833 - والقرنا من استووا في السند والسن غالبا وقسمين اعدد 834 - مدبجا وهو إذا كل أخذ
عن آخر وغيره انفراد فذ
وحينئذ فالأول أخص منه ، فكل مدبج أقران ، ولا عكس . وفي الأول صنف كتابا حافلا في مجلد ، وفي الثاني صنف الدارقطني أبو الشيخ بن حيان الأصبهاني . وفيهما شيخنا ملخصا لذلك منهما ، فسمى الأول : ( التعريج على التدبيج ) ، والثاني : ( الأفنان في رواية الأقران ) ، ويسمى أيضا ( المخرج من المدبج ) . وأبو عبد الله محمد بن يعقوب بن يوسف بن الأخرم الشيباني
مثال الأول في الصحابة : أبو هريرة وعائشة ، روى كل منهما عن الآخر . وفي [ ص: 170 ] التابعين : الزهري وأبو الزبير كذلك . وفي أتباعهم : مالك كذلك . وفي أتباع الأتباع : والأوزاعي أحمد كذلك مع نزاع في كونهما قرينين . وفي المتأخرين : وابن المديني المزي كذلك ، وشيخنا والبرزالي والتقي الفاسي كذلك .
ومثال الثاني : رواية عن سليمان التيمي ; فقد قال مسعر الحاكم : لا أحفظ لمسعر عن التيمي رواية ، على أن غيره توقف في كون التيمي من أقران ، بل هو أكبر منه ، كما صرح به مسعر المزي وغيره . نعم ، روى كل من الثوري عن ومالك بن مغول ، وهم أقران ، مسعر عن والأعمش التيمي ، وهما قرينان ، والزين رضوان عن الرشيدي ، وهما قرينان من شيوخنا . وقد يجتمع جماعة من الأقران في سلسلة ; كرواية أحمد عن ، عن أبي خيثمة زهير بن حرب ، عن ابن معين ، عن علي بن المديني لحديث عبيد الله بن معاذ أبي بكر بن حفص عن أبي سلمة ، عن عائشة : ( كن أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - يأخذن من شعورهن حتى تكون كالوفرة ) . فالخمسة - كما قال الخطيب - أقران . ورواية عن ابن المسيب ابن عمرو ، عن عمر ، عن عثمان ، عن أبي بكر لحديث : ( ) . ففيه أربعة من الصحابة في نسق . وكذا اجتمع أربعة من الصحابة في عدة أحاديث بعضها في الصحيحين وغيرهما . وأفرد فيه كل من ما نجاة هذا الأمر عبد الغني بن سعيد المصري وأبي الحجاج يوسف بن خليل الدمشقي فيما سمعناه جزءا . بل اجتمع منهم خمسة في حديث : ( الموت كفارة لكل مسلم ) ، وذلك من رواية عن عمرو بن العاص ، عن عثمان بن عفان ، عن عمر بن الخطاب ، عن [ ص: 171 ] أبي بكر الصديق بلال . وهو غريب ; لاجتماع الخلفاء الثلاثة فيه . ويدخل في النوع قبله ودون هذين العددين مما أمثلته أكثر مما اجتمع فيه ثلاثة من الصحابة ; عن كمعاوية بن أبي سفيان مالك بن يخامر - على القول بصحبته - عن معاذ ، عن وكمعاوية بن خديج عن أخته معاوية بن أبي سفيان أم حبيبة . ثم مما أمثلته أكثر مما يدخل في هذا النوع وما لا يدخل ; كابن عمر عن كل من أبيه وأخته . وحفصة
وأما رواية الليث عن ، عن يحيى بن سعيد سعد بن إبراهيم ، عن ، عن نافع بن جبير بن مطعم عروة بن المغيرة بن شعبة ، عن أبيه لحديث : ( ) . ورواية اتبعت النبي - صلى الله عليه وسلم - بإداوة عن محمد بن عجلان ، عن محمد بن يحيى بن حبان ، عن عبد الله بن محيريز الصنابحي ، عن ، ففيهما أربعة من التابعين في نسق . ودون هذا العدد مما أمثلته أكثر ما اجتمع فيه ثلاثة منهم ; عبادة بن الصامت عن كالزهري عبد الملك بن أبي بكر بن الحارث بن هشام ، عن ، عن أبيه رضي الله عنه . وكذا خارجة بن زيد بن ثابت الأنصاري عن الزهري ، عن عمر بن عبد العزيز عبد الله بن إبراهيم بن قارظ ، عن رضي الله عنه . ثم ما اشتمل على اثنين ، وأكثر ما وجد منهم حسبما أشرت إليه في المرسل في نسق ; إما ستة أو سبعة . وفي أشباه ما ذكرته طول . أبي هريرة وللخطيب رواية التابعين بعضهم عن بعض ، وهو مع رواية الصحابة بعضهم عن بعض ، الذي علمت إفراد نوع منه بالتأليف أيضا مما لم يذكره وأتباعه ، ولكن قد استدركهما بعض المتأخرين عليه . ومن فوائدهما سوى ما تقدم الحرص على [ ص: 172 ] إضافة الشيء لراويه ، والرغبة في التواضع في العلم . ابن الصلاح