[ ص: 1176 ] 1630 - وعن قال : البراء بن عازب الأنصار فانتهينا إلى القبر ، ولما يلحد فجلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجلسنا حوله كأن على رءوسنا الطير وفي يده عود ينكت به في الأرض ، فرفع رأسه فقال : مرتين أو ثلاثا ، ثم قال : إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه ملائكة من السماء ، بيض الوجوه ، كأن وجوههم الشمس ، معهم كفن من أكفان الجنة ، وحنوط من حنوط الجنة ، حتى يجلسوا منه مد البصر ، ثم يجيء ملك الموت - عليه السلام - حتى يجلس عند رأسه فيقول : أيتها النفس الطيبة اخرجي إلى مغفرة من الله . قال : فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من السقاء ، فيأخذها فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها فيجعلوها في ذلك الكفن ، وفي ذلك الحنوط ، ويخرج منها كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الأرض ، قال : فيصعدون بها فلا يمرون يعني بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا : ما هذا الروح الطيب ؟ يقولون : فلان ابن فلان بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا ، حتى ينتهوا بها إلى السماء الدنيا ، فيستفتحون له فيفتح لهم فيشيعه من كل سماء مقربوها إلى السماء التي تليها ، حتى ينتهى به إلى السماء السابعة فيقول الله - عز وجل - : اكتبوا كتاب عبدي في عليين ، وأعيدوه إلى الأرض ; فإني منها خلقتهم ، وفيها أعيدهم ، ومنها أخرجهم تارة أخرى . قال : فتعاد روحه في جسده فيأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له : من ربك ؟ فيقول : ربي الله . يقولان له : ما دينك ؟ فيقول : ديني الإسلام . فيقولان له : ما هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟ يقول : هو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . فيقولان له : وما علمك ؟ فيقول : قرأت كتاب الله فآمنت به وصدقت ، فينادي مناد من السماء أن صدق عبدي ، فأفرشوه من الجنة ، وألبسوه من الجنة ، وافتحوا له بابا إلى الجنة قال : فيأتيه من روحها وطيبها فيفسح له في قبره مد بصره . قال : ويأتيه رجل حسن الوجه ، حسن الثياب طيب الريح . فيقول : أبشر بالذي يسرك ، هذا يومك الذي كنت توعد فيقول له من أنت فوجهك الوجه ويجيء بالخير ، فيقول : أنا عملك الصالح . فيقول : رب ، أقم الساعة ، رب أقم الساعة حتى أرجع إلى أهلي ومالي . قال : وإن العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه من السماء ملائكة سود الوجوه ، معهم المسوح فيجلسون منه مد البصر ، ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول : أيتها النفس الخبيثة اخرجي إلى سخط من الله . قال : فتفرق في جسده فينتزعها كما ينزع السفود من الصوف المبلول ، فيأخذها وإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يجعلوها في تلك المسوح ، وتخرج منها كأنتن ريح جيفة وجدت على وجه الأرض ، فيصعدون بها فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا : ما هذا الروح الخبيث ؟ يقولون : فلان ابن فلان بأقبح أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا ، حتى ينتهى به إلى السماء الدنيا فيستفتح له ، فلا يفتح له ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم : استعيذوا بالله من عذاب القبر لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط فيقول الله عز وجل : اكتبوا كتابه في سجين ، في الأرض السفلى ، فتطرح روحه طرحا ، ثم قرأ : ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق فتعاد روحه في جسده ، ويأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له : من ربك ؟ يقول : هاه هاه ، لا أدري . فيقولان له : ما دينك ؟ فيقول : هاه هاه لا أدري . فيقولان : ما هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟ فيقول : هاه هاه لا أدري . فينادي مناد من السماء أن كذب فأفرشوه من النار وافتتحوا له بابا إلى النار فيأتيه حرها وسمومها ، ويضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه ، ويأتيه رجل قبيح الوجه ، قبيح الثياب ، منتن الريح ، فيقول : أبشر بالذي يسوءك ، هذا يومك الذي كنت توعد . فيقول : من أنت ، فوجهك الوجه يجيء بالشر ؟ فيقول : أنا عملك الخبيث ، فيقول : رب لا تقم الساعة . وفي رواية نحوه ، وزاد : خرجنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في جنازة رجل من . رواه إذا خرج روحه صلى عليه كل ملك بين السماء والأرض ، وكل ملك في السماء ، وفتحت له أبواب السماء ليس من أهل باب إلا وهم يدعون الله أن يعرج بروحه من قبلهم ، وتنزع نفسه يعني الكافر مع العروق فيلعنه كل ملك بين السماء والأرض ، وكل ملك في السماء ، وتغلق أبواب السماء ليس من أهل باب إلا وهم يدعون الله أن لا يعرج روحه من قبلهم أحمد .