[ ص: 386  -  387 ]   ( والأفضل للمؤذن أن يجعل أصبعيه في أذنيه    ) بذلك أمر النبي عليه الصلاة والسلام بلالا رضي الله  عنه  ، ولأنه أبلغ في الإعلام ( فإن لم يفعل فحسن ) ; لأنها ليست بسنة أصلية .  [ ص: 388 ]   ( والتثويب في الفجر    : حي على الصلاة حي على الفلاح مرتين بين الأذان والإقامة حسن ) لأنه وقت نوم وغفلة ( وكره في سائر الصلوات ) ومعناه العود إلى الإعلام بعد الإعلام ، وهو على حسب ما تعارفوه ، وهذا التثويب أحدثه علماء الكوفة  بعد عهد الصحابة رضي الله  عنهم لتغير أحوال الناس ، وخصوا الفجر به لما ذكرنا ، والمتأخرون استحسنوه في الصلوات كلها لظهور التواني في الأمور الدينية . 
وقال  أبو يوسف  رحمه الله : لا أرى بأسا أن يقول المؤذن للأمير في الصلوات كلها : السلام عليك أيها الأمير ورحمة الله وبركاته ، حي على الصلاة ، حي على الفلاح ، الصلاة يرحمك الله ، واستبعده  محمد  رحمه الله ; لأن الناس سواسية في أمر الجماعة ،  وأبو يوسف  رحمه الله خصهم بذلك ، لزيادة اشتغالهم بأمور المسلمين ، كي لا تفوتهم الجماعة ، وعلى هذا القاضي والمفتي . 
( ويجلس بين الأذان والإقامة ، إلا في المغرب  ، وهذا عند  أبي حنيفة  رحمه الله  ، وقالا : يجلس في المغرب أيضا جلسة خفيفة ) لأنه لا بد من الفصل ; إذ الوصل مكروه ، ولا يقع الفصل بالسكتة لوجودها بين كلمات الأذان ، فيفصل بالجلسة كما بين الخطبتين ،  ولأبي حنيفة  رحمه الله أن التأخير مكروه ، فيكتفي بأدنى الفصل احترازا عنه ، والمكان في مسألتنا مختلف ، وكذا النغمة ، فيقع الفصل بالسكتة ، ولا كذلك الخطبة . 
     	
		 [ ص: 387 ] 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					