طبقات الرواة
992 - وللرواة طبقات تعرف بالسن والأخذ وكم مصنف 993 - يغلط فيها وابن سعد صنفا
فيها ولكن كم روى عن ضعفا
(
nindex.php?page=treesubj&link=29189طبقات الرواة ) وهو من المهمات ، وفائدته الأمن من تداخل المشتبهين
[ ص: 389 ] كالمتفقين في اسم أو كنية أو نحو ذلك كما بيناه في المتفق والمفترق ، وإمكان الاطلاع على تبين التدليس ، والوقوف على حقيقة المراد من العنعنة ، وبينه وبين التاريخ عموم وخصوص وجهي ، فيجتمعان في التعريف بالرواة ، وينفرد التاريخ بالحوادث والطبقات ، بما إذا كان في
البدريين مثلا من تأخرت وفاته عمن لم يشهدها ; لاستلزامه تقديم المتأخر الوفاة ، وقد فرق بينهما بعض المتأخرين بأن التاريخ ينظر فيه بالذات إلى المواليد والوفيات ، وبالعرض إلى الأحوال ،
nindex.php?page=treesubj&link=29189_29186والطبقات ينظر فيها بالذات إلى الأحوال ، وبالعرض إلى المواليد والوفيات ، ولكن الأول أشبه .
( وللرواة طبقات ) أي : مراتب وأصناف مختلفة ، جمع طبقة ; وهي في اللغة : القوم المتشابهون ، ( وتعرف ) في الاصطلاح ، ( بالسن ) أي : باشتراك المتعاصرين في السن ولو تقريبا ( و ) بـ ( الأخذ ) عن المشايخ ، وربما اكتفوا بالاشتراك في التلاقي ، وهو غالبا ملازم للاشتراك في السن .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=12795ابن الصلاح : والباحث الناظر في هذا الفن يحتاج معرفة المواليد والوفيات ، ومن أخذوا عنه ومن أخذ عنهم ونحو ذلك ، ورب شخصين يكونان من طبقة واحدة لتشابههما بالنسبة إلى جهة ، ومن طبقتين بالنسبة إلى جهة أخرى لا يتشابهان فيها ،
nindex.php?page=showalam&ids=9فأنس بن مالك الأنصاري رضي الله عنه وغيره من أصاغر الصحابة مع العشرة رضي الله عنهم ، وغيرهم من أكابر الصحابة من طبقة واحدة إذا نظرنا إلى تشابهم في أصل صفة الصحبة ، فعلى هذا
nindex.php?page=treesubj&link=29189فالصحابة بأسرهم طبقة أولى ، والتابعون طبقة ثانية ، وأتباع التابعين طبقة ثالثة ، وهلم جرا ، يعني كما صنع
nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان وغيره ، وإذا نظرنا إلى تفاوت الصحابة رضي الله عنهم في سوابقهم ومراتبهم كانوا على ما سبق ذكره ، يعني في الصحابة بضع عشرة طبقة ، ولا يكون عند هذا
أنس وغيره من أصاغر الصحابة من طبقة العشرة من
[ ص: 390 ] الصحابة ، بل دونهم بطبقات .
يعني كما فعل
ابن سعد في الصحابة ومن بعدهم حيث عدد الطبقات في كل منهم ، قال شيخنا : ولكل منهما وجه ، ومنهم من يجعل - كما قال
ابن كثير - كل طبقة أربعين سنة ، وقد يستشهد له بما يروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (
nindex.php?page=treesubj&link=29189إن طبقات أمتي خمس طبقات ، كل طبقة منها أربعون سنة ، فطبقتي وطبقة أصحاب أهل العلم والإيمان ، والذي يلونهم إلى الثمانين أهل البر والتقوى ، والذين يلونهم إلى العشرين ومائة أهل التراحم والتواصل ، والذين يلونهم إلى الستين - يعني ومائة - أهل التقاطع والتدابر ، والذين يلونهم إلى المائتين أهل الهرج والحروب ) . رواه
يزيد الرقاشي وأبو معن ، وكلاهما في
nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه ،
وعباد بن عبد الصمد أبو معمر ، كما في نسخة
nindex.php?page=showalam&ids=16838كامل بن طلحة ، ومن طريقه
الديلمي في مسنده ، ثلاثتهم - وهم ضعفاء - عن
أنس ، وكذا له شواهد ، كلها ضعاف ، منها أن
nindex.php?page=showalam&ids=16609علي بن حجر رواه عن
إبراهيم بن مطهر الفهري وليس بعمدة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11915أبي المليح بن أسامة الهذلي ، عن أبيه ، ومنها ما رواه
يحيى بن عنبسة القرشي - وهو تالف - عن
nindex.php?page=showalam&ids=16004الثوري ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16920محمد بن المنكدر ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله تعالى عنهما نحوه ، وإنما أوردته لكونه في إحدى السنن ، وكذا يستشهد لهذا النوع في الجملة بقوله صلى الله عليه وسلم : (
nindex.php?page=hadith&LINKID=929774nindex.php?page=treesubj&link=29189_31411_33964خير الناس قرني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ) . فذكر بعد قرنه قرنين أو ثلاثة .
( وكم ) مرة أو وقت ( مصنف ) من حفاظ الأئمة ( يغلط ) أو
nindex.php?page=treesubj&link=29189كم يغلط مصنف ( فيها ) ; لسبب الاشتباه في المتفقين حيث يظن أحدهما الآخر ، أو لسبب أن الشايع روايته عن أهل طبقة ربما يروي عن أقدم منها ، كما تقدم في آخر التابعين ،
[ ص: 391 ] أو لعدم تحقق طبقته فيذكره تخمينا على وجه التقريب ، كما اتفق للمقيدين في إدخال من ليس من الشافعية مثلا
nindex.php?page=showalam&ids=13615كابن هبيرة الحنبلي وأبي بكر الطرطوسي المالكي ، وكذا من الظن الغالب كونه مجتهدا
nindex.php?page=showalam&ids=12070كالبخاري فيهم ، وفي إدخال مصنف طبقات الحنفية
nindex.php?page=showalam&ids=16785الفخر الرازي الشافعي فيهم ; ولذا قال
nindex.php?page=showalam&ids=12795ابن الصلاح : إنه افتضح بسبب الجهل بها غير واحد من المصنفين .
وفيها تصانيف كثيرة
nindex.php?page=showalam&ids=12074لأبي عبيد القاسم بن سلام nindex.php?page=showalam&ids=16604وعلي بن المديني nindex.php?page=showalam&ids=12366وإبراهيم بن المنذر الحزامي nindex.php?page=showalam&ids=15835وخليفة بن خياط ومسلم nindex.php?page=showalam&ids=13237وأبي الحسن محمود بن إبراهيم بن سميع الدمشقي nindex.php?page=showalam&ids=12271وأبي بكر أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم بن البرقي nindex.php?page=showalam&ids=12083وأبي عروبة الحراني nindex.php?page=showalam&ids=11868وأبي الشيخ بن حيان وأبي عبد الله بن منده وأبي بكر بن مردويه nindex.php?page=showalam&ids=12231وأبي مسعود أحمد بن الفرات الرازي nindex.php?page=showalam&ids=14924وأبي الفضل الفلكي وأبي عبد الله ، أحمد بن إشكاب وأبي عبد الله محمد بن جعفر بن محمد بن غالب الوراق nindex.php?page=showalam&ids=15230وأبي إسحاق إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم المستملي البلخي ، في آخرين ، منهم من طول ، ومنهم من اختصر غير متقيدين أو متقيدين بالفقهاء ; إما مطلقا كالشيخ
nindex.php?page=showalam&ids=11815أبي إسحاق الشيرازي ، أو مقيدا بمذهب كـ ( المدارك )
nindex.php?page=showalam&ids=14961للقاضي عياض ، والحنابلة للقاضي
أبي يعلى ثم
ابن رجب ، والشافعية لخلق ، أو بالحفاظ أو بالقراء
كالذهبي في كل منهما ،
nindex.php?page=showalam&ids=12111للداني ثم
ابن الجزري في القراء أيضا أن بالنحاة
كالقفطي nindex.php?page=showalam&ids=100وابن مكتوم ، أو بالبلاد كطبقات
المكيين المتأخرين
للقاضي بن مفرج ، أو
النيسابوريين للحاكم ، أو بغير ذلك ، كله مما بسطته في غير هذا المحل .
[ ص: 392 ] (
وابن سعد ) بن منيع ، وهو أبو عبد الله محمد الهاشمي ، مولاهم البصري الحافظ نزيل
بغداد وكاتب
nindex.php?page=showalam&ids=15472محمد بن عمر بن واقد الأسلمي الواقدي أيضا ( صنفا فيها ) أي : في الطبقات ثلاثة تصانيف ، والكبير منها كتاب حفيل جليل كثير الفائدة ، أثنى عليه وعلى مصنفه
الخطيب فقال : كان من أهل العلم والفضل ، صنف كتابا كبيرا في طبقات الصحابة والتابعين إلى وقته ، فأجاد فيه وأحسن . انتهى .
وهو في نفسه ثقة ( ولكن
nindex.php?page=treesubj&link=29189كم روى ) في كتابه المذكور ( عن ) أناس ( ضعفا ) ، منهم شيخه
nindex.php?page=showalam&ids=15472الواقدي مقتصرا كثيرا على اسمه واسم أبيه من غير تمييز بنسبته ولا غيرها ، ومنهم
هشام بن محمد بن السائب ، فأكثر عنهما ، ومنهم
نصر بن باب أبو سهل الخراساني مع قوله فيه : إنه نزل
بغداد فسمعوا منه ورووا عنه ، ثم حدث عن
إبراهيم الصائغ فاتهموه ، فتركوا حديثه ،
nindex.php?page=treesubj&link=29189والمرء قد يضعف بالرواية عن الضعفاء مثل هؤلاء ، لا سيما مع عدم تمييزهم ومع الاستغناء عنهم بمن عنده من الثقات الأئمة ، ولا شك أن من شيوخ
ابن سعد [
هشيما nindex.php?page=showalam&ids=15500والوليد بن مسلم nindex.php?page=showalam&ids=16008وابن عيينة nindex.php?page=showalam&ids=13382وابن علية nindex.php?page=showalam&ids=12523وابن أبي فديك ،
nindex.php?page=showalam&ids=12049وأبا ضمرة أنس بن عياض nindex.php?page=showalam&ids=17376ويزيد بن هارون nindex.php?page=showalam&ids=17126ومعن بن عيسى nindex.php?page=showalam&ids=11928وأبا الوليد الطيالسي ،
ووكيعا nindex.php?page=showalam&ids=11798وأبا أحمد الزبيري وغيرهم ؟ ؟ ؟ ] ، وكتب عن أقرانه ومن هو أصغر منه ، على أن
أحمد بن كامل قال : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=14130الحسين بن فهم يقول : كنت عند
nindex.php?page=showalam&ids=17095مصعب الزبيري ، فمر بنا
nindex.php?page=showalam&ids=17336ابن معين فقال له
مصعب : يا
أبا زكريا ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16965محمد بن سعد الكاتب بكذا وكذا . فقال
يحيى : كذب ، ولكن قد قال
الخطيب : أظن الحديث الذي ذكره
مصعب عنه
nindex.php?page=showalam&ids=17336لابن معين من المناكير التي يرويها
nindex.php?page=showalam&ids=15472الواقدي ، وإلا فقد قال
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم : سألت أبي عنه . فقال : يصدق ، رأيته جاء إلى
القواريري وسأله عن أحاديث فحدثه . قال
الخطيب : وهو عندنا من أهل العدالة ، وحديثه يدل على صدقه ; فإنه يتحرى في كثير من رواياته . وقال
ابن فهم : كان كثير العلم والكتب والحديث والغريب والفقه . وقال
الذهبي : ظهرت فضائله ومعرفته الواسعة ، وقد أخرج له
أبو داود في سننه عن واحد عنه حكاية ،
[ ص: 393 ] مات
ببغداد في جمادى الآخرة سنة ثلاثين ومائتين ، وهو ابن اثنتين وستين سنة .
تنبيه : كذا وقع في النسخ المتداولة من النظم : ( وكم مصنف ) بالرفع ، فخرجناه على إحدى الروايات في قوله :
كم عمة لك يا جرير وخالة فدعاء قد حلبت علي عشاري
وعلى أنه فاعل ( يغلط ) قدم لضيق النظم ، والجملة خبرية ، ولكن قد عزى
البرهان الحلبي لخط الناظم ما لا يحتاج معه إلى مزيد تكلف فقال :
وللرواة طبقات فاعرف بالسن والأخذ وكم مصنف
.
طَبَقَاتُ الرُّوَاةِ
992 - وَلِلرُّوَاةِ طَبَقَاتٌ تُعْرَفُ بِالسِّنِّ وَالْأَخْذِ وَكَمْ مُصَنِّفُ 993 - يَغْلَطُ فِيهَا وَابْنُ سَعْدٍ صَنَّفَا
فِيهَا وَلَكِنْ كَمْ رَوَى عَنْ ضُعَفَا
(
nindex.php?page=treesubj&link=29189طَبَقَاتُ الرُّوَاةِ ) وَهُوَ مِنَ الْمُهِمَّاتِ ، وَفَائِدَتُهُ الْأَمْنُ مِنْ تَدَاخُلِ الْمُشْتَبِهِينَ
[ ص: 389 ] كَالْمُتَّفِقِينَ فِي اسْمٍ أَوْ كُنْيَةٍ أَوْ نَحْوِ ذَلِكَ كَمَا بَيَّنَّاهُ فِي الْمُتَّفِقِ وَالْمُفْتَرِقِ ، وَإِمْكَانُ الِاطِّلَاعِ عَلَى تَبَيُّنِ التَّدْلِيسِ ، وَالْوُقُوفُ عَلَى حَقِيقَةِ الْمُرَادِ مِنَ الْعَنْعَنَةِ ، وَبَيْنَهُ وَبَيْنَ التَّارِيخِ عُمُومٌ وَخُصُوصٌ وَجْهِيٌّ ، فَيَجْتَمِعَانِ فِي التَّعْرِيفِ بِالرُّوَاةِ ، وَيَنْفَرِدُ التَّارِيخُ بِالْحَوَادِثِ وَالطَّبَقَاتِ ، بِمَا إِذَا كَانَ فِي
الْبَدْرِيِّينَ مَثَلًا مَنْ تَأَخَّرَتْ وَفَاتُهُ عَمَّنْ لَمْ يَشْهَدْهَا ; لِاسْتِلْزَامِهِ تَقْدِيمَ الْمُتَأَخِّرِ الْوَفَاةِ ، وَقَدْ فَرَّقَ بَيْنَهُمَا بَعْضُ الْمُتَأَخِّرِينَ بِأَنَّ التَّارِيخَ يُنْظَرُ فِيهِ بِالذَّاتِ إِلَى الْمَوَالِيدِ وَالْوَفَيَاتِ ، وَبِالْعَرَضِ إِلَى الْأَحْوَالِ ،
nindex.php?page=treesubj&link=29189_29186وَالطَّبَقَاتِ يُنْظَرُ فِيهَا بِالذَّاتِ إِلَى الْأَحْوَالِ ، وَبِالْعَرَضِ إِلَى الْمَوَالِيدِ وَالْوَفَيَاتِ ، وَلَكِنَّ الْأَوَّلَ أَشْبَهُ .
( وَلِلرُّوَاةِ طَبَقَاتٌ ) أَيْ : مَرَاتِبُ وَأَصْنَافٌ مُخْتَلِفَةٌ ، جَمْعُ طَبَقَةٍ ; وَهِيَ فِي اللُّغَةِ : الْقَوْمُ الْمُتَشَابِهُونَ ، ( وَتُعْرَفُ ) فِي الِاصْطِلَاحِ ، ( بِالسِّنِّ ) أَيْ : بِاشْتِرَاكِ الْمُتَعَاصِرِينَ فِي السِّنِّ وَلَوْ تَقْرِيبًا ( وَ ) بِـ ( الْأَخْذِ ) عَنِ الْمَشَايِخِ ، وَرُبَّمَا اكْتَفَوْا بِالِاشْتِرَاكِ فِي التَّلَاقِي ، وَهُوَ غَالِبًا مُلَازِمٌ لِلِاشْتِرَاكِ فِي السِّنِّ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12795ابْنُ الصَّلَاحِ : وَالْبَاحِثُ النَّاظِرُ فِي هَذَا الْفَنِّ يَحْتَاجُ مَعْرِفَةَ الْمَوَالِيدِ وَالْوَفَيَاتِ ، وَمَنْ أَخَذُوا عَنْهُ وَمَنْ أَخَذَ عَنْهُمْ وَنَحْوُ ذَلِكَ ، وَرُبَّ شَخْصَيْنِ يَكُونَانِ مِنْ طَبَقَةٍ وَاحِدَةٍ لِتَشَابُهِهِمَا بِالنِّسْبَةِ إِلَى جِهَةٍ ، وَمِنْ طَبَقَتَيْنِ بِالنِّسْبَةِ إِلَى جِهَةٍ أُخْرَى لَا يَتَشَابَهَانِ فِيهَا ،
nindex.php?page=showalam&ids=9فَأَنَسُ بْنُ مَالِكٍ الْأَنْصَارِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَغَيْرُهُ مِنْ أَصَاغِرَ الصَّحَابَةِ مَعَ الْعَشَرَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ ، وَغَيْرُهُمْ مِنْ أَكَابِرَ الصَّحَابَةِ مِنْ طَبَقَةٍ وَاحِدَةٍ إِذَا نَظَرْنَا إِلَى تَشَابُهِمْ فِي أَصْلِ صِفَةِ الصُّحْبَةِ ، فَعَلَى هَذَا
nindex.php?page=treesubj&link=29189فَالصَّحَابَةُ بِأَسْرِهِمْ طَبَقَةٌ أُولَى ، وَالتَّابِعُونَ طَبَقَةٌ ثَانِيَةٌ ، وَأَتْبَاعُ التَّابِعِينَ طَبَقَةٌ ثَالِثَةٌ ، وَهَلُمَّ جَرًّا ، يَعْنِي كَمَا صَنَعَ
nindex.php?page=showalam&ids=13053ابْنُ حِبَّانَ وَغَيْرُهُ ، وَإِذَا نَظَرْنَا إِلَى تَفَاوُتِ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ فِي سَوَابِقِهِمْ وَمَرَاتِبِهِمْ كَانُوا عَلَى مَا سَبَقَ ذِكْرُهُ ، يَعْنِي فِي الصَّحَابَةِ بِضْعَ عَشْرَةَ طَبَقَةً ، وَلَا يَكُونُ عِنْدَ هَذَا
أَنَسٌ وَغَيْرُهُ مِنْ أَصَاغِرَ الصَّحَابَةِ مِنْ طَبَقَةِ الْعَشَرَةِ مِنَ
[ ص: 390 ] الصَّحَابَةِ ، بَلْ دُونَهُمْ بِطَبَقَاتٍ .
يَعْنِي كَمَا فَعَلَ
ابْنُ سَعْدٍ فِي الصَّحَابَةِ وَمَنْ بَعْدَهُمْ حَيْثُ عَدَّدَ الطَّبَقَاتِ فِي كُلٍّ مِنْهُمْ ، قَالَ شَيْخُنَا : وَلِكُلٍّ مِنْهُمَا وَجْهٌ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَجْعَلُ - كَمَا قَالَ
ابْنُ كَثِيرٍ - كُلَّ طَبَقَةٍ أَرْبَعِينَ سَنَةً ، وَقَدْ يَسْتَشْهِدُ لَهُ بِمَا يُرْوَى أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (
nindex.php?page=treesubj&link=29189إِنَّ طَبَقَاتِ أُمَّتِي خَمْسُ طَبَقَاتٍ ، كُلُّ طَبَقَةٍ مِنْهَا أَرْبَعُونَ سَنَةً ، فَطَبَقَتِي وَطَبَقَةُ أَصْحَابِ أَهْلِ الْعِلْمِ وَالْإِيمَانِ ، وَالَّذِي يَلُونَهُمْ إِلَى الثَّمَانِينَ أَهْلُ الْبِرِّ وَالتَّقْوَى ، وَالَّذِينَ يَلُونَهُمْ إِلَى الْعِشْرِينَ وَمِائَةٍ أَهْلُ التَّرَاحُمِ وَالتَّوَاصُلِ ، وَالَّذِينَ يَلُونَهُمْ إِلَى السِّتِّينَ - يَعْنِي وَمِائَةٍ - أَهْلُ التَّقَاطُعِ وَالتَّدَابُرِ ، وَالَّذِينَ يَلُونَهُمْ إِلَى الْمِائَتَيْنِ أَهْلُ الْهَرَجِ وَالْحُرُوبِ ) . رَوَاهُ
يَزِيدٌ الرَّقَاشِيُّ وَأَبُو مَعْنٍ ، وَكِلَاهُمَا فِي
nindex.php?page=showalam&ids=13478ابْنِ مَاجَهْ ،
وَعَبَّادُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ أَبُو مَعْمَرٍ ، كَمَا فِي نُسْخَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=16838كَامِلِ بْنِ طَلْحَةَ ، وَمِنْ طَرِيقِهِ
الدَّيْلَمِيُّ فِي مُسْنَدِهِ ، ثَلَاثَتُهُمْ - وَهُمْ ضُعَفَاءُ - عَنْ
أَنَسٍ ، وَكَذَا لَهُ شَوَاهِدُ ، كُلُّهَا ضِعَافٌ ، مِنْهَا أَنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=16609عَلِيَّ بْنَ حُجْرٍ رَوَاهُ عَنْ
إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُطَهَّرٍ الْفِهْرِيِّ وَلَيْسَ بِعُمْدَةٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=11915أَبِي الْمُلَيْحِ بْنِ أُسَامَةَ الْهُذَلِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، وَمِنْهَا مَا رَوَاهُ
يَحْيَى بْنُ عَنْبَسَةَ الْقُرَشِيُّ - وَهُوَ تَالِفٌ - عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=16004الثَّوْرِيِّ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16920مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا نَحْوَهُ ، وَإِنَّمَا أَوْرَدْتُهُ لِكَوْنِهِ فِي إِحْدَى السُّنَنِ ، وَكَذَا يُسْتَشْهَدُ لِهَذَا النَّوْعِ فِي الْجُمْلَةِ بِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (
nindex.php?page=hadith&LINKID=929774nindex.php?page=treesubj&link=29189_31411_33964خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ) . فَذَكَرَ بَعْدَ قَرْنِهِ قَرْنَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةً .
( وَكَمْ ) مَرَّةٍ أَوْ وَقْتٍ ( مُصَنِّفُ ) مِنْ حُفَّاظِ الْأَئِمَّةِ ( يَغْلَطُ ) أَوْ
nindex.php?page=treesubj&link=29189كَمْ يَغْلَطُ مُصَنِّفٌ ( فِيهَا ) ; لِسَبَبِ الِاشْتِبَاهِ فِي الْمُتَّفِقِينَ حَيْثُ يَظُنُّ أَحَدَهُمَا الْآخَرَ ، أَوْ لِسَبَبٍ أَنَّ الشَّايِعَ رِوَايَتُهُ عَنْ أَهْلِ طَبَقَةٍ رُبَّمَا يَرْوِي عَنْ أَقْدَمَ مِنْهَا ، كَمَا تَقَدَّمَ فِي آخِرِ التَّابِعِينَ ،
[ ص: 391 ] أَوْ لِعَدَمِ تَحَقُّقِ طَبَقَتِهِ فَيَذْكُرُهُ تَخْمِينًا عَلَى وَجْهِ التَّقْرِيبِ ، كَمَا اتَّفَقَ لِلْمُقَيَّدِينَ فِي إِدْخَالِ مَنْ لَيْسَ مِنَ الشَّافِعِيَّةِ مَثَلًا
nindex.php?page=showalam&ids=13615كَابْنِ هُبَيْرَةَ الْحَنْبَلِيِّ وَأَبِي بَكْرٍ الطَّرْطُوسِيِّ الْمَالِكِيِّ ، وَكَذَا مِنَ الظَّنِّ الْغَالِبِ كَوْنُهُ مُجْتَهِدًا
nindex.php?page=showalam&ids=12070كَالْبُخَارِيِّ فِيهِمْ ، وَفِي إِدْخَالِ مُصَنِّفِ طَبَقَاتِ الْحَنَفِيَّةِ
nindex.php?page=showalam&ids=16785الْفَخْرَ الرَّازِيَّ الشَّافِعِيَّ فِيهِمْ ; وَلِذَا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12795ابْنُ الصَّلَاحِ : إِنَّهُ افْتَضَحَ بِسَبَبِ الْجَهْلِ بِهَا غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ الْمُصَنِّفِينَ .
وَفِيهَا تَصَانِيفُ كَثِيرَةٌ
nindex.php?page=showalam&ids=12074لِأَبِي عُبَيْدٍ الْقَاسِمِ بْنِ سَلَّامٍ nindex.php?page=showalam&ids=16604وَعَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ nindex.php?page=showalam&ids=12366وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيِّ nindex.php?page=showalam&ids=15835وَخَلِيفَةَ بْنِ خَيَّاطٍ وَمُسْلِمٍ nindex.php?page=showalam&ids=13237وَأَبِي الْحَسَنِ مَحْمُودِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سُمَيْعٍ الدِّمَشْقِيِّ nindex.php?page=showalam&ids=12271وَأَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ الْبَرْقِيِّ nindex.php?page=showalam&ids=12083وَأَبِي عَرُوبَةَ الْحَرَّانِيِّ nindex.php?page=showalam&ids=11868وَأَبِي الشَّيْخِ بْنِ حَيَّانَ وَأَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَنْدَهْ وَأَبِي بَكْرِ بْنِ مَرْدُوَيْهِ nindex.php?page=showalam&ids=12231وَأَبِي مَسْعُودٍ أَحْمَدَ بْنِ الْفُرَاتِ الرَّازِيِّ nindex.php?page=showalam&ids=14924وَأَبِي الْفَضْلِ الْفَلَكِيِّ وَأَبِي عَبْدِ اللَّهِ ، أَحْمَدَ بْنِ إِشْكَابٍ وَأَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ الْوَرَّاقِ nindex.php?page=showalam&ids=15230وَأَبِي إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْمُسْتَمْلِي الْبَلْخِيِّ ، فِي آخَرِينَ ، مِنْهُمْ مَنْ طَوَّلَ ، وَمِنْهُمْ مَنِ اخْتَصَرَ غَيْرَ مُتَقَيِّدِينَ أَوْ مُتَقَيِّدِينَ بِالْفُقَهَاءِ ; إِمَّا مُطْلَقًا كَالشَّيْخِ
nindex.php?page=showalam&ids=11815أَبِي إِسْحَاقَ الشِّيرَازِيِّ ، أَوْ مُقَيَّدًا بِمَذْهَبٍ كَـ ( الْمَدَارِكِ )
nindex.php?page=showalam&ids=14961لِلْقَاضِي عِيَاضٍ ، وَالْحَنَابِلَةِ لِلْقَاضِي
أَبِي يَعْلَى ثُمَّ
ابْنِ رَجَبٍ ، وَالشَّافِعِيَّةِ لِخَلْقٍ ، أَوْ بِالْحُفَّاظِ أَوْ بِالْقُرَّاءِ
كَالذَّهَبِيِّ فِي كُلٍّ مِنْهُمَا ،
nindex.php?page=showalam&ids=12111لِلدَّانِيِّ ثُمَّ
ابْنِ الْجَزْرِيِّ فِي الْقُرَّاءِ أَيْضًا أَنَّ بِالنُّحَاةِ
كَالْقِفْطِيِّ nindex.php?page=showalam&ids=100وَابْنِ مَكْتُومٍ ، أَوْ بِالْبِلَادِ كَطَبَقَاتِ
الْمَكِّيِّينَ الْمُتَأَخِّرِينَ
لِلْقَاضِي بْنِ مُفَرِّجٍ ، أَوِ
النَّيْسَابُورِيِّينَ لِلِحَاكُمِ ، أَوْ بِغَيْرِ ذَلِكَ ، كُلُّهُ مِمَّا بَسَطْتُهُ فِي غَيْرِ هَذَا الْمَحَلِّ .
[ ص: 392 ] (
وَابْنُ سَعْدٍ ) بْنِ مَنِيعٍ ، وَهُوَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدٌ الْهَاشِمِيُّ ، مَوْلَاهُمُ الْبَصْرِيُّ الْحَافِظُ نَزِيلُ
بَغْدَادَ وَكَاتِبُ
nindex.php?page=showalam&ids=15472مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ وَاقِدٍ الْأَسْلَمِيِّ الْوَاقِدِيِّ أَيْضًا ( صَنَّفَا فِيهَا ) أَيْ : فِي الطَّبَقَاتِ ثَلَاثَةَ تَصَانِيفَ ، وَالْكَبِيرُ مِنْهَا كِتَابٌ حَفِيلٌ جَلِيلٌ كَثِيرُ الْفَائِدَةِ ، أَثْنَى عَلَيْهِ وَعَلَى مُصَنِّفِهِ
الْخَطِيبُ فَقَالَ : كَانَ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ وَالْفَضْلِ ، صَنَّفَ كِتَابًا كَبِيرًا فِي طَبَقَاتِ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ إِلَى وَقْتِهِ ، فَأَجَادَ فِيهِ وَأَحْسَنَ . انْتَهَى .
وَهُوَ فِي نَفْسِهِ ثِقَةٌ ( وَلَكِنْ
nindex.php?page=treesubj&link=29189كَمْ رَوَى ) فِي كِتَابِهِ الْمَذْكُورِ ( عَنْ ) أُنَاسٍ ( ضُعَفَا ) ، مِنْهُمْ شَيْخُهُ
nindex.php?page=showalam&ids=15472الْوَاقِدِيُّ مُقْتَصِرًا كَثِيرًا عَلَى اسْمِهِ وَاسْمِ أَبِيهِ مِنْ غَيْرِ تَمْيِيزٍ بِنِسْبَتِهِ وَلَا غَيْرِهَا ، وَمِنْهُمْ
هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ ، فَأَكْثَرَ عَنْهُمَا ، وَمِنْهُمْ
نَصْرُ بْنُ بَابٍ أَبُو سَهْلٍ الْخُرَاسَانِيُّ مَعَ قَوْلِهِ فِيهِ : إِنَّهُ نَزَلَ
بَغْدَادَ فَسَمِعُوا مِنْهُ وَرَوَوْا عَنْهُ ، ثُمَّ حَدَّثَ عَنْ
إِبْرَاهِيمَ الصَّائِغِ فَاتَّهَمُوهُ ، فَتَرَكُوا حَدِيثَهُ ،
nindex.php?page=treesubj&link=29189وَالْمَرْءُ قَدْ يُضَعَّفُ بِالرِّوَايَةِ عَنِ الضُّعَفَاءِ مِثْلِ هَؤُلَاءِ ، لَا سِيَّمَا مَعَ عَدَمِ تَمْيِيزِهِمْ وَمَعَ الِاسْتِغْنَاءِ عَنْهُمْ بِمَنْ عِنْدَهُ مِنَ الثِّقَاتِ الْأَئِمَّةِ ، وَلَا شَكَ أَنَّ مِنْ شُيُوخِ
ابْنِ سَعْدٍ [
هُشْيَمًا nindex.php?page=showalam&ids=15500وَالْوَلِيدَ بْنَ مُسْلِمٍ nindex.php?page=showalam&ids=16008وَابْنَ عُيَيْنَةَ nindex.php?page=showalam&ids=13382وَابْنَ عُلَيَّةَ nindex.php?page=showalam&ids=12523وَابْنَ أَبِي فُدَيْكٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12049وَأَبَا ضَمْرَةَ أَنَسَ بْنَ عِيَاضٍ nindex.php?page=showalam&ids=17376وَيَزِيدَ بْنَ هَارُونَ nindex.php?page=showalam&ids=17126وَمَعْنَ بْنَ عِيسَى nindex.php?page=showalam&ids=11928وَأَبَا الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيَّ ،
وَوَكِيعًا nindex.php?page=showalam&ids=11798وَأَبَا أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيَّ وَغَيْرَهُمْ ؟ ؟ ؟ ] ، وَكَتَبَ عَنْ أَقْرَانِهِ وَمَنْ هُوَ أَصْغَرُ مِنْهُ ، عَلَى أَنَّ
أَحْمَدَ بْنَ كَامِلٍ قَالَ : سَمِعْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=14130الْحُسَيْنَ بْنَ فَهْمٍ يَقُولُ : كُنْتُ عِنْدَ
nindex.php?page=showalam&ids=17095مُصْعَبٍ الزُّبَيْرِيِّ ، فَمَرَّ بِنَا
nindex.php?page=showalam&ids=17336ابْنُ مَعِينٍ فَقَالَ لَهُ
مُصْعَبٌ : يَا
أَبَا زَكَرِيَّا ، حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16965مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْكَاتِبُ بِكَذَا وَكَذَا . فَقَالَ
يَحْيَى : كَذَبَ ، وَلَكِنْ قَدْ قَالَ
الْخَطِيبُ : أَظُنُّ الْحَدِيثَ الَّذِي ذَكَرَهُ
مُصْعَبٌ عَنْهُ
nindex.php?page=showalam&ids=17336لِابْنِ مَعِينٍ مِنَ الْمَنَاكِيرِ الَّتِي يَرْوِيهَا
nindex.php?page=showalam&ids=15472الْوَاقِدِيُّ ، وَإِلَّا فَقَدْ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ : سَأَلْتُ أَبِي عَنْهُ . فَقَالَ : يَصْدُقُ ، رَأَيْتُهُ جَاءَ إِلَى
الْقَوَارِيرِيِّ وَسَأَلَهُ عَنْ أَحَادِيثَ فَحَدَّثَهُ . قَالَ
الْخَطِيبُ : وَهُوَ عِنْدَنَا مِنْ أَهْلِ الْعَدَالَةِ ، وَحَدِيثُهُ يَدُلُّ عَلَى صِدْقِهِ ; فَإِنَّهُ يَتَحَرَّى فِي كَثِيرٍ مِنْ رِوَايَاتِهِ . وَقَالَ
ابْنُ فَهْمٍ : كَانَ كَثِيرَ الْعِلْمِ وَالْكُتُبِ وَالْحَدِيثِ وَالْغَرِيبِ وَالْفِقْهِ . وَقَالَ
الذَّهَبِيُّ : ظَهَرَتْ فَضَائِلُهُ وَمَعْرِفَتُهُ الْوَاسِعَةُ ، وَقَدْ أَخْرَجَ لَهُ
أَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ عَنْ وَاحِدٍ عَنْهُ حِكَايَةً ،
[ ص: 393 ] مَاتَ
بِبَغْدَادَ فِي جُمَادَى الْآخِرَةِ سَنَةَ ثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ ، وَهُوَ ابْنُ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ سَنَةً .
تَنْبِيهٌ : كَذَا وَقَعَ فِي النُّسَخِ الْمُتَدَاوَلَةِ مِنَ النَّظْمِ : ( وَكَمْ مُصَنَّفٌ ) بِالرَّفْعِ ، فَخَرَّجْنَاهُ عَلَى إِحْدَى الرِّوَايَاتِ فِي قَوْلِهِ :
كَمْ عَمَّةٌ لَكَ يَا جَرِيرُ وَخَالَةٌ فَدْعَاءَ قَدْ حَلَبَتْ عَلَيَّ عِشَارِي
وَعَلَى أَنَّهُ فَاعِلُ ( يَغْلَطُ ) قُدِّمَ لِضِيقِ النَّظْمِ ، وَالْجُمْلَةُ خَبَرِيَّةٌ ، وَلَكِنْ قَدْ عَزَى
الْبُرْهَانُ الْحَلَبِيُّ لِخَطِّ النَّاظِمِ مَا لَا يُحْتَاجُ مَعَهُ إِلَى مَزِيدِ تَكَلُّفٍ فَقَالَ :
وَلِلرُّوَاةِ طَبَقَاتٌ فَاعْرِفِ بِالسِّنِّ وَالْأَخْذِ وَكَمْ مُصَنِّفِ
.