10606  - حدثنا  أبو مسلم الكشي  ، ثنا عبد الله بن رجاء  ، ثنا مصعب بن سوار  ، عن أبي يحيى القتات  ، عن  ميمون بن مهران  ، عن  ابن عباس  رضي الله عنهما قال : " لما بعث الله عز وجل موسى  عليه السلام ، وأنزل عليه التوراة ، قال : اللهم إنك رب عظيم ، ولو شئت أن تطاع لأطعت  ، ولو  [ ص: 261 ] شئت أن لا تعصى ما عصيت ، وأنت تحب أن تطاع ، وأنت في ذلك تعصى ، فكيف هذا يا رب ؟ فأوحى الله عز وجل إليه : إني لا أسأل عما أفعل ، وهم يسألون ، فانتهى موسى  عليه السلام ، فلما بعث الله عز وجل عزيرا  ، وأنزل عليه التوراة بعدما كان قد رفعها على بني إسرائيل  ، حتى قال من قال : إنه ابن الله ، قال : اللهم إنك رب عظيم ، لو شئت أن تطاع لأطعت ، ولو شئت أن لا تعصى ما عصيت ، وأنت تحب أن تطاع ، وأنت في ذلك تعصى ، فكيف يا رب ؟ فأوحى الله إليه : إني لا أسأل عما أفعل ، وهم يسألون ، فأبت نفسه حتى سأل أيضا ، فقال : اللهم أنت رب عظيم ، لو شئت أن لا تعصى ما عصيت ، وأنت تحب أن تطاع ، وأنت تعصى ، فكيف هذا يا رب ؟ فأوحى الله : إليه : إني لا أسأل عما أفعل ، وهم يسألون ، فأبت نفسه حتى سأل أيضا ، فقال : أتستطيع أن تصر صرة من الشمس ؟ قال : لا ، قال : فتستطيع أن تجيء بمكيال من ريح ؟ قال : لا ، قال : أفتستطيع أن تجيء بمثقال من نور ؟ قال : لا ، أفتستطيع أن تجيء بقيراط من نور ؟ قال : لا ، قال : فهكذا لا تقدر على الذي سألت عنه ، إني لا أسأل عما أفعل ، وهم يسألون ، أما إني لا أجعل عقوبتك إلا أن أمحي اسمك من الأنبياء فلا تذكر فيهم ، فمحا اسمه من الأنبياء ، فليس يذكر فيهم وهو نبي ، فلما بعث الله عيسى  عليه السلام ، ورأى منزلته من ربه ، وعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل ، ويبرئ الأكمه والأبرص ، ويحيي الموتى ، وينبئهم بما يأكلون وما يدخرون في بيوتهم ، قال : اللهم إنك رب عظيم ، لو شئت أن تطاع لأطعت ، ولو شئت أن لا تعصى ما عصيت ، وأنت تحب أن تطاع ، وأنت في ذلك تعصى ، فكيف هذا يا  [ ص: 262 ] رب ؟ فأوحى الله إليه : إني لا أسأل عما أفعل ، وهم يسألون ، وأنت عبدي ورسولي ، وكلمتي ألقيتك إلى مريم  ، وروح مني خلقتك من تراب ، ثم قلت لك : كن فكنت ، لئن لم تنته لأفعلن بك كما فعلت بصاحبك بين يديك ، إني لا أسأل عما أفعل ، وهم يسألون ، فجمع عيسى  عليه السلام تبعته فقال : القدر سر الله ؛ فلا تكلفوه "  . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					