الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                  صفحة جزء
                                                                  10595 - حدثنا أحمد بن رشدين ، ثنا أبو صالح الحراني ، سنة ثلاثة وعشرين ومائتين ، ثنا حيان بن عبيد الله بن زهير المصري أبو زهير منذ ستين سنة قال : سألت الضحاك بن مزاحم عن قوله ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير ، وعن قوله إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون ، وعن قوله إنا كل شيء خلقناه بقدر ، فقال : قال ابن عباس : " إن الله عز وجل خلق العرش فاستوى عليه ، ثم خلق القلم فأمره ليجري بإذنه ، وعظم القلم ما بين السماء والأرض ، فقال القلم : بم يا رب أجري ؟ قال : بما أنا خالق ، وكان في خلقي من قطر ، أو نبات ، أو نفس ، أو أثر ، يعني به العمل أو الرزق أو الأجل ، فجرى القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة ، فأثبته الله في الكتاب المكنون عنده تحت العرش ، وأما قوله إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون ، فإن الله وكل ملائكة يستنسخون من ذلك الكتاب كل عام في رمضان - ليلة القدر - ما يكون في الأرض من حدث إلى مثلها من السنة المقبلة ، يتعارضون به حفظة الله على العباد كل عشية خميس ، فيجدون ما رفع الحفظة موافقا لما في كتابهم ذلك ، ليس فيه زيادة ولا نقصان ، وأما قوله إنا كل شيء خلقناه بقدر ، فإن الله خلق لكل شيء ما يشاكله من خلقه ، وما يصلحه من رزقه ، وخلق البعير خلقا ، لا يصلح شيئا من خلقه على غيره من الدواب ، وكذلك كل شيء من خلقه ، وخلق لدواب البر وطيرها من الرزق ما يصلحها في البر ، وخلق لدواب البحر وطيرها من الرزق ما يصلحها في البحر ، فذلك قوله إنا كل شيء خلقناه بقدر " .

                                                                  التالي السابق


                                                                  الخدمات العلمية