الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
عن nindex.php?page=showalam&ids=16920محمد بن المنكدر ، وأبي النضر ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16283عامر بن سعد بن أبي وقاص ، عن أسامة بن زيد ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=1013545nindex.php?page=treesubj&link=26327الطاعون رجز ، أرسل على طائفة من بني إسرائيل .
مثل حديث nindex.php?page=showalam&ids=16920محمد بن المنكدر سواء ، إلا أن في حديث أبي النضر nindex.php?page=hadith&LINKID=1016352إذا وقع بأرض - وأنتم بها - فلا تخرجوا منها ، لا يخرجكم إلا فرارا منه .
هكذا في الموطأ : إلا فرارا ، في حديث أبي النضر ، وقد جعله جماعة من أهل العلم لحنا وغلطا .
والوجه فيه عند أهل العربية : أن دخول إلا في هذا الموضع إنما هو لإيجاب بعض ما نفي بالجملة ، كأنه قال : لا تخرجوا منها إذا لم يكن خروجكم إلا فرارا ، أي إذا كان خروجكم فرارا ، فلا تخرجوا ، والنصب هنا بمعنى الحال لا بمعنى الاستثناء ، والله أعلم .
وفي ذلك إباحة الخروج ذلك الوقت من موضع nindex.php?page=treesubj&link=32164الطاعون للسفر على الجاري من العادات إذا لم يكن القصد الفرار من الطاعون ، وقد كان بعض شيوخنا ، وشيوخ شيوخنا يروونه في هذا الحديث : لا يخرجكم إلا فرار منه ( بالرفع ) . وهذا إن صح بمعنى قوله : فلا تخرجوا منها لا يخرجكم إلا فرار منه ، أي لا تخرجوا منها الخروج الذي يخرجكموه إلا فرار منه ، وقد كان بعض الشيوخ ممن رواه بالرفع يرويه لا يخرجكم إلا الإفرار منه ، على المصدر ، [ ص: 184 ] وهذا ينكره أهل النحو في مصدر الفرار ، وأجازه أهل اللغة على لغة شاذة في الفرار ، والله أعلم ، وهذا المصدر خطأ عند أهل النحو واللغة ، وغير معروف في الرواية .
ورواه ابن بكير ، عن مالك ، عن أبي النضر ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16283عامر بن سعد بن أبي وقاص ، عن أسامة بن زيد ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثل حديث nindex.php?page=showalam&ids=16920ابن المنكدر ، إلا أن في حديث أبي النضر nindex.php?page=hadith&LINKID=1016353فإذا وقع بأرض - وأنتم بها - فلا تخرجوا منها إلا فرارا منه وهذا لا وجه له إلا أن يحمل على ما ذكرنا .
وروى nindex.php?page=showalam&ids=15020القعنبي عن مالك حديث nindex.php?page=showalam&ids=16920محمد بن المنكدر ، وليس عنده حديث أبي النضر ، وأكثر رواة الموطأ جمعوا في هذا الحديث عن مالك أبا النضر ، nindex.php?page=showalam&ids=16920ومحمد بن المنكدر جميعا .
ورواه nindex.php?page=showalam&ids=15974ابن أبي مريم وأبو مصعب عن مالك ، كما رواه يحيى سواء عن nindex.php?page=showalam&ids=16920محمد بن المنكدر ، وأبي النضر جميعا ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16283عامر بن سعد ، عن أبيه ، أنه سمعه يسأل أسامة بن زيد ، وقالا في آخره : قال أبو النضر : nindex.php?page=hadith&LINKID=1016354لا يخرجكم إلا الفرار منه ، وهذا معناه كمعنى رواية يحيى سواء في رواية من رواه بالرفع ، وهذا أبين بالألف واللام ، والمعنى سواء ، والله أعلم .
وأما nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب فجوده : ذكر nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب في الموطأ ، عن مالك ، عن أبي النضر ، nindex.php?page=hadith&LINKID=1016355عن nindex.php?page=showalam&ids=16283عامر بن سعد بن أبي وقاص : أنه سمع أباه يسأل أسامة بن زيد : أسمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يذكر الطاعون ؟ فقال : نعم ، فقال : كنت سمعته ؟ قال : سمعته يقول : هو رجز سلط على بني إسرائيل أو على قوم ، فإذا سمعتم به بأرض ، فلا تقدموا عليه ، وإذا وقع بأرض - وأنتم بها - فلا تخرجوا فرارا منه .
[ ص: 185 ] هكذا قال nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب ، عن مالك في حديث أبي النضر مفردا : nindex.php?page=hadith&LINKID=1016356لا تخرجوا فرارا منه ، ولم يعطفه على حديث nindex.php?page=showalam&ids=16920ابن المنكدر ، بل ساقه عن مالك ، عن أبي النضر من أوله إلى آخره ، وقال في آخره : nindex.php?page=hadith&LINKID=1016357فلا تخرجوا فرارا منه ، وهذا هو الصواب المعروف ، الذي لا إشكال فيه .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب أيضا : أخبرني nindex.php?page=showalam&ids=16700عمرو بن الحارث ، أن أبا النضر حدثه ، nindex.php?page=hadith&LINKID=1016358عن nindex.php?page=showalam&ids=16283عامر بن سعد بن أبي وقاص أنه سمع أسامة بن زيد يخبر nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص ، وسأله عن الوجع ، فقال أسامة : ذكر عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : هو رجز سلط على من قبلكم أو على بني إسرائيل ، فإذا سمعتم به ببلدة ، فلا تدخلوا عليه فيها ، وإذا وقع - وأنتم بها - فلا يخرجنكم منها فرارا أو قال : منه فرارا ، ورواية nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب صحيحة المعنى ، مجتمع عليها .
وفي هذا الحديث إباحة الخبر عن الأمم الماضية من بني إسرائيل وغيرهم .
وروي عن nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود ، أنه قال : ما زال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحدثنا عمن خلا من الأمم ، حتى لو مرت عقاب فقلب جناحها فكانت وفاتها ، لأخبرناكم .
وقد مضى تفسير معنى الطاعون في مواضع من هذا الكتاب ، فلا وجه لإعادة ذلك هاهنا ، والحمد لله .