الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
5319 - وعن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " من سمع الناس بعمله سمع الله به أسامع خلقه وحقره وصغره " . رواه البيهقي في ( شعب الإيمان ) .

التالي السابق


5319 - ( وعن عبد الله بن عمرو ) بالواو ( أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " من سمع الناس " ) بتشديد الميم ، أي : راءاهم بعمله ، أي : المطلوب منه أن يخفيه عن نظر الخلق فأظهره لهم ، فكأنه ناداهم ، ( " سمع الله " ) بالتشديد أيضا ، أي : أسمع ( " به " ) أي : بعمله الريائي والسمعي ( " أسامع خلقه " ) أي : آذانهم ومحال سماعهم ، والمعنى جعله مسموعا لهم ومشهورا فيما بينهم في العقبى ، أو أظهر لهم سريرته ، وملأ أسماعهم مما ينطوي عليه من خبث سرائره جزاء لفعله ، ويمكن أن يكون الضمير في قوله به راجعا إلى الموصول ، ففي شرح السنة يقال : سمعت بالرجل تسميعا إذا أشهرته . وقوله : أسامع خلقه هي جمع أسمع ، يقال : سمع وأسمع وأسامع جمع الجمع ، يريد : أن الله يسمع أسماع خلقه به يوم القيامة ، وحاصله أن أسامع بالنصب مفعول سمع ، أي : بلغ الله مسامع خلقه أنه مراء مزور ، وأشهره بذلك فيما بين الناس ، فأسامع جمع أسمع ، وهو جمع سمع بمعنى الأذن ، وروي : سامع خلقه مرفوعا على أنه صفة لله ، فالمعنى : سمع الله الذي هو سامع خلقه ، يعني فضحه الله . قال صاحب الفائق في هذه الرواية : ولو روي بالنصب لكان المعنى سمع الله به من كان له سمع من خلقه ، ( " وحقره وصغره " ) بالتشديد فيهما ، أي : جعله حقيرا ذليلا من الصغار ، وهو الذل ، ولا يبعد أن يجعله كالذر صغيرا ، كما ورد في جنة المتكبرين ، والله سبحانه وتعالى أعلم . ( رواه البيهقي ) ، وفي نسخة صحيحة : رواه أحمد والبيهقي ( " في شعب الإيمان " ) قال ميرك : حديث عبد الله بن عمرو رواه الطبراني بأسانيد أحدها صحيح ، والبيهقي كذا قاله المنذري .




الخدمات العلمية