[ ص: 46 ] خبر نزول آية الحجاب في تزويج رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب   . 
(  125  ) حدثنا  معاذ بن المثنى  ، ثنا مسدد  ، حدثنا  جعفر بن سليمان  ، عن الجعد أبي عثمان  ، قال : ثنا  أنس بن مالك  ، قال : أعرس النبي صلى الله عليه وسلم امرأة من نسائه - يعني زينب   - فجعلت أم سليم  حيسا ، ثم جعلته في تور ، وهم يومئذ في جهد شديد ، فقالت : اذهب بهذا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم واقرئه مني السلام ، وأخبره أن هذا مناله قليل ، فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : يا رسول الله بعثت بهذا إليك أم سليم  وهي تقرئك السلام وتقول لك : يا رسول الله هذا منا لك قليل ، فنظر إليه فقال : " ضعه " فوضعته في ناحية البيت ، ثم قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : " انطلق فادع فلانا وفلانا وفلانا فسمى رجالا كثيرا ، ومن لقيت من المسلمين " فدعوت الذي سمى لي ومن لقيت من المسلمين ، فجئت والبيت ملأى ، والصفة والحجرة - فسألنا أنسا   : كم كانوا ؟ قال : زهاء ثلاثمائة - فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتور ، فجئت به فوضع يده عليه وسمى ودعا ، ثم قال : " ليتحلق عشرة عشرة ، وليأكل كل إنسان مما يليه " فجعلوا يتحلقون عشرة عشرة ويسمون ويأكلون ، وينهضون وكلما فرغ قوم قاموا وجاء آخرون يعقبونهم حتى أكلوا كلهم ، ثم قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ارفعه " فلا أدري هو كان حيث وضعته أكثر أم حيث رفعته  ، وبقي في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم طوائف من الناس يتحدثون ، فأطالوا الحديث فثقلوا على رسول الله  [ ص: 47 ] صلى الله عليه وسلم ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد الناس حياء ، ولا يشعرون أنهم ثقلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ذلك عليهم عزيزا ، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وتركهم فلما رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم رجع ظنوا أنهم قد ثقلوا عليه ، فابتدروا الباب فخرجوا ، قال أنس : فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرخى الستر ، ودخل فمكث يسيرا ، فأنزل عليه الوحي ، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ  : ياأيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم  إلى  آخر الآيات ، قال أنس   : فأنا أحدث الناس عهدا بهذه الآيات قرأهن رسول الله صلى الله عليه وسلم علي  . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					