الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                        معلومات الكتاب

                                                                                                        نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية

                                                                                                        الزيلعي - جمال الدين عبد الله بن يوسف الزيلعي

                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                        فصل في تشبيه الطلاق ووصفه ( ومن قال لامرأته أنت طالق هكذا يشير بالإبهام والسبابة والوسطى فهي ثلاث ) لأن الإشارة بالأصابع تفيد العلم بالعدد في مجرى العادة إذا اقترنت بالعدد المبهم . قال عليه الصلاة والسلام : " { الشهر هكذا وهكذا وهكذا }الحديث ، وإن أشار بواحدة فهي واحدة ، وإن أشار بالثنتين فهي ثنتان لما قلنا ، والإشارة تقع بالمنشورة منها ، وقيل إذا أشار بظهورها فبالمضمومة منها . وإذا كان تقع الإشارة بالمنشورة منها ، فلو نوى الإشارة بالمضمومتين يصدق ديانة لا قضاء ، وكذا إذا نوى الإشارة بالكف حتى يقع في الأولى ثنتان ديانة ، وفي الثانية واحدة لأنه يحتمله لكنه خلاف الظاهر ، ولو لم يقبل هكذا تقع واحدة ; لأنه لم يقترن بالعدد المبهم فبقي الاعتبار بقوله أنت طالق

                                                                                                        [ ص: 443 - 445 ]

                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                        [ ص: 443 - 445 ] فصل في تشبيه الطلاق

                                                                                                        الحديث السابع : قال عليه السلام : " { الشهر هكذا ، وهكذا ، وهكذا }; قلت : روي من حديث ابن عمر ; ومن حديث سعد بن أبي وقاص ; ومن حديث عائشة . [ ص: 446 ] فحديث ابن عمر : رواه البخاري ، ومسلم في " الصوم " من حديث جبلة بن سحيم عن ابن عمر ، قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : { الشهر هكذا ، وهكذا ، وهكذا } ، وخنس الإبهام [ ص: 447 ] في الثالثة انتهى .

                                                                                                        وأخرجاه أيضا عن سعيد بن عمرو عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : { إنا أمة أمية ، لا نكتب ولا نحسب ، الشهر هكذا ، وهكذا ، وهكذا وعقد [ ص: 448 ] الإبهام في الثالثة والشهر هكذا ، وهكذا ، وهكذا }يعني تمام ثلاثين انتهى .

                                                                                                        وأخرجاه عن موسى بن طلحة عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { الشهر هكذا ، وهكذا ، وهكذا ، عشرا ، وعشرا ، وتسعا }انتهى .

                                                                                                        [ ص: 449 ] وأما حديث سعد بن أبي وقاص : فأخرجه مسلم عن محمد بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه ، قال : { ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده على الأخرى ، وقال : الشهر هكذا ، [ ص: 450 ] وهكذا وأمسك في الثالثة إصبعا }انتهى . [ ص: 451 ] وأما حديث عائشة : فأخرجه الحاكم في " المستدرك " عنها أن { النبي صلى الله عليه وسلم أقسم أن لا يدخل علينا شهرا ، فغاب عنا تسعة وعشرين ، ثم دخل علينا مساء الثلاثين ، فقلت له : إنك حلفت أن لا تدخل علينا شهرا ، فقال : الشهر هكذا ، وهكذا } ، وأمسك في الثالثة الإبهام ، وقال : صحيح على شرط البخاري ، قال البيهقي : قال الشافعي في هذا الحديث ، وفي حديث : " الشهر تسع وعشرون " : أخرجه الشيخان عن ابن عمر ، معناه أن الشهر قد يكون كذلك ، قال : ومن هذا المعنى حديث أبي بكرة " شهرا عيد [ ص: 452 ] لا ينقصان : رمضان وذو الحجة " ، أخرجه الشيخان عن أبي بكرة ، أي إن كانا ناقصين في العدد فلا ينقصان في الحكم ، وإنما خصا بالذكر لاختصاصهما بحكم الصوم ، والعيد ، والحج ، انتهى كلامه . ولم يعرف شيخنا علاء الدين هذا الحديث إلا لمسلم خاصة ، وقلد غيره في ذلك ، وهذا ذهول .




                                                                                                        الخدمات العلمية