الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                  صفحة جزء
                                                                  ( 80 ) حدثنا محمد بن عبدوس بن كامل السراج ، ثنا سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي ، حدثني أبي ، عن محمد بن عمرو بن علقمة ، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب ، عن عائشة ، قالت : لما توفيت خديجة قالت خولة بنت حكيم بن الأوقص امرأة عثمان بن مظعون ، وذلك بمكة : أي رسول الله ألا تزوج ؟ قال : " من ؟ " قالت : إن شئت بكرا وإن شئت ثيبا ، قال : " ومن الثيب ؟ " قالت : سودة بنت زمعة ، قد آمنت بك واتبعتك على ما أنت عليه ، قال : " فاذهبي فاذكريها علي " فخرجت فدخلت على سودة فقلت : يا سودة ماذا أدخل الله عليكم من الخير والبركة ؟ قالت : وما ذاك ؟ قالت أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم أخطبك عليه ، فقالت : وددت فادخلي على أبي واذكري ذلك له ، قلت : وهو شيخ كبير [ ص: 31 ] وقد تخلف عن الحج ، فدخلت عليه فحييته بتحية أهل الجاهلية ، ثم قالت : إن محمد بن عبد الله بن عبد المطلب أرسلني أخطب عليه سودة ، فقال : كفؤ كريم ، فماذا تقول صاحبتك ؟ قالت : تحب ذلك ، قال : فادعيها إلي ، فدعوتها ، فقال : أي سودة رفعت هذه أن محمد بن عبد الله بن عبد المطلب يخطبك وهو كفؤ كريم ، أفتحبين أن أزوجه ؟ قالت : نعم ، قال : فادعيه لي فدعوته فجاء فزوجها ، فجاء أخوها عبد الله بن زمعة من الحج ، فجعل يحثو في رأسه التراب فقال بعد أن أسلم : إني لسفيه يوم أحثو في رأسي التراب أن تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم سودة بنت زمعة .

                                                                  التالي السابق


                                                                  الخدمات العلمية