الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            11176 وعن سعد بن أبي وقاص قال : مررت بعثمان بن عفان في المسجد فسلمت عليه ، فملأ عينيه مني ثم لم يرد علي السلام ، فأتيت أمير المؤمنين عمر بن الخطاب فقلت : يا أمير المؤمنين ، هل حدث في الإسلام شيء ؟ مرتين ، قال : [ لا ] وما ذاك ؟ قلت : لا ، إلا أني مررت بعثمان آنفا في المسجد فسلمت عليه ، فملأ عينيه مني ثم لم يرد علي السلام ، قال : فأرسل عمر إلى عثمان فدعاه ، فقال : ما منعك ألا تكون رددت على أخيك السلام ؟ قال عثمان : ما فعلت ؟ قلت : بلى ، قال : حتى حلف وحلفت ، قال : ثم إن عثمان ذكر فقال : بلى وأستغفر الله وأتوب إليه ، إنك مررت بي آنفا وأنا أحدث نفسي بكلمة سمعتها من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والله ما ذكرتها قط إلا تغشى بصري وقلبي غشاوة ، قال سعد : فأنا أنبئك بها ، إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكر لنا أول دعوة ، ثم جاءه أعرابي فشغله حتى قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتبعته حتى أشفقت أن يسبقني إلى منزله ضربت بقدمي الأرض ، فالتفت إلي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : " من هذا ؟ أبو إسحاق " ، قلت : نعم يا رسول الله ، قال : " فمه ؟ " ، قلت : لا والله ، إلا أنك ذكرت لنا أول دعوة ثم جاءك هذا الأعرابي فشغلك ، قال : " نعم ، دعوة ذي النون إذ هو في بطن الحوت : لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فإنه لن يدعو بها مسلم ربه في شيء قط إلا استجاب له " . قلت : روى الترمذي طرفا من آخره . رواه أحمد ، ورجاله رجال الصحيح ، غير إبراهيم بن محمد بن سعد بن أبي وقاص وهو ثقة .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية