الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                        معلومات الكتاب

                                                                                                        نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية

                                                                                                        الزيلعي - جمال الدين عبد الله بن يوسف الزيلعي

                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                        ( ولو قال : أنت طالق اليوم غدا أو غدا اليوم فإنه يؤخذ بأول الوقتين الذي تفوه به ) فيقع في الأول في اليوم ، وفي الثاني في الغد ; لأنه لما قال اليوم كان تنجيزا والمنجز لا يحتمل الإضافة ، وإذا قال غدا كان إضافة والمضاف لا يتنجز لما فيه من إبطال الإضافة فلغا اللفظ الثاني في الفصلين ( ولو قال أنت طالق في غد وقال نويت آخر النهار دين في القضاء عند أبي حنيفة رحمه الله ، وقالا : لا يدين في القضاء خاصة ) لأنه وصفها بالطلاق في جميع الغد فصار بمنزلة قوله غدا على ما بيناه ، ولهذا يقع في أول جزء منه عند عدم النية ، وهذا ; لأن حذف " في " وإثباته سواء ; لأنه ظرف في الحالين .

                                                                                                        ولأبي حنيفة رحمه الله أنه نوى حقيقة كلامه لأن كلمة " في " للظرف والظرفية لا تقتضي الاستيعاب وتعين الجزء الأول ضرورة عدم المزاحم ، فإذا عين آخر النهار كان التعيين القصدي أولى بالاعتبار من الضروري ، بخلاف قوله غدا ; لأنه يقتضي الاستيعاب حيث وصفها بهذه الصفة مضافا إلى جميع الغد نظيره إذا قال : والله لأصومن عمري ، ونظير الأول والله لأصومن في عمري ، وعلى هذين الدهر وفي الدهر .

                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                        الخدمات العلمية