إسلام سلمان الفارسي رضي الله عنه
8 - حدثنا
أحمد بن داود المكي ، ثنا
قيس بن حفص الدارمي قال : ثنا
مسلمة بن علقمة المازني قال : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15854داود بن أبي هند ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16052سماك بن حرب ، عن
سلامة العجلي قال : جاء ابن أخت لي من البادية يقال له
قدامة ، فقال لي
[ ص: 207 ] ابن أختي : أحب أن ألقى
nindex.php?page=showalam&ids=23سلمان الفارسي فأسلم عليه ، فخرجنا فوجدناه
بالمدائن وهو يومئذ على عشرين ألفا ، ووجدناه على سرير يسف خوصا فسلمنا عليه ، قلت : يا
أبا عبد الله ، هذا ابن أخت لي قدم علي من البادية فأحب أن يسلم عليك ، قال : وعليه السلام ورحمة الله ، قلت : يزعم أنه يحبك ، قال : أحبه الله ، قال : فتحدثنا ، فقلنا له : يا
أبا عبد الله ، ألا تحدثنا عن أصلك وممن أنت ؟ قال : أما أصلي وممن أنا ، فأنا رجل من أهل
رامهرمز ، كنا قوما مجوسا ، فأتانا رجل نصراني من أهل الجزيرة كانت أمه منا ، فنزل فينا واتخذ فينا ديرا ، وكنت في كتاب الفارسية ، فكان لا يزال غلام معي في الكتاب يجيء مضروبا يبكي قد ضربه أبواه ، فقلت له يوما : ما يبكيك ؟ قال : يضربني أبواي ، قلت : ولم يضربانك ؟ قال : آتي صاحب هذا الدير فإذا علما ذلك ضرباني ، وأنت لو أتيته سمعت منه حديثا عجيبا ، قلت : اذهب بي معك ، فأتيناه فحدثنا عن
nindex.php?page=treesubj&link=31744بدء الخلق ، وعن
nindex.php?page=treesubj&link=31756بدء خلق السماوات والأرض nindex.php?page=treesubj&link=31751_31752والجنة والنار ، قال : فحدثنا بأحاديث عجب ، فكنت أختلف إليه معه ، وفطن لنا غلمان من الكتاب فجعلوا يجيئون معنا ، فلما رأى ذلك أهل القرية أتوه ، فقالوا : يا هذا ، إنك قد جاورتنا فلم تر في جوارنا إلا الحسن ، وإنا نرى غلماننا يختلفون إليك ، ونحن نخاف أن تفسدهم علينا ، اخرج عنا ، قال : نعم ، فقال لذلك الغلام الذي كان يأتيه : اخرج معي ، قال : لا أستطيع ذلك ، قد علمت شدة أبوي علي ، قلت : لكني أخرج معك ، وكنت يتيما لا أب لي ، فخرجت معه ، فأخذنا جبل
رامهرمز ، فجعلنا نمشي ونتوكل ونأكل من ثمر الشجر ، حتى قدمنا الجزيرة ، فقدمنا
نصيبين ، فقال لي صاحبي : يا
سلمان ، إن هاهنا قوما هم عباد أهل الأرض ، وأنا أحب أن ألقاهم ، قال :
[ ص: 208 ] فجئنا إليهم يوم الأحد وقد اجتمعوا ، فسلم عليهم صاحبي ، فحيوه وبشوا به ، وقالوا : أين كانت غيبتك ؟ قال : كنت في إخوان لي من قبل
فارس ، فتحدثنا ما تحدثنا ، ثم قال لي صاحبي : قم يا
سلمان انطلق ، فقلت : لا ، دعني مع هؤلاء ، قال : إنك لا تطيق ما يطيق هؤلاء ، هؤلاء يصومون الأحد إلى الأحد ، ولا ينامون هذا الليل ، فإذا فيهم رجل من أبناء الملوك ترك الملك ودخل في العبادة ، وكنت فيهم حتى أمسينا فجعلوا يذهبون واحدا واحدا إلى غاره الذي يكون فيه ، فلما أمسينا قال ذلك الرجل الذي من أبناء الملوك : هذا الغلام لا تضعوه ، ليأخذه رجل منكم ، فقالوا : خذه أنت ، فقال : هلم يا
سلمان ، فذهب بي معه حتى أتى غاره الذي يكون فيه ، فقال : يا
سلمان هذا خبز وهذا أدم ، فكل إذا غرثت ، وصم إذا نشطت ، وصل ما بدا لك ، ونم إذا كسلت ، ثم قام إلى صلاته فلم يكلمني إلا ذاك ، ولم ينظر إلي ، فأخذني الغم تلك السبعة أيام لا يكلمني أحد حتى إذا كان الأحد فانصرف إلي ، فذهبنا إلى مكانهم الذي كانوا يجتمعون ، قال : وهم يجتمعون كل أحد يفطرون فيه فيلقى بعضهم بعضا ، ويسلم بعضهم على بعض ، ثم لا يلتقون إلى مثله .
قال : فرجعنا إلى منزلنا ، فقال لي مثل ما قال أول مرة : هذا خبز وأدم فكل منه إذا غرثت ، وصم إذا نشطت ، وصل ما بدا لك ، ونم إذا كسلت ، ثم دخل في صلاته فلم يلتفت إلي ، ولم يكلمني إلى الأحد الآخر ، فأخذني غم وحدثت نفسي بالفرار ، فقلت أصبر أحدين أو ثلاثة ، فلما كان يوم الأحد رجعنا إليهم ، فأفطروا واجتمعوا ، فقال لهم : إني أريد
بيت المقدس ، فقالوا : وما تريد إلى ذلك ؟ فقال :
[ ص: 209 ] لا عهد لي به ، قالوا : إنا نخاف أن يحدث بك حادث فيليك غيرنا ، وكنا نحب أن نليك ، قال : لا عهد لي به ، فلما سمعته يذكر ذلك فرحت ، قلت : نسافر ونلقى الناس ، فيذهب عني الغم الذي كنت أجد ، فخرجنا أنا وهو ، وكان يصوم من الأحد إلى الأحد ، ويصلي الليل كله ، ويمشي النهار ، فإذا نزلنا قام يصلي ، فلم يزل ذلك دأبه حتى انتهينا إلى
بيت المقدس ، وعلى بابه رجل مقعد يسأل الناس ، فقال : أعطني ، فقال : ما معي شيء ، فدخلنا
بيت المقدس ، فلما رآه أهل
بيت المقدس بشوا إليه واستبشروا به ، فقال لهم : غلامي هذا فاستوصوا به ، فذهبوا بي فأطعموني خبزا ولحما ، ودخل في الصلاة ، فلم ينصرف إلي حتى كان يوم الأحد الآخر ، ثم انصرف فقال لي : يا
سلمان إني أريد أن أضع رأسي ، فإذا بلغ الظل مكان كذا وكذا فأيقظني ، فوضع رأسه فنام ، فبلغ الظل الذي قال ، فلم أوقظه مأواة له مما ذاق من اجتهاده ونصبه ، فاستيقظ مذعورا ، فقال : يا
سلمان ، ألم أكن قلت لك إذا بلغ الظل مكان كذا وكذا فأيقظني ؟ قلت : بلى ، لكن إنما منعني من ذلك مأواة لما رأيت من دأبك ، قال : ويحك يا
سلمان ، إني أكره أن يفوتني شيء من الدهر لم أعمل لله فيه خيرا ، ثم قال : اعلم يا
سلمان أن أفضل دين اليوم النصرانية ، قلت : ويكون بعد اليوم دين أفضل من النصرانية ؟ كلمة ألقيت على لساني ، قال : نعم ، يوشك أن يبعث نبي يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة ، بين كتفيه خاتم النبوة ، فإذا أدركته فاتبعه وصدقه ، قلت : وإن أمرني أن أدع النصرانية ؟ قال : نعم ، فإنه نبي لا يأمر إلا بالحق ، ولا يقول إلا حقا ، والله لو أدركته ثم أمرني أن أقع في النار لوقعتها ، ثم خرجنا من
بيت المقدس ، فمررنا على ذلك المقعد ، فقال له : دخلت فلم تعطني ، وهذا تخرج فأعطني ، فالتفت فلم يجد حوله أحدا ، قال : فأعطني يدك ، فأخذ بيده ، فقال : قم بإذن الله ،
[ ص: 210 ] فقام صحيحا سويا فتوجه نحو أهله ، فاتبعه بصري تعجبا مما رأيت ، وخرج صاحبي فأسرع المشي وتبعته ، فتلقاني رفقة من كلب أعراب فسبوني ، فحملوني على بعير وشدوني ، فتداولني البياع حتى سقطت إلى
المدينة ، فاشتراني رجل من
الأنصار ، فجعلني في حائط له من نخل ، فكنت فيه .
قال : ومن ثم تعلمت عمل الخوص ، أشتري خوصا بدرهم فأعمله فأبيعه بدرهمين ، فأرد أحدهما في الخوص وأستنفق درهما ، أحب أن آكل من عمل يدي ، وهو يومئذ أمير على عشرين ألفا .
nindex.php?page=hadith&LINKID=989033فبلغنا ونحن بالمدينة أن رجلا قد خرج بمكة يزعم أن الله تعالى أرسله ، فمكثنا ما شاء الله أن نمكث ، فهاجر إلينا وقدم علينا ، فقلت : والله لأجربنه ، فذهبت إلى السوق فاشتريت لحم جزور بدرهم ، ثم طبخته ، فجعلت قصعة من ثريد ، فاحتملتها حتى أتيته بها على عاتقي ، حتى وضعتها بين يديه فقال : " ما هذه ، أصدقة أم هدية ؟ " قلت : بل صدقة ، فقال لأصحابه : " كلوا باسم الله " ، وأمسك ولم يأكل ، فلبثت أياما ثم اشتريت لحما أيضا بدرهم فأصنع مثلها ، فاحتملتها حتى أتيته بها فوضعتها بين يديه ، فقال : " ما هذه ، هدية أم صدقة ؟ " قلت : بل هدية ، فقال لأصحابه : " كلوا باسم الله " وأكل معهم ، قلت : هذا والله يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة ، فنظرت بين كتفيه فرأيت خاتم النبوة مثل بيضة الحمامة فأسلمت ، ثم قلت له ذات يوم : يا رسول الله ، أي قوم النصارى ؟ قال : " لا خير فيهم " وكنت أحبهم حبا شديدا لما رأيت من اجتهادهم ، ثم إني سألته أيضا بعد أيام : يا رسول الله ، أي قوم النصارى ؟ قال : " لا خير فيهم ولا فيمن يحبهم " قلت في نفسي : فأنا والله أحبهم .
[ ص: 211 ] قال : وذاك والله حين بعث السرايا وجرد السيف ، فسرية تدخل ، وسرية تخرج ، والسيف يقطر ، قلت : يحدث بي الآن أني أحبهم فيبعث إلي فيضرب عنقي ، فقعدت في البيت ، فجاءني الرسول ذات يوم فقال : " يا سلمان أجب " قلت : من ؟ قال : " رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " قلت : هذا والله الذي كنت أحذر ، قلت : نعم ، أن اذهب حتى ألحقك ، قال : " لا والله حتى تجيء " وأنا أحدث نفسي أن لو ذهب أن أفر ، فانطلق بي فانتهيت إليه ، فلما رآني تبسم وقال لي : " nindex.php?page=treesubj&link=31646يا سلمان ، أبشر فقد فرج الله عنك " ثم تلا علي هؤلاء الآيات : nindex.php?page=treesubj&link=28999nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=52الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=53وإذا يتلى عليهم قالوا آمنا به إنه الحق من ربنا إنا كنا من قبله مسلمين nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=54أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا ويدرءون بالحسنة السيئة ومما رزقناهم ينفقون nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=55وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين
قلت : والذي بعثك بالحق ، لقد سمعته يقول : لو أدركته وأمرني أن أوقع في النار لوقعتها ، إنه نبي لا يقول إلا حقا ولا يأمر إلا بالحق " .
إِسْلَامُ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
8 - حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ الْمَكِّيُّ ، ثَنَا
قَيْسُ بْنُ حَفْصٍ الدَّارِمِيُّ قَالَ : ثَنَا
مَسْلَمَةُ بْنُ عَلْقَمَةَ الْمَازِنِيُّ قَالَ : ثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=15854دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16052سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ ، عَنْ
سَلَامَةَ الْعِجْلِيِّ قَالَ : جَاءَ ابْنُ أُخْتٍ لِي مِنَ الْبَادِيَةِ يُقَالَ لَهُ
قُدَامَةُ ، فَقَالَ لِيَ
[ ص: 207 ] ابْنُ أُخْتِي : أُحِبُّ أَنْ أَلْقَى
nindex.php?page=showalam&ids=23سَلْمَانَ الْفَارِسِيَّ فَأُسَلِّمَ عَلَيْهِ ، فَخَرَجْنَا فَوَجَدْنَاهُ
بِالْمَدَائِنِ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ عَلَى عِشْرِينَ أَلْفًا ، وَوَجَدْنَاهُ عَلَى سَرِيرٍ يَسُفُّ خُوصًا فَسَلَّمْنَا عَلَيْهِ ، قُلْتُ : يَا
أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، هَذَا ابْنُ أُخْتٍ لِي قَدِمَ عَلَيَّ مِنَ الْبَادِيَةِ فَأَحَبَّ أَنْ يُسَلِّمَ عَلَيْكَ ، قَالَ : وَعَلَيْهِ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ ، قُلْتُ : يَزْعُمُ أَنَّهُ يُحِبُّكَ ، قَالَ : أَحَبَّهُ اللَّهُ ، قَالَ : فتَحَدَّثْنَا ، فَقُلْنَا لَهُ : يَا
أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، أَلَا تُحَدِّثُنَا عَنْ أَصْلِكَ وَمِمَّنْ أَنْتَ ؟ قَالَ : أَمَّا أَصْلِي وَمِمَّنْ أَنَا ، فَأَنَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ
رَامَهُرْمُزَ ، كُنَّا قَوْمًا مَجُوسًا ، فَأَتَانَا رَجُلٌ نَصْرَانِيٌّ مِنْ أَهْلِ الْجَزِيرَةِ كَانَتْ أُمُّهُ مِنَّا ، فَنَزَلَ فِينَا وَاتَّخَذَ فِينَا دَيْرًا ، وَكُنْتُ فِي كُتَّابِ الْفَارِسِيَّةِ ، فَكَانَ لَا يَزَالُ غُلَامٌ مَعِي فِي الْكُتَّابِ يَجِيءُ مَضْرُوبًا يَبْكِي قَدْ ضَرَبَهُ أَبَوَاهُ ، فَقُلْتُ لَهُ يَوْمًا : مَا يُبْكِيكَ ؟ قَالَ : يَضْرِبُنِي أَبَوَايَ ، قُلْتُ : وَلِمَ يَضْرِبَانِكَ ؟ قَالَ : آتِي صَاحِبَ هَذَا الدَّيْرِ فَإِذَا عَلِمَا ذَلِكَ ضَرَبَانِي ، وَأَنْتَ لَوْ أَتَيْتَهُ سَمِعْتَ مِنْهُ حَدِيثًا عَجِيبًا ، قُلْتُ : اذْهَبْ بِي مَعَكَ ، فَأَتَيْنَاهُ فَحَدَّثَنَا عَنْ
nindex.php?page=treesubj&link=31744بَدْءِ الْخَلْقِ ، وَعَنْ
nindex.php?page=treesubj&link=31756بَدْءِ خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ nindex.php?page=treesubj&link=31751_31752وَالْجَنَّةِ وَالنَّارِ ، قَالَ : فَحَدَّثَنَا بِأَحَادِيثَ عَجَبٍ ، فَكُنْتُ أَخْتَلِفُ إِلَيْهِ مَعَهُ ، وَفَطِنَ لَنَا غِلْمَانٌ مِنَ الْكُتَّابِ فَجَعَلُوا يَجِيئُونَ مَعَنَا ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ أَهْلُ الْقَرْيَةِ أَتَوْهُ ، فَقَالُوا : يَا هَذَا ، إِنَّكَ قَدْ جَاوَرْتَنَا فَلَمْ تَرَ فِي جِوَارِنَا إِلَّا الْحَسَنَ ، وَإِنَّا نَرَى غِلْمَانَنَا يَخْتَلِفُونَ إِلَيْكَ ، وَنَحْنُ نَخَافُ أَنْ تُفْسِدَهُمْ عَلَيْنَا ، اخْرُجْ عَنَّا ، قَالَ : نَعَمْ ، فَقَالَ لِذَلِكَ الْغُلَامِ الَّذِي كَانَ يَأْتِيهِ : اخْرُجْ مَعِي ، قَالَ : لَا أَسْتَطِيعُ ذَلِكَ ، قَدْ عَلِمْتَ شِدَّةَ أَبَوَيَّ عَلَيَّ ، قُلْتُ : لَكِنِّي أَخْرُجُ مَعَكَ ، وَكُنْتُ يَتِيمًا لَا أَبَ لِي ، فَخَرَجْتُ مَعَهُ ، فَأَخَذْنَا جَبَلَ
رَامَهُرْمُزَ ، فَجَعَلْنَا نَمْشِي وَنَتَوَكَّلُ وَنَأْكُلُ مِنَ ثَمَرِ الشَّجَرِ ، حَتَّى قَدِمْنَا الْجَزِيرَةَ ، فَقَدِمْنَا
نَصِيبِينَ ، فَقَالَ لِي صَاحِبِي : يَا
سَلْمَانُ ، إِنَّ هَاهُنَا قَوْمًا هُمْ عُبَّادُ أَهْلِ الْأَرْضِ ، وَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَلْقَاهُمْ ، قَالَ :
[ ص: 208 ] فَجِئْنَا إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْأَحَدِ وَقَدِ اجْتَمَعُوا ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ صَاحِبِي ، فَحَيَّوْهُ وَبَشُّوا بِهِ ، وَقَالُوا : أَيْنَ كَانَتْ غَيْبَتُكَ ؟ قَالَ : كُنْتُ فِي إِخْوَانٍ لِي مِنْ قِبَلِ
فَارِسَ ، فَتَحَدَّثْنَا مَا تَحَدَّثْنَا ، ثُمَّ قَالَ لِي صَاحِبِي : قُمْ يَا
سَلْمَانُ انْطَلِقْ ، فَقُلْتُ : لَا ، دَعْنِي مَعَ هَؤُلَاءِ ، قَالَ : إِنَّكَ لَا تُطِيقُ مَا يُطِيقُ هَؤُلَاءِ ، هَؤُلَاءِ يَصُومُونَ الْأَحَدَ إِلَى الْأَحَدِ ، وَلَا يَنَامُونَ هَذَا اللَّيْلَ ، فَإِذَا فِيهِمْ رَجُلٌ مِنْ أَبْنَاءِ الْمُلُوكِ تَرَكَ الْمُلْكَ وَدَخَلَ فِي الْعِبَادَةِ ، وَكُنْتُ فِيهِمْ حَتَّى أَمْسَيْنَا فَجَعَلُوا يَذْهَبُونَ وَاحِدًا وَاحِدًا إِلَى غَارِهِ الَّذِي يَكُونُ فِيهِ ، فَلَمَّا أَمْسَيْنَا قَالَ ذَلِكَ الرَّجُلُ الَّذِي مِنْ أَبْنَاءِ الْمُلُوكِ : هَذَا الْغُلَامُ لَا تَضَعُوهُ ، لِيَأْخُذْهُ رَجُلٌ مِنْكُمْ ، فَقَالُوا : خُذْهُ أَنْتَ ، فَقَالَ : هَلُمَّ يَا
سَلْمَانُ ، فَذَهَبَ بِي مَعَهُ حَتَّى أَتَى غَارَهُ الَّذِي يَكُونُ فِيهِ ، فَقَالَ : يَا
سَلْمَانُ هَذَا خُبْزٌ وَهَذَا أَدَمٌ ، فَكُلْ إِذَا غَرِثْتَ ، وَصُمْ إِذَا نَشِطْتَ ، وَصَلِّ مَا بَدَا لَكَ ، وَنَمْ إِذَا كَسِلْتَ ، ثُمَّ قَامَ إِلَى صَلَاتِهِ فَلَمْ يُكَلِّمْنِي إِلَّا ذَاكَ ، وَلَمْ يَنْظُرْ إِلَيَّ ، فَأَخَذَنِي الْغَمُّ تِلْكَ السَّبْعَةَ أَيَّامٍ لَا يُكَلِّمُنِي أَحَدٌ حَتَّى إِذَا كَانَ الْأَحَدُ فَانْصَرَفَ إِلَيَّ ، فَذَهَبْنَا إِلَى مَكَانِهِمُ الَّذِي كَانُوا يَجْتَمِعُونَ ، قَالَ : وَهُمْ يَجْتَمِعُونَ كُلَّ أَحَدٍ يُفْطِرُونَ فِيهِ فَيَلْقَى بَعْضُهُمْ بَعْضًا ، وَيُسَلِّمُ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ ، ثُمَّ لَا يَلْتَقُونَ إِلَى مِثْلِهِ .
قَالَ : فَرَجَعْنَا إِلَى مَنْزِلِنَا ، فَقَالَ لِي مِثْلَ مَا قَالَ أَوَّلَ مَرَّةٍ : هَذَا خُبْزٌ وَأَدَمٌ فَكُلْ مِنْهُ إِذَا غَرِثْتَ ، وَصُمْ إِذَا نَشِطْتَ ، وَصَلِّ مَا بَدَا لَكَ ، وَنَمْ إِذَا كَسِلْتَ ، ثُمَّ دَخَلَ فِي صَلَاتِهِ فَلَمْ يَلْتَفِتْ إِلَيَّ ، وَلَمْ يُكَلِّمْنِي إِلَى الْأَحَدِ الْآخَرِ ، فَأَخَذَنِي غَمٌّ وَحَدَّثْتُ نَفْسِي بِالْفِرَارِ ، فَقُلْتُ أَصْبِرُ أَحَدَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةً ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْأَحَدِ رَجَعْنَا إِلَيْهِمْ ، فَأَفْطَرُوا وَاجْتَمَعُوا ، فَقَالَ لَهُمْ : إِنِّي أُرِيدُ
بَيْتَ الْمَقْدِسِ ، فَقَالُوا : وَمَا تُرِيدُ إِلَى ذَلِكَ ؟ فَقَالَ :
[ ص: 209 ] لَا عَهْدَ لِي بِهِ ، قَالُوا : إِنَّا نَخَافُ أَنْ يَحْدُثَ بِكَ حَادِثٌ فَيَلِيكَ غَيْرُنَا ، وَكُنَّا نُحِبُّ أَنْ نَلِيَكَ ، قَالَ : لَا عَهْدَ لِي بِهِ ، فَلَمَّا سَمِعْتُهُ يَذْكُرُ ذَلِكَ فَرِحْتُ ، قُلْتُ : نُسَافِرُ وَنَلْقَى النَّاسَ ، فَيَذْهَبُ عَنِّي الْغَمُّ الَّذِي كُنْتُ أَجِدُ ، فَخَرَجْنَا أَنَا وَهُوَ ، وَكَانَ يَصُومُ مِنَ الْأَحَدِ إِلَى الْأَحَدِ ، وَيُصَلِّي اللَّيْلَ كُلَّهُ ، وَيَمْشِي النَّهَارَ ، فَإِذَا نَزَلْنَا قَامَ يُصَلِّي ، فَلَمْ يَزَلْ ذَلِكَ دَأْبَهُ حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى
بَيْتِ الْمَقْدِسِ ، وَعَلَى بَابِهِ رَجُلٌ مُقْعَدٌ يَسْأَلُ النَّاسَ ، فَقَالَ : أَعْطِنِي ، فَقَالَ : مَا مَعِي شَيْءٌ ، فَدَخَلْنَا
بَيْتَ الْمَقْدِسِ ، فَلَمَّا رَآهُ أَهْلُ
بَيْتِ الْمَقْدِسِ بَشُّوا إِلَيْهِ وَاسْتَبْشَرُوا بِهِ ، فَقَالَ لَهُمْ : غُلَامِي هَذَا فَاسْتَوْصُوا بِهِ ، فَذَهَبُوا بِي فَأَطْعَمُونِي خُبْزًا وَلَحْمًا ، وَدَخَلَ فِي الصَّلَاةِ ، فَلَمْ يَنْصَرِفْ إِلَيَّ حَتَّى كَانَ يَوْمُ الْأَحَدِ الْآخَرِ ، ثُمَّ انْصَرَفَ فَقَالَ لِي : يَا
سَلْمَانُ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَضَعَ رَأْسِي ، فَإِذَا بَلَغَ الظِّلُّ مَكَانَ كَذَا وَكَذَا فَأَيْقِظْنِي ، فَوَضَعَ رَأْسَهُ فَنَامَ ، فَبَلَغَ الظِّلُّ الَّذِي قَالَ ، فَلَمْ أُوقِظْهُ مَأْوَاةً لَهُ مِمَّا ذَاقَ مِنِ اجْتِهَادِهِ وَنَصَبِهِ ، فَاسْتَيْقَظَ مَذْعُورًا ، فَقَالَ : يَا
سَلْمَانُ ، أَلَمْ أَكُنْ قُلْتُ لَكَ إِذَا بَلَغَ الظِّلُّ مَكَانَ كَذَا وَكَذَا فَأَيْقِظْنِي ؟ قُلْتُ : بَلَى ، لَكِنْ إِنَّمَا مَنَعَنِي مِنْ ذَلِكَ مَأْوَاةٌ لِمَا رَأَيْتُ مِنْ دَأَبِكَ ، قَالَ : وَيْحَكَ يَا
سَلْمَانُ ، إِنِّي أَكْرَهُ أَنْ يَفُوتَنِي شَيْءٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ أَعْمَلْ لِلَّهِ فِيهِ خَيْرًا ، ثُمَّ قَالَ : اعْلَمْ يَا
سَلْمَانُ أَنَّ أَفْضَلَ دِينٍ الْيَوْمَ النَّصْرَانِيَّةُ ، قُلْتُ : وَيَكُونُ بَعْدَ الْيَوْمِ دِينٌ أَفْضَلَ مِنَ النَّصْرَانِيَّةِ ؟ كَلِمَةً أُلْقِيَتْ عَلَى لِسَانِي ، قَالَ : نَعَمْ ، يُوشِكُ أَنْ يُبْعَثَ نَبِيٌّ يَأْكُلُ الْهَدِيَّةَ وَلَا يَأْكُلُ الصَّدَقَةَ ، بَيْنَ كَتِفَيْهِ خَاتَمُ النُّبُوَّةِ ، فَإِذَا أَدْرَكْتَهُ فَاتَّبِعْهُ وَصَدِّقْهُ ، قُلْتُ : وَإِنْ أَمَرَنِي أَنْ أَدَعَ النَّصْرَانِيَّةَ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، فَإِنَّهُ نَبِيٌّ لَا يَأْمُرُ إِلَّا بِالْحَقِّ ، وَلَا يَقُولُ إِلَّا حَقًّا ، وَاللَّهِ لَوْ أَدْرَكْتُهُ ثُمَّ أَمَرَنِي أَنْ أَقَعَ فِي النَّارِ لَوَقَعْتُهَا ، ثُمَّ خَرَجْنَا مِنْ
بَيْتِ الْمَقْدِسِ ، فَمَرَرْنَا عَلَى ذَلِكَ الْمُقْعَدِ ، فَقَالَ لَهُ : دَخَلْتَ فَلَمْ تُعْطِنِي ، وَهَذَا تَخْرُجُ فَأَعْطِنِي ، فَالْتَفَتَ فَلَمْ يَجِدْ حَوْلَهُ أَحَدًا ، قَالَ : فَأَعْطِنِي يَدَكَ ، فَأَخَذَ بِيَدِهِ ، فَقَالَ : قُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ ،
[ ص: 210 ] فَقَامَ صَحِيحًا سَوِيًّا فَتَوَجَّهَ نَحْوَ أَهْلِهِ ، فَاتَّبَعَهُ بَصَرِي تَعَجُّبًا مِمَّا رَأَيْتُ ، وَخَرَجَ صَاحِبِي فَأَسْرَعَ الْمَشْيَ وَتَبِعْتُهُ ، فَتَلَقَّانِي رُفْقَةٌ مِنْ كَلْبٍ أَعْرَابٌ فَسَبَوْنِي ، فَحَمَلُونِي عَلَى بَعِيرٍ وَشَدُّونِي ، فَتَدَاوَلَنِي الْبُيَّاعُ حَتَّى سَقَطْتُ إِلَى
الْمَدِينَةِ ، فَاشْتَرَانِي رَجُلٌ مِنَ
الْأَنْصَارِ ، فَجَعَلَنِي فِي حَائِطٍ لَهُ مِنْ نَخْلٍ ، فَكُنْتُ فِيهِ .
قَالَ : وَمِنْ ثَمَّ تَعَلَّمْتُ عَمَلَ الْخُوصِ ، أَشْتَرِي خُوصًا بِدِرْهَمٍ فَأَعْمَلُهُ فَأَبِيعُهُ بِدِرْهَمَيْنِ ، فَأَرُدُّ أَحَدَهُمَا فِي الْخُوصِ وَأَسْتَنْفِقُ دِرْهَمًا ، أُحِبُّ أَنْ آكُلَ مِنْ عَمَلِ يَدِي ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ أَمِيرٌ عَلَى عِشْرِينَ أَلْفًا .
nindex.php?page=hadith&LINKID=989033فَبَلَغَنَا وَنَحْنُ بِالْمَدِينَةِ أَنَّ رَجُلًا قَدْ خَرَجَ بِمَكَّةَ يَزْعُمُ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَرْسَلَهُ ، فَمَكَثْنَا مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ نَمْكُثَ ، فَهَاجَرَ إِلَيْنَا وَقَدِمَ عَلَيْنَا ، فَقُلْتُ : وَاللَّهِ لَأُجَرِبَنَّهُ ، فَذَهَبْتُ إِلَى السُّوقِ فَاشْتَرَيْتُ لَحْمَ جَزُورٍ بِدِرْهَمٍ ، ثُمَّ طَبَخْتُهُ ، فَجَعَلْتُ قَصْعَةً مِنْ ثَرِيدٍ ، فَاحْتَمَلْتُهَا حَتَّى أَتَيْتُهُ بِهَا عَلَى عَاتِقِي ، حَتَّى وَضَعْتُهَا بَيْنَ يَدَيْهِ فَقَالَ : " مَا هَذِهِ ، أَصَدَقَةٌ أَمْ هَدِيَّةٌ ؟ " قُلْتُ : بَلْ صَدَقَةٌ ، فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ : " كُلُوا بِاسْمِ اللَّهِ " ، وَأَمْسَكَ وَلَمْ يَأْكُلْ ، فَلَبِثْتُ أَيَّامًا ثُمَّ اشْتَرَيْتُ لَحْمًا أَيْضًا بِدِرْهَمٍ فَأَصْنَعُ مِثْلَهَا ، فَاحْتَمَلْتُهَا حَتَّى أَتَيْتُهُ بِهَا فَوَضَعْتُهَا بَيْنَ يَدَيْهِ ، فَقَالَ : " مَا هَذِهِ ، هَدِيَّةٌ أَمْ صَدَقَةٌ ؟ " قُلْتُ : بَلْ هَدِيَّةٌ ، فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ : " كُلُوا بِاسْمِ اللَّهِ " وَأَكَلَ مَعَهُمْ ، قُلْتُ : هَذَا وَاللَّهِ يَأْكُلُ الْهَدِيَّةَ وَلَا يَأْكُلُ الصَّدَقَةَ ، فَنَظَرْتُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ فَرَأَيْتُ خَاتَمَ النُّبُوَّةِ مِثْلَ بَيْضَةِ الْحَمَامَةِ فَأَسْلَمْتُ ، ثُمَّ قُلْتُ لَهُ ذَاتَ يَوْمٍ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَيُّ قَوْمٍ النَّصَارَى ؟ قَالَ : " لَا خَيْرَ فِيهِمْ " وَكُنْتُ أُحِبُّهُمْ حُبًّا شَدِيدًا لِمَا رَأَيْتُ مِنِ اجْتِهَادِهِمْ ، ثُمَّ إِنِّي سَأَلْتُهُ أَيْضًا بَعْدَ أَيَّامٍ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَيُّ قَوْمٍ النَّصَارَى ؟ قَالَ : " لَا خَيْرَ فِيهِمْ وَلَا فِيمَنْ يُحِبُّهُمْ " قُلْتُ فِي نَفْسِي : فَأَنَا وَاللَّهِ أُحِبُّهُمْ .
[ ص: 211 ] قَالَ : وَذَاكَ وَاللَّهِ حِينَ بَعَثَ السَّرَايَا وَجَرَّدَ السَّيْفَ ، فَسَرِيَّةٌ تَدْخُلُ ، وَسَرِيَّةٌ تَخْرُجُ ، وَالسَّيْفُ يَقْطُرُ ، قُلْتُ : يُحَدَّثُ بِيَ الْآنَ أَنِّي أُحِبُّهُمْ فَيَبْعَثُ إِلَيَّ فَيَضْرِبُ عُنُقِي ، فَقَعَدْتُ فِي الْبَيْتِ ، فَجَاءَنِي الرَّسُولُ ذَاتَ يَوْمٍ فَقَالَ : " يَا سَلْمَانُ أَجِبْ " قُلْتُ : مَنْ ؟ قَالَ : " رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - " قُلْتُ : هَذَا وَاللَّهِ الَّذِي كُنْتُ أَحْذَرُ ، قُلْتُ : نَعَمْ ، أَنِ اذْهَبْ حَتَّى أَلْحَقَكَ ، قَالَ : " لَا وَاللَّهِ حَتَّى تَجِيءَ " وَأَنَا أُحَدِّثُ نَفْسِي أَنْ لَوْ ذَهَبَ أَنْ أَفِرَّ ، فَانْطَلَقَ بِي فَانْتَهَيْتُ إِلَيْهِ ، فَلَمَّا رَآنِي تَبَسَّمَ وَقَالَ لِي : " nindex.php?page=treesubj&link=31646يَا سَلْمَانُ ، أَبْشِرْ فَقَدْ فَرَّجَ اللَّهُ عَنْكَ " ثُمَّ تَلَا عَلَيَّ هَؤُلَاءِ الْآيَاتِ : nindex.php?page=treesubj&link=28999nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=52الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=53وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=54أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=55وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ
قُلْتُ : وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقَّ ، لَقَدْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ : لَوْ أَدْرَكْتُهُ وَأَمَرَنِي أَنْ أُوقَعَ فِي النَّارِ لَوَقَعْتُهَا ، إِنَّهُ نَبِيٌّ لَا يَقُولُ إِلَّا حَقًّا وَلَا يَأْمُرُ إِلَّا بِالْحَقِّ " .