المسألة الثانية  
[ اشتراط الاستقبال ]  
وأما  استقبال القبلة بالذبيحة   ، فإن قوما استحبوا ذلك ، وقوما أجازوا ذلك ، وقوما أوجبوه ، وقوما كرهوا أن لا يستقبل بها القبلة . والكراهية والمنع موجودان في المذهب ، وهي مسألة مسكوت عنها ، والأصل فيها الإباحة إلا أن يدل الدليل على اشتراط ذلك ، وليس في الشرع شيء يصلح أن يكون أصلا تقاس عليه هذه المسألة ، إلا أن يستعمل فيها قياس مرسل ، وهو القياس الذي لا يستند إلى أصل مخصوص عند من أجازه ، أو قياس شبه بعيد ، وذلك أن القبلة هي جهة معظمة ، وهذه عبادة ، فوجب أن يشترط فيها الجهة ، لكن هذا ضعيف ، لأنه ليس كل عبادة تشترط فيها الجهة ما عدا الصلاة ، وقياس الذبح على الصلاة بعيد ، وكذلك قياسه على استقبال القبلة بالميت .  
 [ ص: 370 ] 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					