - سمى الصدقة قرضا استقرض الله عباده ، ووعد على ذلك بتضعيف الصدقة أضعافا كثيرة ، قال الله - عز وجل - :  من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة      [ البقرة : 245 ] .  
 2479     - حدثنا  أبو هاشم زياد بن أيوب  ، حدثنا  محمد بن يزيد [ ويزيد ] بن هارون  قالا : حدثنا  محمد بن إسحاق  ، عن  العلاء  ، عن أبيه ، عن   أبي هريرة  ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :    " يقول الله - عز وجل - :  استقرضت عبدي فلم يقرضني   ، وشتمني عبدي وهو لا يدري ، يقول : وادهراه وادهراه ، وأنا  الدهر     "     .  
قال  أبو بكر     : " قوله : "  وأنا  الدهر     " أي وأنا آتي بالدهر أقلب ليله ونهاره ، أي بالرخاء والشدة كيف شئت ؛ إذ بعض أهل الكفر زعم أن  الدهر  يهلكهم . قال الله - عز وجل - حكاية عنهم :  وما يهلكنا إلا  الدهر      [ الجاثية : 24 ] ، فأعلم أنه لا علم لهم بذلك ، وأن مقالتهم تلك ظن منهم ، قال الله - عز وجل - : وما لهم بذلك من علم إن هم إلا يظنون [ الجاثية ] ، وأخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن شاتم من يهلكهم هو شاتم ربه - جل وعز - لأنهم كانوا يزعمون أن  الدهر  يهلكهم فيشتمون مهلكهم ، والله يهلكهم لا  الدهر ،  فكل كافر يشتم مهلكه ، فإنما تقع الشتيمة منهم عن خالقهم الذي يهلكهم ، لا على  الدهر  الذي لا فعل له ، إذ الله خالق  الدهر     .  
 [ ص: 1187 ] 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					