823  حدثنا  محمد بن صالح بن الوليد النرسي البصري ابن أخي العباس بن الوليد النرسي  ، حدثنا  مسلم بن حاتم الأنصاري  ، حدثنا   محمد بن عبد الله الأنصاري  ، عن أبيه  عبد الله بن المثنى  ، عن   علي بن زيد بن جدعان  ، عن   سعيد بن المسيب  ، عن   أنس بن مالك  قال : "  قدم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المدينة وأنا يومئذ ابن ثمان سنين ، فذهبت بي أمي إليه ، فقالت : يا رسول الله ، إن رجال الأنصار ونساءهم قد أتحفوك غيري ، ولم أجد ما أتحفك إلا ابني هذا ، فاقبل مني يخدمك ما بدا لك ، قال : فخدمت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عشر سنين ، فلم يضربني ضربة قط ، ولم يسبني ، ولم يعبس في وجهي ، وكان أول ما أوصاني به أن قال : يا بني ، اكتم سري تكن مؤمنا ، فما أخبرت بسره أحدا ، وإن كانت أمي ، وأزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم يسألنني أن أخبرهن بسره فلا أخبرهن ولا أخبر بسره أحدا أبدا ، ثم قال : يا بني  أسبغ الوضوء يزد في عمرك ويحبك حافظاك   ، ثم قال : يا بني ، إن استطعت أن لا تبيت إلا على وضوء فافعل ، فإنه  من أتاه الموت وهو على وضوء أعطي الشهادة   ، ثم قال : يا بني ، إن استطعت أن لا تزال تصلي فافعل فإن الملائكة لا تزال تصلي عليك ما دمت تصلي ، ثم قال يا بني ، إياك والالتفات في الصلاة ، فإن  الالتفات في الصلاة هلكة   ، فإن كان لا بد ففي التطوع لا في الفريضة ، ثم قال لي : يا بني ،  إذا ركعت فضع كفيك على ركبتيك   ، وافرج بين أصابعك ، وارفع يديك عن جنبيك ، فإذا رفعت رأسك من الركوع فكن لكل عضو موضعه ، فإن الله لا ينظر      [ ص: 33 ] يوم القيامة إلى من لا يقيم صلبه في ركوعه وسجوده ، ثم قال : يا بني ،  إذا سجدت فلا تنقر كما ينقر الديك   ، ولا تقع كما يقعي الكلب ، ولا تفترش ذراعيك افتراش السبع ، وافرش ظهر قدميك الأرض ، وضع أليتيك على عقبيك فإن ذلك أيسر عليك يوم القيامة في حسابك ، ثم قال : يا بني بالغ في  الغسل من الجنابة   تخرج من مغتسلك ليس عليك ذنب ولا خطيئة ، قلت : بأبي وأمي ، ما المبالغة ؟ قال : تبل أصول الشعر ، وتنقي البشرة ، ثم قال لي : يا بني ، إن [ إذا ] قدرت أن تجعل من صلواتك في بيتك شيئا فافعل فإنه يكثر خير بيتك ، ثم قال لي : يا بني ، إذا دخلت على أهلك فسلم يكن بركة عليك وعلى أهل بيتك ، ثم قال : يا بني ،  إذا خرجت من بيتك فلا يقعن بصرك على أحد من أهل القبلة إلا سلمت عليه ترجع وقد زيد في حسناتك   ، ثم قال : يا بني ، إن قدرت أن تمسي وتصبح وليس في قلبك غش لأحد فافعل ، ثم قال لي : يا بني ، إذا خرجت من أهلك فلا يقعن بصرك على أحد من أهل القبلة إلا ظننت أن له الفضل عليك ، ثم قال لي : يا بني ، إن حفظت وصيتي فلا يكونن شيء أحب إليك من الموت ، ثم قال لي : يا بني إن ذلك من سنتي ومن أحيا سنتي فقد أحبني ، ومن أحبني كان معي في الجنة     " . لا يروى عن  أنس  بهذا التمام إلا بهذا الإسناد . تفرد به  مسلم الأنصاري  وكان ثقة .  
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					