[ ص: 1 ] بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه
باب الراء
، ربيعة بن أبي عبد الرحمن المدني صاحب الرأي مدني ، تابعي ، ثقة ، واسم أبي عبد الرحمن فروخ مولى ربيعة بن عبد الله بن الهدير التيمي . هذا هو الصحيح .
وقيل مولى التيميين ، ومولى آل المنكدر ، والصواب ما ذكرنا ، ويكنى ربيعة أبا عثمان ، وقيل أبو عبد الرحمن ، والأول أصح .
وكان أحد فقهاء المدينة الثقات الذين عليهم مدار الفتوى ، كان أكثر أخذه ، عن وقد أخذ عن القاسم بن محمد ، وسائر فقهاء وقته ، وأدرك سعيد بن المسيب ، وروى عنه [ ص: 2 ] وكان يذكر مع جلة التابعين في الفتوى أنس بن مالك ، بالمدينة ، وكان مالك يفضله ، ويرفع به ، ويثني عليه في الفقه والفضل ، على أنه ممن اعتزل حلقته لإغراقه في الرأي .
وكان يثني عليه أيضا : ذكر القاسم بن محمد ، عن ابن لهيعة أبي الأسود قال : سمعت يقول : ما يسرني أن أمي ولدت لي أخا ممن ترون من أهل القاسم بن محمد المدينة إلا . ربيعة الرأي
وذكر ابن سعد قال : أخبرني قال : سمعت مطرف بن عبد الله يقول : ذهبت حلاوة الفقه مذ مات مالك بن أنس . ربيعة بن أبي عبد الرحمن
حدثنا قال : حدثنا عبد الوارث بن سفيان ، قال : حدثنا قاسم بن أصبغ ، أحمد بن زهير قال : حدثنا الوليد بن شجاع [ ص: 3 ] قال : حدثنا ضمرة ، ، عن رجاء بن أبي سلمة ، عن قال : كان ابن عون يجلس إلى ربيعة بن أبي عبد الرحمن فكان من لا يعرفه يظنه صاحب المجلس ، يغلب على صاحب المجلس بالكلام . القاسم بن محمد
قال : وحدثنا مصعب ، قال : كان يجلس إلى عبد العزيز بن أبي سلمة ربيعة ، فلما حضرت ربيعة الوفاة ، قال له عبد العزيز : يا أبا عثمان إنا قد تعلمنا منك ، وربما جاءنا من فقال يستفتينا في [ ص: 4 ] الشيء لم نسمع فيه شيئا فنرى أن رأينا له خير من رأيه لنفسه فنفتيه ؟ ربيعة : أجلسوني ، فجلس ، ثم قال : ويحك يا عبد العزيز لأن تموت جاهلا خير لك من أن تقول في شيء بغير علم ، لا ، لا ، لا ، ثلاث مرات .
قال : وحدثنا مصعب قال : حدثنا قال : إذا قال الدراوردي ، مالك : وعليه أدركت أهل بلدنا ، وأهل العلم ببلدنا ، والأمر المجتمع عليه عندنا ، فإنه يريد ربيعة بن أبي عبد الرحمن ، . وابن هرمز
قال مصعب : ومات ربيعة في سلطان بني هاشم ، قدم على . أبي العباس السفاح
وذكر أحمد بن مروان المالكي ، عن إبراهيم بن سهلويه ، عن قال : سمعت خالي ابن أبي أويس ، يقول : كانت أمي تلبسني الثياب ، وتعممني وأنا صبي ، وتوجهني إلى مالك بن أنس وتقول : يا بني ائت مجلس ربيعة بن أبي عبد الرحمن ، ربيعة فتعلم من سمته وأدبه ، قبل أن تتعلم من حديثه ، وفقهه [ ص: 5 ] وذكر ابن القاسم ، عن مالك أن قال في ابن هرمز ربيعة : إنه لفقيه في حكاية ذكرها .
وقال مالك : وجدت ربيعة يوما يبكي فقيل له : ما الذي أبكاك ؟ أمصيبة نزلت بك ؟ فقال : لا ، ولكن أبكاني أنه استفتي من لا علم له ، وقال : لبعض من يفتي هاهنا أحق بالسجن من السارق .
قال أبو عمر : هذه أخباره الحسان ، وقد ذمه جماعة من أهل الحديث لإغراقه في الرأي ، فرووا في ذلك أخبارا قد ذكرتها في غير هذا الموضع .
وكان سفيان بن عيينة ، والشافعي ، لا يرضون عن رأيه ; لأن كثيرا منه يوجد له بخلاف السند الصحيح ; لأنه لم يتسع فيه ، فضحه فيه وأحمد بن حنبل . وكان ابن شهاب معاديا له ، وكان أعلم منه ، وكان أبو الزناد ربيعة أورع - والله أعلم - .
قال أبو عمر :
توفي ربيعة بن أبي عبد الرحمن بالمدينة في سنة ست وثلاثين ومائة ، في آخر خلافة وكان ثقة فقيها جليلا . أبي العباس السفاح ،
[ ص: 6 ] لمالك عنه من مرفوعات الموطأ اثنا عشر حديثا ، منها خمسة متصلة .
ومنها عن واحد مرسل . سليمان بن يسار
ومنها من بلاغاته ستة أحاديث .