[ ص: 338 ] ومن كتاب الصيام  
1 - باب صوم عاشوراء .  
2 - باب الرجل يصبح جنبا في رمضان .  
3 - باب الحجامة للصائم .  
- ما هي الحجامة برأي الطب .  
- مناقشة حديث أفطر الحاجم والمحجوم ، وإثبات صحته .  
- اختلاف العلماء في صوم المحتجم .  
- بيان أن الحكم بالفطر منسوخ ، وأن ناسخه ما رواه   البخاري  في صحيحه :  أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - احتجم وهو صائم  عن   ابن عباس ،  وعكرمة     .  
- مناقشة الحديثين ، وبيان أن أول سماع   ابن عباس  من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عام الفتح .  
- ذكر خبر يصرح بالنسخ .  
- ذكر خبر آخر يدل على الرخصة ، وبيان أن حديث أفطر الحاجم والمحجوم لأنهما كانا يغتابان .  
4 - باب الصوم والفطر في السفر .  
- ذهاب أكثر العلماء إلى أنه مخير ، إن شاء صام وإن شاء أفطر .  
- بيان أنهم كانوا يأخذون الأحدث فالأحدث من أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنه أفطر في السفر عام الفتح .  
5 - باب أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بصيام ثلاثة أيام من كل شهر ، ونسخ ذلك برمضان .  
6 - باب في السحور بعد طلوع الفجر الثاني .  
1 -      [ ص: 339 ] باب صوم عاشوراء .  
حديث  لعائشة  في  صيام عاشوراء      - اختلاف أهل العلم بين الندب والوجوب - من شاء صامه ومن شاء تركه - حديث آخر   لابن عمر     - حكاية   لابن عمر  مع   الأشعث بن قيس     - كلام   للشافعي     .  
أخبرنا  طاهر بن محمد بن طاهر ،  أخبرنا  مكي بن منصور ،  أخبرنا  أحمد بن الحسن القاضي ،  أخبرنا  محمد بن يعقوب ،  أخبرنا  الربيع ،  أخبرنا   الشافعي ،  أخبرنا   ابن أبي فديك ،  عن   ابن أبي ذئب ،  عن   الزهري ،  عن  عروة ،  عن  عائشة  قالت :  كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصوم عاشوراء ويأمر بصيامه  
 [ ص: 340 ] هذا حديث صحيح متفق عليه  
أجمع أهل العلم على أن صوم عاشوراء مندوب إليه ، واختلفوا في وجوبه قبل نزول فرض رمضان ، فذهب بعضهم إلى أنه كان واجبا ، وحمل الأمر على الوجوب ، ثم نسخ بفرض رمضان ، وتمسك في ذلك بأحاديث .  
أخبرني  عبد الرزاق بن إسماعيل ،  أخبرنا  أبو علي ناصر بن معدي ،  أخبرنا  علي بن شعيب القاضي ،  أخبرنا  إبراهيم بن محمد الأنبري ،  أخبرنا  أحمد بن محمد بن شاكر ،  أخبرنا   الحسن بن علي الحلواني ،  حدثنا   ابن نمير ،  عن   هشام بن عروة ،  عن أبيه ، عن  عائشة  قالت :  كان عاشوراء يوما تصومه  قريش   في الجاهلية ، فلما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -  المدينة   صامه ، وأمر الناس بصيامه ، فلما فرض رمضان كان رمضان هو الفريضة وترك عاشوراء : من شاء صامه ، ومن شاء تركه     .  
هذا حديث متفق عليه ، أخرجه   البخاري  في الصحيح ، عن   القعنبي ،  عن  مالك ،  عن   هشام بن عروة ،  وأخرجه  مسلم  من أوجه .  
 [ ص: 341 ] أخبرنا  أبو طالب محمد بن علي بن أحمد القاضي ،  أخبرنا  أبو طاهر أحمد بن الحسن  في كتابه ، أخبرنا  الحسن بن أحمد بن شاذان ،  أخبرنا   دعلج بن أحمد ،  أخبرنا  محمد بن علي ،  حدثنا   سعيد بن منصور ،  حدثنا  إسماعيل بن إبراهيم ،  أخبرنا  أيوب ،  عن  نافع ،  عن   ابن عمر ،  قال :  صام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عاشوراء ، وأمر بصومه ، فلما فرض رمضان ترك ، فكان عبد الله لا يصومه إلا أن يأتي على صومه     .  
أخرجه   البخاري  بهذا اللفظ من حديث  أبي أيوب ،  وأخرجاه من طرق . قرأت على  محمد بن عمر بن أحمد الحافظ ،  أخبرك   أبو عدنان محمد بن أحمد بن محمد بن المطهر ،  أخبرنا جدي ، أخبرنا  محمد بن إبراهيم الخازن ،  أخبرنا  المفضل بن محمد الشعبي ،  أخبرنا  الحسن بن علي ،  حدثنا   يعلى بن عبيد ،  حدثنا   الأعمش ،  عن  عمارة ،  عن  عبد الرحمن بن يزيد ،  قال :  دخل   الأشعث بن قيس  على  عبد الله  يوما وهو يتغذى ، فقال : يا  أبا محمد  ادن الغداء . فقال : أوليس اليوم عاشوراء ؟ قال : وتدري ما يوم عاشوراء ؟ قال : إنما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصومه قبل أن ينزل رمضان ، فلما نزل رمضان ترك     .  
هذا حديث صحيح على شرط   مسلم بن الحجاج     .  
قالوا : ولا يلزمنا حديث  معاوية ،  أخبرناه  عبد المنعم بن عبد الله بن محمد ،  أخبرنا  عبد الغفار بن محمد ،  أخبرنا  أحمد بن الحسن ،  أخبرنا  محمد بن يعقوب ،  أخبرنا  الربيع ،  أخبرنا   الشافعي ،  أخبرنا  مالك ،  عن   ابن شهاب ،  عن   حميد بن عبد الرحمن ،  أنه سمع   معاوية بن أبي سفيان  عام حج      [ ص: 342 ] وهو على المنبر يقول : يا أهل  المدينة ،   أين علماؤكم ؟ سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول لهذا اليوم : هذا يوم عاشوراء ، ولم يكتب الله عليكم صيامه ، وأنا صائم فمن شاء فليصم ، ومن شاء فليفطر     .  
هذا حديث صحيح ثابت ، أخرجاه في الصحيح من حديث  مالك ؛  لأن صحبة  معاوية  متأخرة ؛ لم يشاهد ما كان قبل فرض رمضان ، فيحتمل تخيير النبي - صلى الله عليه وسلم - الناس في صومه وإفطاره ، وإعلامهم رفع وجوبه ؛ كيلا يظن أحد أنه باق على وجوبه ، إذ لا واجب سوى صوم رمضان ، وعلى هذا يحمل جميع ما قد ورد في الباب من هذا القبيل .  
وقال   الشافعي     - رحمه الله - عقيب حديث  عائشة     : لا يحتمل قول  عائشة  ترك عاشوراء بمعنى يصح إلا ترك إيجاب صومه ، إذ علمنا أن كتاب الله بين لهم أن شهر رمضان المفروض صومه ، وأبان ذلك لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو ترك استحباب صومه ، هو أولى الأمرين عندنا به ؛ لأن حديث   ابن عمر  ومعاوية  عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :  إن الله لم يكتب يوم عاشوراء على الناس  وبسط الكلام فيه .  
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					