6123 حدثنا
محمد بن زكريا الغلابي قال : حدثـنا
العلاء بن الفضل بن عبد الملك ، عن أبيه
عبد الملك بن أبي سوية المنقري قال : شهدت
قيس بن عاصم وهو يوصي ، فجمع بنيه ، وهم اثنان وثلاثون ذكرا ، فقال : يا بني ، إذا أنا مت ، فسودوا أكبركم تخلفوا أباكم ، ولا تسودوا أصغركم فيزري بكم ذاك عند أكفائكم ، ولا تقيموا علي نائحة ، فإني "
nindex.php?page=hadith&LINKID=911956رأيت nindex.php?page=treesubj&link=18400رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن النياحة " ، وعليكم بإصلاح المال ، فإنها منبهة للكريم ، ويستغني به عن اللئيم ، ولا تعطوا رقاب الإبل إلا في حقها ، ولا تمنعوها من حقها ، وإياكم وكل عرق سوء ، فمهما سركم يوم فما يسوءكم أكثر ، واحذروا أبناء أعدائكم ، فإنهم لكم أعداء على منهاج آبائهم . وإذا أنا مت فادفنوني في موضع لا يطلع على أهل هذا الحي من
بكر بن وائل ، فإنها كانت بيني ، وبينهم خماشات في الجاهلية ، فأخاف أن ينبشوني من قبري فتفسدوا
[ ص: 78 ] عليهم دنياهم ، فيفسدوا عليكم آخرتكم ، ثم دعا بكنانته ، فأمر ابنه الأكبر ، وكان يسمى
عليا ، فقال : أخرج سهما من كنانتي ، فأخرج ، فقال : اكسره ، فكسره ، ثم قال : أخرج سهمين ، فأخرجهما ، فقال : اكسرهما ، فكسرهما قال : أخرج ثلاثة أسهم ، فأخرجها ، فقال : اعصبها بوتر فعصبها ، ثم قال : اكسرها ، فلم يستطع كسرها ، فقال : يا بني هكذا أنتم بالاجتماع ، وكذلك أنتم بالفرقة ، ثم أنشأ يقول :
إنما المجد ما بنى والد الصد ق وأحيى فعاله المولود وكفى المجد ، والشجاعة ، والحلـ
م إذا زانها عفاف وجود وثلاثون يا بني إذا ما
عقدتهم للنائبات العقود كثلاثين من قداح إذا ما
شدها للزاد عقد شديد لم تكسر ، وإن تبددت الأسـ
ـهم أودى بجمعها التهديد [ ص: 79 ] وذوو السن والمروءة أولى
إن يكن منكم لهم تسويد وعليهم حفظ الأصاغر حتى
يبلغ الحنث الأصغر المجهود
" لم يرو هذا الحديث بهذا التمام والشعر إلا بهذا الإسناد ، تفرد به
العلاء بن الفضل بن أبي سوية المنقري " .
6123 حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا الْغَلَابِيُّ قَالَ : حَدَّثَـنَا
الْعَلَاءُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ ، عَنْ أَبِيهِ
عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سَوِيَّةَ الْمِنْقَرِيِّ قَالَ : شَهِدْتُ
قَيْسَ بْنَ عَاصِمٍ وَهُوَ يُوصِي ، فَجَمَعَ بَنِيهِ ، وَهُمُ اثْنَانِ وَثَلَاثُونَ ذَكَرًا ، فَقَالَ : يَا بَنِيَّ ، إِذَا أَنَا مِتُّ ، فَسَوِّدُوا أَكْبَرَكُمْ تَخْلُفُوا أَبَاكُمْ ، وَلَا تُسَوِّدُوا أَصْغَرَكُمْ فَيُزْرِي بِكُمْ ذَاكَ عِنْدَ أَكْفَائِكُمْ ، وَلَا تُقِيمُوا عَلَيَّ نَائِحَةً ، فَإِنِّي "
nindex.php?page=hadith&LINKID=911956رَأَيْتُ nindex.php?page=treesubj&link=18400رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ النِّيَاحَةِ " ، وَعَلَيْكُمْ بِإِصْلَاحِ الْمَالِ ، فَإِنَّهَا مَنْبَهَةٌ لِلْكَرِيمِ ، وَيَسْتَغْنِي بِهِ عَنِ اللَّئِيمِ ، وَلَا تُعْطُوا رِقَابَ الْإِبِلِ إِلَّا فِي حَقِّهَا ، وَلَا تَمْنَعُوهَا مِنْ حَقِّهَا ، وَإِيَّاكُمْ وَكُلَّ عِرْقِ سُوءٍ ، فَمَهْمَا سَرَّكُمْ يَوْمٌ فَمَا يَسُوءُكُمْ أَكْثَرُ ، وَاحْذَرُوا أَبْنَاءَ أَعْدَائِكُمْ ، فَإِنَّهُمْ لَكُمْ أَعْدَاءٌ عَلَى مِنْهَاجِ آبَائِهِمْ . وَإِذَا أَنَا مِتُّ فَادْفِنُونِي فِي مَوْضِعٍ لَا يَطَّلِعُ عَلَى أَهْلِ هَذَا الْحَيِّ مِنْ
بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ ، فَإِنَّهَا كَانَتْ بَيْنِي ، وَبَيْنَهُمْ خُمَاشَاتٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، فَأَخَافُ أَنْ يَنْبِشُونِي مِنْ قَبْرِي فَتُفْسِدُوا
[ ص: 78 ] عَلَيْهِمْ دُنْيَاهُمْ ، فَيُفْسِدُوا عَلَيْكُمْ آخِرَتَكُمْ ، ثُمَّ دَعَا بِكِنَانَتِهِ ، فَأَمَرَ ابْنَهُ الْأَكْبَرَ ، وَكَانَ يُسَمَّى
عَلِيًّا ، فَقَالَ : أَخْرِجْ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِي ، فَأَخْرَجَ ، فَقَالَ : اكْسَرْهُ ، فَكَسَرَهُ ، ثُمَّ قَالَ : أَخْرِجْ سَهْمَيْنِ ، فَأَخْرَجَهُمَا ، فَقَالَ : اكْسَرَهُمَا ، فَكَسَرَهُمَا قَالَ : أَخْرِجْ ثَلَاثَةَ أَسْهُمٍ ، فَأَخْرَجَهَا ، فَقَالَ : اعْصُبْهَا بِوَتَرٍ فَعَصَبَهَا ، ثُمَّ قَالَ : اكْسَرْهَا ، فَلَمْ يَسْتَطِعْ كَسَرَهَا ، فَقَالَ : يَا بَنِيَّ هَكَذَا أَنْتُمْ بِالِاجْتِمَاعِ ، وَكَذَلِكَ أَنْتُمْ بِالْفُرْقَةِ ، ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ :
إِنَّمَا الْمَجْدُ مَا بَنَى وَالِدُ الصِّدْ قِ وَأَحْيَى فِعَالَهُ الْمَوْلُودُ وَكَفَى الْمَجْدُ ، وَالشَّجَاعَةُ ، وَالْحِلْـ
مُ إِذَا زَانَهَا عَفَافٌ وَجُودُ وَثَلَاثُونَ يَا بَنِيَّ إِذَا مَا
عَقَدَتْهُمْ لِلنَّائِبَاتِ الْعُقُودُ كَثَلَاثِينَ مِنْ قِدَاحٍ إِذَا مَا
شَدَّهَا لِلزَّادِ عَقْدٌ شَدِيدُ لَمْ تُكَسَّرْ ، وَإِنْ تَبَدَّدَتِ الْأَسْـ
ـهُمُ أَوْدَى بِجَمْعِهَا التَّهْدِيدُ [ ص: 79 ] وَذُوُو السِّنِّ وَالْمُرُوءَةِ أَوْلَى
إِنْ يَكُنْ مِنْكُمُ لَهُمْ تَسْوِيدُ وَعَلَيْهِمْ حِفْظُ الْأَصَاغِرِ حَتَّى
يَبْلُغَ الْحِنْثَ الْأَصْغَرُ الْمَجْهُودُ
" لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ بِهَذَا التَّمَامِ وَالشِّعْرِ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ ، تَفَرَّدَ بِهِ
الْعَلَاءُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ أَبِي سَوِيَّةَ الْمِنْقَرِيُّ " .