الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
مالك ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15985سعيد بن أبي سعيد المقبري ، عن عبيد بن جريج ، أنه قال nindex.php?page=showalam&ids=12لعبد الله بن عمر : يا أبا عبد الرحمن ، رأيتك تصنع أربعا لم أر أحدا من أصحابك يصنعها ، قال : ما هن يا nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، قال : رأيتك لا تمس من الأركان إلا اليمانيين ، ورأيتك تلبس النعال السبتية ، ورأيتك تصبغ بالصفرة ، ورأيتك إذا كنت بمكة أهل الناس إذا رأوا الهلال ، ولم تهل أنت حتى كان يوم التروية ، فقال : عبد الله بن عمر : أما الأركان فإني لم أر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمس إلا اليمانيين ، وأما النعال السبتية فإني رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يلبس النعال التي ليس فيها شعر ويتوضأ فيها ، فأنا أحب أن ألبسها ، وأما الصفرة فإني رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصبغ بها ، فأنا أحب أن أصبغ بها ، وأما الإهلال فإني لم أر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يهل حتى تنبعث به راحلته . [ ص: 75 ] عبيد بن جريج من ثقات التابعين ، ذكر nindex.php?page=showalam&ids=14161الحسن بن علي الحلواني ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12265أحمد بن صالح ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب ، قال : حدثني أبو صخر ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17368ابن قسيط ، عن عبيد بن جريج ، قال : حججت مع عبد الله بن عمر بين حج وعمرة اثنتي عشرة مرة .
في هذا الحديث دليل على أن الاختلاف في الأفعال والأقوال والمذاهب ، كان في الصحابة موجودا وهو عند العلماء أصح ما يكون في الاختلاف إذا كان بين الصحابة ، وأما ما أجمع عليه الصحابة ، واختلف فيه من بعدهم فليس اختلافهم بشيء ، وإنما وقع الاختلاف بين الصحابة - والله أعلم - في التأويل المحتمل فيما سمعوه ورأوه ، أو فيما انفرد بعلمه بعضهم دون بعض ، أو فيما كان منه عليه السلام على طريق الإباحة في فعله لشيئين مختلفين ، وقد بينا العلل في اختلافهم في غير هذا الكتاب .
وفي هذا الحديث دليل على أن الحجة عند الاختلاف السنة ، وأنها حجة على من خالفها ، وليس من خالفها بحجة عليها ، ألا ترى أن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر لما قال له عبيد بن جريج رأيتك تصنع أشياء لا يصنعها أحد من أصحابك ، لم يستوحش من مفارقة أصحابه ، إذ كان عنده في ذلك علم من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم يقل له nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج : الجماعة أعلم برسول الله - صلى الله عليه وسلم - منك ، ولعلك وهمت كما [ ص: 76 ] يقول اليوم من لا علم له ، بل انقاد للحق إذ سمعه ، وهكذا يلزم الجميع ، وبالله التوفيق .
وأما قوله : رأيتك لا تمس من الأركان إلا اليمانيين فالسنة التي عليها جمهور الفقهاء أن ذينك الركنين يستلمان دون غيرهما .
وأما السلف ، فقد اختلفوا في ذلك ، فروي عن جابر ، وأنس ، nindex.php?page=showalam&ids=16414وابن الزبير ، والحسن ، والحسين ، أنهم كانوا يستلمون الأركان كلها ، وعن nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة مثل ذلك ، واختلف عن معاوية ، nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس في ذلك ، فقال أحدهما : ليس من البيت شيء مهجور ، والصحيح عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، أنه كان لا يستلم إلا الركنين الأسود واليماني - وهما المعروفان باليمانيين - وهي السنة ; وعلى ذلك جماعة الفقهاء منهم مالك ، nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي ، nindex.php?page=showalam&ids=11990وأبو حنيفة ، nindex.php?page=showalam&ids=16004والثوري nindex.php?page=showalam&ids=13760، والأوزاعي ، وأحمد ، وإسحاق ، nindex.php?page=showalam&ids=11956وأبو ثور ، وداود ، nindex.php?page=showalam&ids=16935والطبري ، وحجتهم حديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر هذا ، وما كان مثله عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في ذلك :
حدثنا خلف بن سعيد ، حدثنا عبد الله بن محمد ابن علي ، حدثنا أحمد بن خالد ، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16628علي بن عبد العزيز ، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12297أحمد بن عبد الله بن يونس .
وحدثنا عبد الله بن محمد ، قال : حدثنا محمد بن بكر ، قال : حدثنا أبو داود ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=11928أبو الوليد الطيالسي ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15124الليث بن سعد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=13283ابن شهاب ، عن سالم ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ، قال nindex.php?page=hadith&LINKID=1016213لم أر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمسح من البيت إلا الركنين اليمانيين .
ورواه nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب ، عن يونس ، عن nindex.php?page=showalam&ids=13283ابن شهاب ، عن سالم ، عن أبيه مثله
[ ص: 77 ] وأخبرنا عبد الله بن محمد ، قال : حدثنا محمد بن بكر ، قال : حدثنا أبو داود ، قال : حدثنا مخلد بن خالد ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق ، قال أخبرنا معمر ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري ، عن سالم ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ، أنه أخبر بقول عائشة أن الحجر بعضه من البيت ، فقال nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر : والله إني لأظن عائشة إن كانت سمعت هذا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إني لأظن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يترك استلامهما إلا أنهما ليسا على قواعد البيت ، ولا طاف الناس من وراء الحجر إلا لذلك .
وأما قوله : رأيتك تلبس النعال السبتية ، فهي النعال السود التي لا شعر لها ، كذلك فسره ابن وهب صاحب مالك .
وقال الخليل في العين : السبت : الجلد المدبوغ بالقرظ ، وكذلك قال nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي ، وهو الذي ذكر ابن قتيبة .
وقال أبو عمرو : هو كل جلد مدبوغ .
وقال أبو زيد : السبت : جلود البقر خاصة ، مدبوغة كانت أو غير مدبوغة ، ولا يقال لغيرها سبت ، وجمعها سبوت .
وقال غيره : السبت نوع من الدباغ يقلع الشعر ، والنعال السبتية من لباس وجوه الناس وأشراف العرب ، وهي معروفة عندهم قد ذكرها شعراؤهم ، قال عنترة يمدح رجلا :
بطل كأن ثيابه في سرحة يحذى نعال السبت ليس بتوأم
يعني أنه لم يولد توأما .
[ ص: 78 ] وقال كثير :
كأن مشافر النجدات منها إذا ما قارفت قمع الذباب بأيدي مأتم متصاعدات نعال السبت أو عذب الثياب
شبه اضطراب مشافر الإبل ، وهي تنفي الذباب عنها بنعال السبت في أيدي المأتم ، والمأتم النساء اللواتي يبكين وينحن على الميت ، وقوله : أو عذب الثياب ، يريد خرقا يحبسها النساء بأيديهن عند النياح ، ويحبسن أيضا النعال بأيديهن ، كان هذا من فعل المأتم في الجاهلية ، ولا أعلم خلافا في جواز لباس النعال السبتية المقابر ، وحسبك أن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر يروي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يلبسها ، وفيه الأسوة الحسنة صلى الله عليه وسلم ، وقد روي عنه أنه رأى رجلا يلبسها في المقبرة فأمره بخلعها ، وقد يجوز أن يكون ذلك لأذى رآه فيها ، أو لما شاء الله ، فإنه حديث مختلف فيه ، وقد روي عنه ما يعارضه .
والحديث ، حدثناه nindex.php?page=showalam&ids=16502عبد الوارث بن سفيان ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16802قاسم بن أصبغ ، قال : حدثنا محمد بن سليمان بن داود المنقري البصري ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16039سليمان بن حرب ، قال : حدثنا الأسود بن شيبان قال أخبرني خالد بن سمير قال أخبرني nindex.php?page=showalam&ids=15543بشير بن نهيك ، قال : أخبرني بشير بن الخصاصية ، وكان اسمه في الجاهلية زحم ، فسماه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بشيرا ، قال بشير : nindex.php?page=hadith&LINKID=1016215بينما أنا أمشي بين المقابر ، وعلي نعلان ، فإذا رجل ينادي من خلفي : يا صاحب السبتيين ، فالتفت ، فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال لي : إذا كنت في مثل هذا الموضع ، فاخلع نعليك ، قال : فخلعتهما هكذا قال : إنه كان اللابس لهما والمأمور فيهما .
وأخبرنا عبد الله بن محمد ، قال : حدثنا محمد بن بكر ، قال : حدثنا أبو داود ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16062سهل بن بكار ، قال : حدثنا الأسود بن شيبان ، عن خالد بن سمير السدوسي ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15543بشير بن نهيك ، عن بشير - قال : وكان اسمه في الجاهلية زحم بن معبد ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : بل أنت بشير - قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=1016216بينما أنا أماشي [ ص: 79 ] رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مر بقبور المشركين ، فقال : لقد سبق هؤلاء خيرا كثيرا ، ثلاثا ، ثم مر بقبور المسلمين ، فقال : لقد أدرك هؤلاء خيرا كثيرا ، وحانت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نظرة فإذا رجل يمشي في القبور وعليه نعلان ، فقال : يا صاحب السبتيتين ، ويحك ! ألق سبتيتيك ، فنظر الرجل ، فلما عرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خلعهما فرمى بهما .
وذهب قوم إلى أنه لا يجوز لأحد المشي بالنعال والحذاء بين القبور لهذا الحديث .
وقال آخرون : لا بأس بذلك ، واحتجوا بما حدثنا عبد الله بن محمد بن يحيى ، قال : حدثنا محمد بن بكر بن داسة ، قال : حدثنا أبو داود ، قال : حدثنا محمد بن سليمان الأنباري ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16505عبد الوهاب - يعني ابن عطاء - عن سعيد ، عن قتادة ، عن أنس ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=1016217إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه أنه يسمع قرع نعالهم .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=13665الأثرم : سمعت nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل يسأل عن nindex.php?page=treesubj&link=2325_2326المشي بين القبور في النعلين ، فقال : أما أنا فلا أفعله ، أخلع نعلي على حديث بشير ، قال : وقد تأول بعض الناس أنه ليسمع خفق نعالهم .
وقال أبو عبد الله : الأسود بن شيبان ثقة ، nindex.php?page=showalam&ids=15543وبشير بن نهيك ثقة ، روى عنه عدة قلت : روى عنه النضر بن أنس ، وأبو مجلز ، وبركة ، قال : نعم .
قال nindex.php?page=showalam&ids=13665الأثرم : حدثنا عفان ، nindex.php?page=showalam&ids=16039وسليمان بن حرب ، وهذا لفظ عفان : قال : حدثنا الأسود بن شيبان ، قال : حدثنا خالد بن سمير ، قال : حدثني nindex.php?page=showalam&ids=15543بشير بن نهيك ، عن بشير ، قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=1016218بينما أنا أماشي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا على قبور المسلمين ، فقال : لقد أدرك [ ص: 80 ] هؤلاء خيرا ، ثم حانت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نظرة فإذا برجل يمشي في القبور عليه نعلاه ، فناداه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يا صاحب السبتيتين : ويحك ألق سبتيتيك فنظر الرجل ، فلما عرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خلع نعليه فرمى بهما .
قال ، وحدثنا عفان ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15744حماد بن سلمة ، قال أخبرنا محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - nindex.php?page=hadith&LINKID=1016219إنه ليسمع خفق نعالهم إذا ولوا .
قال : ورأيت أبا عبد الله عند المقابر معلقا نعليه بيده .
وأما قوله : رأيتك تصبغ بالصفرة ، وقول nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر : رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصبغ بها ، فإن العلماء اختلفوا في تأويل هذا الحديث ، فقال قوم أراد الخضاب للحية بالصفرة ، واحتجوا بما حدثناه nindex.php?page=showalam&ids=16502عبد الوارث بن سفيان ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16802قاسم بن أصبغ ، قال : حدثنا أحمد بن زهير ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17381يعقوب بن إبراهيم ، قال : حدثنا أبي ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق ، قال : حدثني nindex.php?page=showalam&ids=15985سعيد المقبري ، عن عبيد بن جريج ، قال : قلت nindex.php?page=showalam&ids=12لابن عمر : يا أبا عبد الرحمن ، nindex.php?page=hadith&LINKID=1016220إني رأيتك تصفر لحيتك ، قال : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يصفر بالورس ، فأنا أحب أن أصفر به كما كان يصنع .
وحدثنا عبد الوارث ، قال : حدثنا قاسم ، قال : حدثنا أحمد بن زهير ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17173موسى بن إسماعيل ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15744حماد بن سلمة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16524عبيد الله بن عمر ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15985سعيد بن أبي سعيد المقبري ، عن nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، كذا قال : رأيت nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر يصفر لحيته ، فقلت : أراك تصفر لحيتك ، قال : رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يصفر لحيته .
ورواه nindex.php?page=showalam&ids=17293يحيى القطان ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16524عبيد الله بن عمر ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15985سعيد المقبري ، عن nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، وفي حديثه أنه قال : رأيته يصفر لحيته .
وحدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16502عبد الوارث بن سفيان ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16802قاسم بن أصبغ ، قال : حدثنا أحمد بن زهير ، قال : حدثنا عيسى بن إبراهيم ، قال : أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=16496عبد الواحد بن زياد ، قال : حدثنا الحجاج ، عن عطاء ، قال : رأيت nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ولحيته صفراء .
[ ص: 81 ] وحدثنا عبد الوارث ، حدثنا قاسم ، قال : حدثنا أحمد بن زهير ، قال : وحدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17270محمد بن عبد الله الرازي ، قال : حدثنا محمد بن الزبير ، قال أبو همام الأهوازي ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17066مروان بن سالم ، عن عبد الله بن همام ، قال : قلت : يا nindex.php?page=showalam&ids=4أبا الدرداء ، بأي شيء كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخضب ، قال : يا ابن أخي - أو يا بني - ما بلغ منه الشيب ما كان يخضب ، ولكنه قد كان منه هاهنا شعرات بيض ، وكان يغسله بالحناء والسدر .
قال : وحدثنا ابن الأصبهاني ، قال أخبرنا شريك ، عن nindex.php?page=showalam&ids=13585عثمان بن موهب ، قال : رأيت شعر النبي - صلى الله عليه وسلم - عند بعض نسائه أحمر .
قال : وحدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17173موسى بن إسماعيل ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16012سلام بن أبي مطيع ، عن nindex.php?page=showalam&ids=13585عثمان بن عبد الله بن موهب ، قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=1016224دخلت على nindex.php?page=showalam&ids=54أم سلمة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخرجت إلينا شعر النبي - صلى الله عليه وسلم - مخضوبا بالحناء والكتم .
قال : وحدثنا ابن الأصبهاني ، قال : أخبرنا شريك ، عن سدير الصيرفي ، عن أبيه ، قال : كان علي لا يخضب ، فذكرت ذلك لمحمد بن علي ، قال : قد خضب من هو خير منه : رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قال : وحدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17224هارون بن معروف ، قال : حدثنا ضمرة ، عن علي بن أبي حملة ، قال : كان nindex.php?page=showalam&ids=15889رجاء بن حيوة لا يغير الشيب ، فحج فشهد عنده أربعة أن النبي صلى الله عليه وسلم غير ، قال فغير في بعض المرات .
ذكر nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، عن ابن بكير ، عن الليث ، عن خالد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15987سعيد بن أبي هلال ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15885ربيعة بن أبي عبد الرحمن سمعت أنسا يصف النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : nindex.php?page=hadith&LINKID=1016225كان ربعة من القوم ليس بالطويل ، وذكر الحديث إلى قوله : وليس في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء قال ربيعة فرأيت شعرا من شعره ، فإذا هو [ ص: 82 ] أحمر ، فسألت ، فقيل : أحمر من الطيب ، وقد ذكرنا في باب nindex.php?page=showalam&ids=15767حميد الطويل إجازة أكثر السلف للباس الثياب المزعفرة على ما قال مالك رحمه الله فذهب جماعة من أهل العلم إلى أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يخضب بالحناء ويصفر شيبه ، على أنهم مجمعون أنه إنما شاب منه عنفقته ، وشيء في صدغيه صلى الله عليه وسلم .
وقال آخرون : معنى حديث مالك ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15985سعيد المقبري ، عن عبيد بن جريج ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر : nindex.php?page=hadith&LINKID=1016227رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصبغ بالصفرة ، أراد أنه كان يصفر ثيابه ويلبس ثيابا صفرا .
وأما الخضاب ، فلم يكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخضب ، واحتجوا من الأثر بحديث ربيعة ، عن أنس ، وما كان مثله ، وقد ذكرنا حديث ربيعة في بابه من هذا الكتاب ، وبما حدثنا عبد الوارث ، قال : حدثنا قاسم ، قال : حدثنا أحمد ابن زهير ، قال : حدثنا خلف بن الوليد ، قال : حدثنا إسرائيل ، عن سماك ، عن nindex.php?page=showalam&ids=98جابر بن سمرة ، قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=1016228كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد مشط مقدم رأسه ولحيته ، فإذا ادهن وامتشط لم يتبين شيبه ، فإذا شعث رأيته متبينا ، وكان كثير شعر الرأس واللحية .
وحدثنا عبد الوارث ، قال : حدثنا قاسم ، قال : حدثنا أحمد بن زهير ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17105معاذ بن هشام ، قال : حدثنا أبي ، عن قتادة قال : سألت nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب ، nindex.php?page=hadith&LINKID=1016229أخضب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : لم يبلغ ذلك .
قال : وحدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16275عاصم بن علي ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16956محمد بن راشد ، عن مكحول ، عن موسى بن أنس ، عن أبيه ، قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=1016230لم يبلغ النبي - صلى الله عليه وسلم - من الشيب ما يخضب .
[ ص: 83 ] قال : وحدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16598علي بن الجعد ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15932زهير بن معاوية ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15767حميد الطويل ، قال : سئل أنس عن الخضاب ، فقال : خضب أبو بكر بالحناء والكتم ، وخضب عمر بالحناء وحده ، قيل له : فرسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : لم يكن في لحيته عشرون شعرة بيضاء ، وأصغى حميد إلى رجل ، عن يمينه ، فقال : كن سبع عشرة شعرة .
وذكر مالك في الموطأ ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17314يحيى بن سعيد ، قال : أخبرني nindex.php?page=showalam&ids=16900محمد بن إبراهيم التيمي ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12031أبي سلمة بن عبد الرحمن ، أن عبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث ، قال : وكان جليسا لهم ، وكان أبيض الرأس واللحية ، قال : فغدا عليهم ذات يوم ، وقد حمرهما قال ، فقال له القوم : هذا أحسن ، فقال : إن أمي عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - أرسلت إلي البارحة جاريتها نخيلة ، فأقسمت علي لأصبغن ، وأخبرتني أن nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر الصديق كان يصبغ ، قال مالك : في هذا الحديث بيان أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يصبغ ، ولو صبغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأرسلت بذلك عائشة إلى nindex.php?page=showalam&ids=16333عبد الرحمن بن الأسود ، وقال مالك في صبغ الشعر بالسواد : لم أسمع في ذلك شيئا معلوما ، وغير ذلك من الصبغ أحب إلي ، قال : وترك الصبغ إن شاء الله ، ليس على الناس فيه ضيق .
قال أبو عمر :
فضل جماعة من العلماء nindex.php?page=treesubj&link=23301_17538الخضاب بالصفرة والحمرة على بياض الشيب وعلى الخضاب بالسواد ، واحتجوا بحديث nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري ، عن أبي سلمة ، nindex.php?page=showalam&ids=16049وسليمان بن يسار جميعا ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=1016231إن اليهود لا يصبغون فخالفوهم ، رواه nindex.php?page=showalam&ids=16008سفيان بن عيينة ، وجماعة عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري .
ومن حديث [ ص: 84 ] nindex.php?page=showalam&ids=16008ابن عيينة وغيره أيضا ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة ، عن عائشة : أن أبا بكر خضب بالحناء والكتم ، واحتجوا بهذا أيضا .
وجاء عن جماعة من السلف من الصحابة والتابعين وعلماء المسلمين أنهم خضبوا بالحمرة والصفرة .
وجاء عن جماعة كثيرة منهم أنهم لم يخضبوا ، وكل ذلك واسع كما قال مالك ، والحمد لله .
وممن كان يخضب لحيته حمراء قانية : أبو بكر ، وعمر ، nindex.php?page=showalam&ids=12691ومحمد بن الحنفية ، nindex.php?page=showalam&ids=51وعبد الله بن أبي أوفى ، والحسن بن علي ، nindex.php?page=showalam&ids=9وأنس بن مالك ، nindex.php?page=showalam&ids=16333وعبد الرحمن بن الأسود ، وخضب علي مرة ، ثم لم يعد ، وممن كان يصفر لحيته : nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان بن عفان - رضي الله عنه - nindex.php?page=showalam&ids=3وأبو هريرة ، nindex.php?page=showalam&ids=15950وزيد بن وهب ، nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس ، nindex.php?page=showalam&ids=12وابن عمر ، nindex.php?page=showalam&ids=11788وعبد الله بن بسر ، nindex.php?page=showalam&ids=119وسلمة بن الأكوع ، nindex.php?page=showalam&ids=16834وقيس بن أبي حازم ، nindex.php?page=showalam&ids=11873وأبو العالية ، وأبو السواد ، وأبو وائل ، وعطاء ، والقاسم ، nindex.php?page=showalam&ids=19والمغيرة بن شعبة ، والأسود ، وعبد الرحمن بن يزيد ، ويزيد بن الأسود ، nindex.php?page=showalam&ids=36وجابر بن عبد الله ، nindex.php?page=showalam&ids=98وجابر بن سمرة .
وروي عن علي وأنس أنهما كانا يصفران لحاهما ، والصحيح ، عن علي - رضي الله عنه - أنه كانت لحيته بيضاء ، وقد ملأت ما بين منكبيه .
ذكر nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12428إسماعيل بن أبي خالد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي ، قال : رأيت nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب أبيض الرأس واللحية ، قد ملأت ما بين منكبيه . وقال أبو عائشة التيمي : رأيت عليا أصلع أبيض الرأس واللحية .
وكان nindex.php?page=showalam&ids=256السائب بن يزيد ، nindex.php?page=showalam&ids=11867وجابر بن زيد ، ومجاهد ، nindex.php?page=showalam&ids=15992وسعيد بن جبير لا يخضبون ، ذكر الربيع بن سليمان ، قال : كان nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي يخضب لحيته حمراء قانية .
وأخبرنا أحمد بن عبد الله بن محمد ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=13423محمد بن فطيس ، قال : حدثنا يحيى بن إبراهيم ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17342يحيى بن يحيى قال : [ ص: 85 ] رأيت nindex.php?page=showalam&ids=15124الليث بن سعد يخضب بالحناء ، قال : ورأيت nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك بن أنس لا يغير الشيب وكان نقي البشرة ناصع بياض الشيب حسن اللحية ، لا يأخذ منها أن يدعها تطول ، قال ورأيت عثمان بن كنانة ، ومحمد بن إبراهيم بن دينار ، nindex.php?page=showalam&ids=16470وعبد الله بن نافع ، وعبد الرحمن بن القاسم ، nindex.php?page=showalam&ids=16472وعبد الله بن وهب ، nindex.php?page=showalam&ids=12321وأشهب بن عبد العزيز لا يغيرون الشيب ، ولم يكن شيبهم بالكثير ، يعني ابن القاسم nindex.php?page=showalam&ids=16472وابن وهب وأشهب .
وذكر nindex.php?page=showalam&ids=14161الحسن بن علي الحلواني ، قال : حدثنا أبو مسلم ، قال : حدثنا سفيان قال كان nindex.php?page=showalam&ids=16705عمرو بن دينار ، وأبو الزبير ، nindex.php?page=showalam&ids=16406وابن أبي نجيح لا يخضبون .
وأخبرنا أحمد بن عبد الله ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=13423محمد بن فطيس ، قال : حدثنا يحيى بن إبراهيم ، قال : حدثنا محمد بن معاوية البغدادي ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15124الليث بن سعد ، عن أبي عشانة ، قال : رأيت nindex.php?page=showalam&ids=27عقبة بن عامر يخضب بالسواد ، ويقول : نسود أعلاها وتأبى أصولها .
قال أبو عمر :
هو بيت محفوظ له :
نسود أعلاها وتأبى أصولها ولا خير في الأعلى إذا فسد الأصل
قال أبو عمر :
قد روي عن الحسن ، والحسين ، nindex.php?page=showalam&ids=12691ومحمد بن الحنفية ، أنهم كانوا يخضبون بالوسمة . وعن nindex.php?page=showalam&ids=17176موسى بن طلحة ، وأبي سلمة ، ونافع بن حمير ، أنهم خضبوا بالسواد . ومحمد بن إبراهيم ، والحسن ، nindex.php?page=showalam&ids=16972ومحمد بن سيرين لا يرون به بأسا .
[ ص: 86 ] وممن كره الخضاب بالسواد : عطاء ، ومجاهد ، ومكحول ، nindex.php?page=showalam&ids=14577والشعبي ، nindex.php?page=showalam&ids=15992وسعيد بن جبير ، وذكر أبو بكر ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17294يحيى بن آدم ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15743حماد بن زيد ، عن أيوب ، قال : سمعت nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير ، وسئل عن الخضاب بالوسمة ، قال : يكسو الله العبد في وجهه النور ، فيطفئه بالسواد .
قال أبو عمر :
ومما يدل على أن الصبغ بالصفرة المذكور في هذا الحديث هو صبغ الثياب لا تصفير اللحية ، ما ذكره مالك ، عن نافع ، أن عبد الله بن عمر كان يلبس الثوب المصبوغ بالمشق والمصبوغ بالزعفران .
قال أبو عمر :
فحديث مالك ، عن نافع ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ، أنه كان يلبس الثوب المصبوغ بالمشق والزعفران مع روايته ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يصبغ بالصفرة ، دليل على أن تلك الصفرة كانت منه في لباسه ، والله أعلم ، وإلى هذا ذهب مالك على ما ذكرناه في باب nindex.php?page=showalam&ids=15767حميد الطويل ، وأما غيره من العلماء ، فإنهم لا يجيزون للرجل أن يلبس شيئا مصبوغا بالزعفران ، لحديث nindex.php?page=showalam&ids=16377عبد العزيز بن صهيب ، عن أنس nindex.php?page=hadith&LINKID=1016232أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى أن يتزعفر الرجل ، وهو معناه عند مالك ، وأكثر العلماء ، تخليق الجسد وتزعفره ، وقد ذكرنا هذا المعنى بأشبع من ذكرنا له هاهنا في باب nindex.php?page=showalam&ids=15767حميد الطويل من كتابنا هذا ، والحمد لله .
[ ص: 87 ] وقد روي أن تلك الصفرة كانت في ثيابه دون تأويل .
حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16502عبد الوارث بن سفيان ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16802قاسم بن أصبغ ، قال : حدثنا أحمد بن زهير ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17319يحيى بن عبد الحميد ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16036سليمان بن بلال ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ، أنه كان يصبغ ثيابه بالصفرة حتى عمامته .
وذكر nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر nindex.php?page=hadith&LINKID=1016233أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يصبغ بالصفرة وذكره nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب ، عن عمر بن محمد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم مرسلا .
حدثنا سعيد بن نصر وعبد الوارث بن سفيان ، قالا : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16802قاسم بن أصبغ ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12425إسماعيل بن إسحاق القاضي ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15020عبد الله بن مسلمة بن قعنب ، قال : حدثنا عبد الله بن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، أن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر كان يصبغ ثيابه بالزعفران ، فقيل له ؟ فقال : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصبغ به ، ورأيته يحبه ، أو رأيته أحب الصبغ إليه .
وفي الموطأ : سئل مالك عن nindex.php?page=treesubj&link=17494الملاحف المعصفرة في البيوت للرجال وفي الأفنية ، فقال : لا أعلم من ذلك شيئا حراما ، وغير ذلك من اللباس أحب إلي .
وأما قوله في الحديث : ورأيتك إذا كنت بمكة ، أهل الناس إذا رأوا الهلال ، ولم تهل أنت حتى كان يوم التروية ، فقال nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر : nindex.php?page=hadith&LINKID=1013695لم أر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يهل حتى تنبعث به راحلته ، فإن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر قد جاء بحجة قاطعة ، نزع بها ، وأخذ بالعموم في إهلال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم يخص مكة من غيرها ، وقال : لا يهل الحاج إلا في وقت يتصل له عمله ، وقصده إلى البيت ، ومواضع المناسك والشعائر ; لأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أهل واتصل له عمله ، وقد تابع nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر على قوله هذا في إهلال المكي ومن بمكة من غير أهلها جماعة من أهل العلم .
[ ص: 88 ] ذكر nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق أخبرنا معمر ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16446ابن طاوس ، عن أبيه ، عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، قال : لا يهل أحد من مكة بالحج حتى يريد الرواح إلى منى ، قال nindex.php?page=showalam&ids=16446ابن طاوس : وكان أبي إذا أراد أن يحرم من المسجد ، استلم الركن ، ثم خرج .
قال nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق : وأخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، قال : قال عطاء : وجه إهلال أهل مكة أن لا يهل أحدهم ، حتى تتوجه به دابته نحو منى ، فإن كان ماشيا فحين يتوجه نحو منى .
قال nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج : قال لي عطاء : أهل أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا دخلوا في حجتهم مع النبي - صلى الله عليه وسلم - عشية التروية حين توجهوا إلى منى .
قال nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج : وقال لي nindex.php?page=showalam&ids=16446ابن طاوس ذلك أيضا .
قال nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج : وأخبرني nindex.php?page=showalam&ids=11862أبو الزبير ، أنه سمع nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله وهو يخبر ، عن nindex.php?page=hadith&LINKID=1016234حجة النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : فأمرنا بعدما طفنا أن نحل ، وقال إذا أردتم أن تنطلقوا إلى منى فأهلوا ، قال : فأهللنا من البطحاء .
وفي هذه المسألة ، وهذا الباب مذهب آخر nindex.php?page=showalam&ids=2لعمر بن الخطاب تابعه عليه أيضا جماعة من العلماء ، ذكر مالك في الموطأ ، عن عبد الرحمن بن القاسم ، عن أبيه ، أن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب ، قال : يا أهل مكة ، ما شأن الناس يأتون شعثا ، وأنتم مدهنون ، أهلوا إذا رأيتم الهلال .
ومالك ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة أن عبد الله بن الزبير أقام بمكة تسع سنين يهل بالحج لهلال ذي الحجة ، nindex.php?page=showalam&ids=16561وعروة بن الزبير معه يفعل ذلك .
قال مالك : من أهل بمكة من أهلها ، ومن كان مقيما بها من أهل المدينة وغيرهم ، فليؤخر الطواف الواجب بالبيت ، والسعي بين الصفا والمروة ، حتى يرجع من منى ، ويكون إهلاله من جوف مكة ، لا يخرج إلى الحرم ، وكذلك فعل nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر [ ص: 89 ] وأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذين أهلوا من مكة ، أخروا الطواف والسعي حتى رجعوا من منى ، قال مالك : ومن أهل بعمرة من مكة ، فليخرج إلى الحل .
وذكر nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق أخبرنا معمر ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة ، قال : أقام عبد الله بن الزبير تسع سنين ، يهل بالحج إذا رأى هلال ذي الحجة ، ويطوف بين الصفا والمروة قبل أن يخرج إلى منى .
قال : وأخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=17240هشام بن حسان ، قال : كان nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء بن أبي رباح يعجبه إذا توجه إلى منى أن يهل ، ثم يمضي على وجهه .
وقال عطاء : إذا أحرم عشية التروية ، فلا يطف بالبيت حتى يروح إلى منى .
قال هشام : وقال الحسن : أي ذلك فعل ، فلا بأس ، إن شاء أهل حين يتوجه إلى منى ، وإن شاء قبل ذلك ، وإن أهل قبل يوم التروية ، فإنه يطوف بالبيت ، ويسعى بين الصفا والمروة .
قال أبو عمر :
ليس يريد الطواف الواجب ; لأن الطواف الواجب لا يكون إلا بعد رمي جمرة العقبة ، ولكنه يطوف ما بدا له بالبيت ، ويركع إن شاء ، وهو قول مالك أيضا .
قال أبو عمر :
قد روي ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر في هذا الباب أنه فعل فيه أيضا بقول أبيه ، وهو جائز لمن فعله ، لا يختلف الفقهاء في جواز ذلك .
[ ص: 90 ] ذكر nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16374عبد العزيز بن أبي رواد ، عن نافع قال : أهل nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر مرة بالحج حين رأى الهلال ، ومرة أخرى بعد الهلال من جوف الكعبة ، ومرة أخرى حين راح منطلقا إلى منى .
قال : وأخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=16524عبيد الله بن عمر ، عن نافع ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر أنه أهل بالحج من مكة ثلاث مرات ، فذكر مثله .
قال : وأخبرنا معمر ، عن أيوب ، عن نافع ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر مثله .
وعن معمر ، وابن جريج ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15822خصيف ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ، نحوه .
قال nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد : فقلت nindex.php?page=showalam&ids=12لابن عمر : قد أهللت فينا إهلالا مختلفا ، قال أما أول عام الأول ، فأخذت بأخذ أهل بلدي ، ثم نظرت ، فإذا أنا أدخل على أهلي حراما ، وأخرج حراما ، وليس كذلك كنا نصنع ، إنما كنا نهل ، ثم نقبل على شأننا ، قلت : فبأي ذلك نأخذ ؟ قال : نحرم يوم التروية .
قال : وأخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=16008ابن عيينة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، عن عطاء قال : إن شاء المكي ألا يحرم بالحج إلا يوم منى ، فعل . قال : وكذلك إن كان أهله دون الميقات ، إن شاء أهل من أهله ، وإن شاء من الحرم .
قال أبو عمر :
قد ذكرنا إهلال من كان مسكنه دون المواقيت إلى مكة في باب نافع من هذا الكتاب ، والحمد لله .
وفي الموطأ أيضا : مالك ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15985سعيد بن أبي سعيد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، أنه كان يقول : nindex.php?page=treesubj&link=283غسل الجمعة واجب على كل محتلم ، كغسل الجنابة .
وهذا قد جاء عن رجل لا يحتج به ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16524عبيد الله بن عمر [ ص: 91 ] عن nindex.php?page=showalam&ids=15985سعيد بن أبي سعيد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد روى عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، عن عمر ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في الغسل يوم الجمعة .
وقد أوردنا الآثار في ذلك ، وأوضحنا معانيها في باب nindex.php?page=showalam&ids=13283ابن شهاب ، عن سالم وفي باب nindex.php?page=showalam&ids=16228صفوان بن سليم أيضا ذكر من ذلك ، والحمد لله .
وروى مالك ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15985سعيد بن أبي سعيد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة أنه نهى أن يتبع بنار ، وهذا مجتمع عليه .
وقد رويت الكراهية في ذلك من حديث ليث ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم .
[ ص: 92 ] مالك ، عن nindex.php?page=treesubj&link=33934سعيد بن عمرو بن شرحبيل حديث واحد
وهو سعيد بن عمرو بن شرحبيل بن سعيد بن سعد بن عبادة الأنصاري الخزرجي ، قد ذكرنا نسب جده nindex.php?page=showalam&ids=228سعد بن عبادة في كتاب الصحابة بما يغني ، عن ذكره هاهنا ، وسعيد هذا ثقة ، عدل فيما نقل . وحديث مالك عنه في الموطأ :
مالك ، عن سعيد بن عمرو بن شرحبيل بن سعيد بن سعد بن عبادة ، عن أبيه ، عن جده ، أنه قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=1016235خرج nindex.php?page=showalam&ids=228سعد بن عبادة مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بعض مغازيه ، فحضرت أمه الوفاة بالمدينة ، فقيل لها : أوص ، فقالت : فيم أوصي ، وإنما المال مال سعد ، فتوفيت قبل أن يقدم سعد ، فلما قدم ، ذكر ذلك له ، فقال سعد : يا رسول الله ، هل ينفعها أن أتصدق عنها ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : نعم ، فقال : حائط كذا وكذا صدقة عنها ، لحائط سماه .
هكذا قال يحيى : nindex.php?page=showalam&ids=15997سعيد بن عمرو ، وعلى ذلك أكثر الرواة ، منهم ابن القاسم ، nindex.php?page=showalam&ids=16472وابن وهب ، وابن كثير ، وأبو المصعب ، وقال فيه nindex.php?page=showalam&ids=15020القعنبي : سعد بن عمرو .
[ ص: 93 ] وكذلك قال nindex.php?page=showalam&ids=12613ابن البرقي : سعد بن عمرو بن شرحبيل كما قال nindex.php?page=showalam&ids=15020القعنبي ، والصواب فيه nindex.php?page=showalam&ids=15997سعيد بن عمرو ، والله أعلم .
وعلى ذلك أكثر الرواة ، وهذا الحديث مسند ; لأن سعيد بن سعد بن عبادة له صحبة ، قد روى عنه nindex.php?page=showalam&ids=131أبو أمامة بن سهل بن حنيف وغيره ، وشرحبيل ابنه غير نكير أن يلقى جده nindex.php?page=showalam&ids=228سعد بن عبادة ، على أن حديث nindex.php?page=showalam&ids=228سعد بن عبادة هذا في قصة أمه ، قد روي مسندا من وجوه ، ومقطوعا أيضا بألفاظ مختلفة ، وقد ذكرناها في أبواب سلفت من كتابنا هذا ، منها باب nindex.php?page=showalam&ids=13283ابن شهاب ، عن عبيد الله ، ومنها باب عبد الرحمن بن أبي عمرة ، وقد يشبه أن يكون حديث nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة من رواية مالك وغيره في صدقة الحي عن الميت هو حديث nindex.php?page=showalam&ids=228سعد بن عبادة هذا ، والله أعلم .
وأما معنى هذا الحديث ، فمجتمع عليه في جواز nindex.php?page=treesubj&link=27019صدقة الحي عن الميت لا يختلف العلماء في ذلك ، وأنها مما ينتفع الميت بها ، وكفى بالاجتماع حجة ، وهذا من فضل الله على عباده المؤمنين أن يدركهم بعد موتهم عمل البر والخير بغير سبب منهم ، ولا يلحقهم وزر يعمله غيرهم ، ولا شر إن لم يكن لهم فيه سبب يسببونه ، أو يبتدعونه ، فيعمل به بعدهم .
حدثنا عبد الرحمن بن يحيى ، قال : حدثنا أحمد بن سعيد ، قال : حدثنا أحمد بن عبد العزيز بن أبي عبيد اللؤلؤي البغدادي بمكة ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16610علي بن حرب ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12873عبد الملك بن عبد العزيز بن أبي سلمة ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك بن أنس ، عن سعيد بن عمرو بن شرحبيل ، عن أبيه ، عن جده ، nindex.php?page=hadith&LINKID=1016236عن nindex.php?page=showalam&ids=228سعد بن عبادة أنه خرج مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بعض مغازيه ، وحضرت أمه الوفاة ، فقيل لها : أوص ، فقالت : بم أوصي ؟ [ ص: 94 ] إنما المال كله لسعد . قال : فلما قدمت ، أخبرت بذلك ، فقلت للنبي صلى الله عليه وسلم : أينفعها أن أتصدق عنها ، قال : نعم وهذا الإسناد عن مالك يدل على الاتصال ، وهو الأغلب منه ، والله أعلم .
وكذلك حديث nindex.php?page=showalam&ids=16379الدراوردي في ذلك : أخبرنا أحمد بن عبد الله أن أباه أخبره ، قال : حدثنا عبد الله بن يونس ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15549بقي بن مخلد ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17319يحيى بن عبد الحميد ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16379عبد العزيز بن محمد ، عن سعيد بن عمرو بن شرحبيل ، nindex.php?page=hadith&LINKID=1016237عن سعيد بن سعد بن عبادة ، عن أبيه أن أمه توفيت وهو غائب فسأل النبي - صلى الله عليه وسلم - أينفعها أن أتصدق عنها ، قال : نعم .
وقد روي متصلا من حديث أنس ، حدثناه أحمد بن عبد الله بن محمد قال حدثني أبي ، حدثنا عبد الله بن يونس ، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15549بقي ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=13455يعقوب بن حميد بن كاسب ، قال : حدثنا مروان ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15767حميد الطويل ، عن أنس ، قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=1016238قال nindex.php?page=showalam&ids=228سعد بن عبادة : يا رسول الله ، إن أم سعد كانت تحب الصدقة ، أفينفعها أن أتصدق عنها ، قال : نعم ، وعليك بالماء .
قال : وحدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17319يحيى بن عبد الحميد ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16379عبد العزيز بن محمد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16656عمارة بن غزية ، عن حميد بن أبي الصعبة ، عن سعيد بن سعد بن عبادة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر nindex.php?page=showalam&ids=228سعد بن عبادة أن يسقي عنها الماء .