الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            قوله تعالى : إن الله يأمر بالعدل والإحسان .

                                                                                            11119 عن شهر حدثني ابن عباس قال : بينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بفناء بيته جالس ، إذ مر به عثمان بن مظعون ، فكشر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ألا تجلس ؟ " ، قال : بلى ، قال : فشخص رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ببصره إلى السماء ، فنظر ساعة إلى السماء ، فأخذ يضع بصره حيث وضع بصره عن يمينه في الأرض ، فأخذ ينغض رأسه كأنه يستفقه ما يقال له ، وابن مظعون ينظر ، فلما قضى حاجته واستفقه ما يقال له شخص بصر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى توارى في السماء ، فأقبل على عثمان بجلسته الأولى فقال له : يا محمد ، فيما كنت أجالسك وآتيك ؟ ما رأيتك تفعل كفعلك الغداة قال : " وما فعلت ؟ " ، قال : رأيتك شخصت ببصرك إلى السماء ، ثم وضعته حيث وضعته عن يمينك ، فتحرفت إليه وتركتني ، فأخذت تنغض رأسك كأنك تستفقه شيئا يقال لك ، قال : " وفطنت لذلك ؟ " ، قال عثمان : نعم ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أتاني رسول ربي - عليه السلام - [ آنفا ] وأنت جالس " ، قال : رسول الله ؟ قال : " نعم " ، قال : فما قال لك ؟ قال : إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون ، قال عثمان : فذاك حين استقر الإيمان في قلبي وأحببت محمدا - صلى الله عليه وسلم . رواه أحمد والطبراني ، وشهر وثقه أحمد وجماعة ، وفيه ضعف لا يضر ، وبقية رجاله ثقات .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية