الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                        معلومات الكتاب

                                                                                                        نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية

                                                                                                        الزيلعي - جمال الدين عبد الله بن يوسف الزيلعي

                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                        قال : ( فإذا كان قبل يوم التروية بيوم خطب الإمام خطبة يعلم فيها الناس الخروج إلى منى والصلاة بعرفات والوقوف والإفاضة ) . والحاصل أن في الحج ثلاث خطب . أولها ما ذكرنا . والثانية : بعرفات يوم عرفة . والثالثة : بمنى في اليوم الحادي عشر فيفصل بين كل خطبتين بيوم ، وقال زفر رحمه الله : يخطب في ثلاثة أيام متوالية ، أولها يوم التروية لأنها أيام الموسم ومجتمع الحاج . ولنا أن المقصود منها التعليم ويوم التروية ويوم النحر يوما اشتغال فكان ما ذكرناه أنفع وفي القلوب أنجع ( فإذا صلى الفجر يوم التروية بمكة خرج إلى منى فيقيم بها حتى يصلي الفجر من يوم عرفة ) لما روي { أن النبي عليه الصلاة والسلام صلى الفجر يوم التروية بمكة ، فلما طلعت الشمس راح إلى منى فصلى بمنى الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر ، ثم راح إلى عرفات }( ولو بات بمكة ليلة عرفة وصلى بها الفجر ، ثم غدا إلى عرفات ومر بمنى أجزأه ) لأنه لا يتعلق بمنى في هذا اليوم إقامة نسك ولكنه أساء بتركه الاقتداء برسول الله عليه الصلاة والسلام .

                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                        الحديث الرابع والثلاثون : روي أن { النبي صلى الله عليه وسلم صلى الفجر يوم التروية بمكة ، فلما [ ص: 142 ] طلعت الشمس راح إلى منى ، فصلى بها الظهر ، والعصر ، والمغرب ، والعشاء ، والفجر ، ثم راح إلى عرفات } ، قلت : تقدم من حديث جابر الطويل ، { فلما كان يوم التروية توجهوا إلى منى ، فأهلوا بالحج ، وركب رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى بمنى الظهر ، والعصر ، والمغرب ، والعشاء ، والفجر ، ثم مكث قليلا حتى طلعت الشمس ، إلى أن قال : فأجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى عرفة } ، الحديث .

                                                                                                        وأخرج الترمذي ، وابن ماجه عن إسماعيل بن مسلم عن عطاء عن ابن عباس ، قال : { صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنى الظهر ، والعصر ، والمغرب ، والعشاء ، والفجر ، ثم غدا إلى عرفات }انتهى . قال الترمذي : وإسماعيل بن مسلم تكلموا فيه انتهى .

                                                                                                        ورواه أبو يعلى الموصلي في " مسنده " من حديث الأعمش عن الحكم بن عتيبة عن مقسم عن ابن عباس ، فذكره . وأخرج مسلم عن عبد العزيز بن رفيع ، قال : قلت لأنس بن مالك : أخبرني عن شيء عقلته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أين صلى الظهر يوم التروية ؟ قال : بمنى ، قلت : فأين صلى العصر يوم النحر ؟ قال : بالأبطح انتهى .




                                                                                                        الخدمات العلمية