الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
5656 - ( وعن صهيب - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " إذا دخل أهل الجنة الجنة يقول الله تعالى : تريدون شيئا أزيدكم ؟ فيقولون : ألم تبيض وجوهنا ؟ ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار ؟ قال : " فيرفع الحجاب ، فينظرون إلى وجه الله ، فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم " ثم تلا : للذين أحسنوا الحسنى وزيادة رواه مسلم .

التالي السابق


5656 - ( وعن صهيب ) مصغرا ( عن النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - قال : إذا دخل أهل الجنة الجنة يقول الله تعالى : تريدون ) أي أتريدون ( شيئا أزيدكم ) أي على عطاياكم ، ( فيقولون : ألم تبيض وجوهنا ؟ ألم تدخلنا الجنة وتنجنا ) بتشديد الجيم ويخفف ، أي وألم تخلصنا ( من النار ؟ ) أي من دخولها وخلودها . قال الطيبي - رحمه الله - : تقرير وتعجيب من أنه كيف يمكن الزيادة على ما أعطاهم الله تعالى من سعة فضله وكرمه ؟ وقوله : ( فيرفع الحجاب ) بصيغة المجهول ورفع الحجاب رفع للتعجب ، كأنه قيل لهم : هذا هو المزيد ، والله سبحانه وتعالى منزه عن الحجاب ، فإنه محبوب غير محجوب ، إذ المحجوب مغلوب ، فالمعنى : فيرفع الحجاب عن أعين الناظرين ، كما يدل عليه قوله : ( فينظرون إلى وجه الله ) ، أي ذاته المنزهة عن الصورة والجهة ونحو ذلك ، ( فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم ، ثم تلا : للذين أحسنوا ) أي العمل في الدنيا بأن أجادوه مقرونا بالإخلاص ( الحسنى ) أي المثوبة الحسنى ، وهي الجنة ( وزيادة ) . أي النظر لوجهه الكريم ، وتنكيرها للتعظيم ، أي زيادة عظيمة لا يعرف قدرها ، ولا يكتنه كنهها . قال الطيبي - رحمه الله - : وإذا كان مفسر التنزيل من نزل عليه ، فمن تعداه فقد تعدى طوره . أقول : أراد به الزمخشري في عدوله عنه إلى التأويل ، وكذا من تبعه كالبيضاوي حيث عبر بالقيل عن هذا القول الجميل الثابت ممن نزل عليه التنزيل . ( رواه مسلم ) .

[ ص: 3603 ]



الخدمات العلمية