الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1752 - وعن أبي هريرة : أن رجلا قال له : مات ابن لي فوجدت عليه هل سمعت من خليلك صلوات الله عليه شيئا يطيب بأنفسنا عن موتانا ؟ قال : نعم . سمعته صلى الله عليه وسلم قال : صغارهم دعاميص الجنة ، يلقى أحدهم أباه فيأخذه بناحية ثوبه ، فلا يفارقه " حتى يدخله الجنة ، رواه مسلم ، وأحمد ، واللفظ له .

التالي السابق


1752 - ( وعن أبي هريرة : أن رجلا قال له ) أي : لأبي هريرة . ( مات ابن لي ) أي : صغير . ( فوجدت ) أي : حزنت . ( عليه ) حزنا شديدا . ( هل سمعت من خليلك صلوات الله عليه ) وفي نسخة : وسلامه . ( شيئا يطيب بأنفسنا ؟ ) بالتخفيف مع فتح أوله ، فالباء للتعدية ، وبالتشديد فالباء للتأكيد ، كما في قوله تعالى : ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ، وهزي إليك بجذع النخلة وهذه الزيادة أعني زيادة الباء في المفعول أمر مطرد عند أرباب العربية على ما ذكره المغني وأما قول ابن حجر : الباء زائدة عند من يرى زيادتها في الإثبات كالأخفش فوهم منه ، لانتقاله من الباء إلى من أي : يسليها . ( عن موتانا ) أي : من الصغار . ( قال : نعم . سمعته صلى الله عليه وسلم قال : صغارهم ) أي : صغار المسلمين . ( دعاميص الجنة ) في النهاية : جمع دعموص ، وهي دويبة تغوص في الماء ، وتكون في مستنقع الماء ، والدعموص أيضا الدخال في الأمور الدخول على الحرم ، ولا يحتجب منهم . ( يلقى أحدهم ) أي : أحد الصغار . ( أباه ) أي : فكيف أمه ؟ ! ولعل الاقتصار من أبي هريرة بمقتضى المقام ، أو منه صلى الله عليه وسلم اكتفاء بالدليل البرهاني على المرام . ( فيأخذ بناحية ثوبه ) أي : بطرفه . ( فلا يفارقه حتى يدخله ) الجنة . رواه مسلم ، وأحمد واللفظ له أي : لأحمد ، ولعل المصنف لهذا ذكر أحمد لأنه ملتزم أنه لا يذكر بعد الشيخين أحدا من المخرجين لظهور صحة الحديث إذا كان في الصحيحين .




الخدمات العلمية