الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
2451 - وعن قتادة - رضي الله عنه - بلغه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا رأى الهلال قال : ( هلال خير ورشد ، هلال خير ورشد ، هلال خير ورشد ، آمنت بالذي خلقك ) ثلاث مرات ، ثم يقول : ( الحمد لله الذي ذهب بشهر كذا ، وجاء بشهر كذا ) . رواه أبو داود .

التالي السابق


2451 - ( وعن قتادة ) : تابعي جليل ( بلغه ) : أي : من الصحابة أو من غيرهم ( أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا رأى الهلال قال ) : أي : بعد قوله : الله أكبر ، كما في رواية الدارمي .

من حديث ابن عمر . ( هلال خير ورشد ) : أي : هلال بركة في الرزق وهداية إلى القيام بعبادة الله تعالى ، فإنه ميقات الحج والصوم وغيرها . قال تعالى : يسألونك عن الأهلة الآية . قال ابن حجر : أي : أنت هلال للشهر الذي دخل علينا . أقول : أو هو فيكون ما بعده التفاتا وفي نسخة بالنصب ، فلعل التقدير أهله هلال خير ورشد . ( هلال خير ورشد ، هلال خير ورشد ) : كرره ثلاثا لأنه خبر بمعنى الدعاء ، ويصح بقاؤه على خبريته تفاؤلا بأن يكون الشهر عليه كذلك ، ( آمنت بالذي خلقك ) : فيه رد على من عبد القمر ( ثلاث مرات . ثم يقول " الحمد لله الذي ذهب بشهر كذا " ) : أي : صفر مثلا ( " وجاء بشهر كذا " ) أي : ربيع الأول مثلا . قال الطيبي : يراد به الثناء على قدرته ، فإنه مثل هذا الإذهاب العجيب ، وهذا المجيء الغريب لا يقدر عليه إلا الله تعالى ، [ ص: 1701 ] يراد به الشكر على ما أولى العباد بسبب الانتقال من النعم الدنيوية والدينية ما لا يحصى . ( رواه أبو داود ) . وروى الطبراني ، عن نافع بن خديج ولفظه : ( هلال خير ورشد ، اللهم إني أسألك من خير هذا الشهر وخير القدر ، وأعوذ بك من شره ) ثلاث مرات . وروى ابن أبي شيبة عن علي موقوفا : اللهم ارزقنا خيره ونصره وبركته وفتحه ونوره ، ونعوذ بك من شره وشر ما بعده .




الخدمات العلمية