الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1114 - وعن عائشة رضي الله عنها ، قالت : صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجرته والناس يأتمون به من وراء الحجرة . رواه أبو داود .

التالي السابق


1114 - ( وعن عائشة قالت : صلى ) أي : التراويح ( رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجرته ) : وهي موضع صنعه من الحصير في المسجد للاعتكاف ، ( والناس يأتمون به ) أي : يقتدون به ( من وراء الحجرة ) أي : خلفها ، قال ابن الملك : وإذا كان الإمام والمأموم في المسجد فلا بأس باختلاف مواضعهم ، قلت : سيما في النفل ، قال الطيبي : قالوا : الحجرة هي المكان الذي اتخذه حجرة في المسجد من حصير صلى فيها ليالي ، وقيل : هي حجرة عائشة وليس بذاك ، وإلا قالت حجرتي ، وأيضا صلاته لا تصح في حجرتها مع اقتداء الناس به في المسجد إلا بشرائط وهي مفقودة ، ولأنه ثبت أن بابها كان حذاء القبلة ، فإذا لا يتصور اقتداء من كان في المسجد به ، ولأنه لو كان كذلك لم يتكلف صلى الله عليه وسلم في مرض موته بأن يهادى بين رجلين ورجلاه تخطان في الأرض .

قلت : في هذه العلة والتي تليها نظر تأمل : وعبارته : وأيضا صلاته لا تصح إلخ . لا يصح ، بل الصحيح أن يقال : واقتداء الناس به وهو في حجرتها لا يصح إلخ . ثم رأيت ابن حجر قال : ليس في الحديث دليل لما قاله عطاء وغيره أن الشرط في صحة القدوة بشخص علمه بانتقالاته لا غير ، أما أولا فإنه لو اكتفى بذلك لبطل السعي المأمور به والدعاء إلى الجماعة ، وكان كل أحد يصلي في بيته وسوقه بصلاة الإمام في المسجد ، وهو خلاف الكتاب والسنة ، فاشتراط اتحاد موقف الإمام والمأموم على ما فصل في الفروع لأنه من مقاصد الاقتداء اجتماع جمع في مكان واحد عرفا ، كما عهد عليه الجماعات في العصور الخالية ، ومبنى العبادات على رعاية الاتباع ، وأما ثانيا فلأن المراد بالحجرة كما قالوه المحل الذي اتخذه عليه السلام في المسجد من حصير ، حين أراد الاعتكاف ، ويؤيده الخبر الصحيح أنه عليه السلام اتخذ حجرة من حصير صلى فيها ليالي ، قيل : ويؤيده ، أيضا ما ثبت أن بابها كان حذاء القبلة ، وحينئذ لا يتصور اقتداء من بالمسجد به عليه السلام وأنه لو كان كذلك لم يتكلف إلخ . وفي الأول نظر ، بل يتصور كما هو ظاهر ، وكذا في الثاني لاحتمال أن خروجه كان لحكمة أخرى ، لو لم يكن منها إلا إدخال السرور على المسلمين بخروجه إليهم لكفى . ( رواه أبو داود ) : قال ميرك : وهو حديث صحيح أخرجه البخاري بنحوه أيضا




الخدمات العلمية