الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 1204 ] 1666 - وعن جابر بن سمرة قال : أتي النبي صلى الله عليه وسلم بفرس معرور فركبه حين انصرف من جنازة ابن الدحداح ، ونحن نمشي حوله . رواه مسلم .

التالي السابق


1666 - ( وعن جابر بن سمرة قال : أتي ) بصيغة المجهول . ( النبي صلى الله عليه وسلم بفرس معرور ) أي : عار من السرج ونحوه . قال الطيبي : اعرورى الفرس أي : ركبه عريانا ، فالفارس معرور والفرس معرورى ، هذا هو القياس لكن الرواية صحت بالكسر ، وفي مختصر النهاية فرس معروري على المفعول لا سرج عليه ولا غيره ، اعرورى الفرس واعروريته ركبته عريانا لازم ومتعد اهـ . ويمكن أن يكون التقدير : وهو أي : الآتي بالفرس معرور . قال النووي : وهو بفتح الراء منونا ، وأما قول ابن حجر : وبه يرد قول بعضهم الرواية بالكسر والقياس الفتح ، فمردود ، ووجهه لا يخفى على طبع معقول ، وذوق مقبول . ( فركبه ) أي : النبي صلى الله عليه وسلم . ( حين انصرف من جنازة ابن الدحداح ) بفتح الدال ، وكونه ابن الدحداح كذا هو عن أبي داود والترمذي من طرق عن شعبة ، وعن عبد بن حميد وأحمد : أن الدحداح ، وفي أخرى : أم الدحداح ، وأبو الدحداح هذا لم يعرف له اسم ولا نسب ، غير أنه حليف الأنصار ، ويشكل على رواية أبي الدحداح ما أخرجه أبو نعيم : أنه عاش في زمن معاوية ، نعم ثابت بن الدحداح مات في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وهو يكنى أبا الدحداح ، لكن قال في الإصابة : الحق أنه غير هذا .

قال ابن الملك : يدل على جواز الركوب عند الانصراف من الجنازة ، وفيه أنه يجوز ركوبه عليه الصلاة والسلام لعذر لكن سيأتي دليل قولي على الجواز مطلقا ، وقال العلماء : لا يكره الركوب في الرجوع من الجنازة اتفاقا لانقضاء العبادة . ( ونحن نمشي حوله ) أي : بعضنا قدامه ، وبعضنا وراءه ، وبعضنا يمينه وبعضنا شماله . ( رواه مسلم ) قال ميرك : ورواه أبو داود ، والترمذي ، والنسائي بمعناه .




الخدمات العلمية