الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
270 - وعن الحسن - رضي الله عنه - ، قال : العلم علمان : فعلم في القلب فذاك العلم النافع ، وعلم على اللسان فذلك حجة الله عز وجل على ابن آدم . رواه الدارمي .

التالي السابق


270 - ( وعن الحسن ) : أي : البصري ( قال : العلم ) : أي المعرفة أو العلم الشرعي ( علمان ) : أي : نوعان ( فعلم ) : الفاء تفصيلية أي : فنوع منه ( في القلب ) : أي : حاصل وداخل فيه لا يطلع عليه غير الله ( فذاك العلم النافع ) : إشارة إلى أنه في كمال العلو والرفعة لا يناله كل أحد ، وفي نسخة صحيحة : فذلك باللام ، ولعل الأولى أولى إيماء إلى أنه ينبغي أن يقرب المرء إلى العلم النافع ، كما أنه أورد في القسم الثاني ذلك بلا خلاف إيماء إلى أنه ينبغي أن يبعد عنه ، والفاء للسببية أي : فبسبب استقراره في القلب الذي هو محل حب الرب هو العلم النافع في الدارين ( وعلم على اللسان ) : أي : ونوع آخر من العلم جار على اللسان ظاهر عليه فقط ، ولكون ما فيه من الخطر لتعلقه بالخلق المقتضي للسمعة والرياء والمداهنة للأمراء قال ( فذلك ) : أي : فبسبب ذلك هو ( حجة الله عز وجل على ابن آدم ) ، لقوله تعالى لم تقولون ما لا تفعلون وقد يحمل الأول على علم الباطن ، والثاني على علم [ ص: 335 ] الظاهر ، لكن فيه أن لا يتحقق شيء من علم الباطن إلا بعد التحقق بإصلاح الظاهر كما أن علم الظاهر لا يتم إلا بإصلاح الباطن ، ولذا قال الإمام مالك : من تفقه ولم يتصوف فقد تفسق ، ومن تصوف ولم يتفقه فقد تزندق ، ومن جمع بينهما فقد تحقق ، وقال أبو طالب المكي : هما علمان أصليان لا يستغني أحدهما عن الآخر بمنزلة الإسلام والإيمان مرتبط كل منهما بالآخر ، كالجسم والقلب لا ينفك أحد عن صاحبه ، ( رواه الدارمي ) . أي : موقوفا عليه ، والمناسب لدأبه أن يقتصر ويقول : روى الأحاديث الستة الدارمي .




الخدمات العلمية