الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما أنفقوا منا ولا أذى لهم أجرهم عند [ ص: 495 ] ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون

                                                                                                                                                                                                المن: أن يعتد على من أحسن إليه بإحسانه، ويريد أنه اصطنعه وأوجب عليه حقا له، وكانوا يقولون: إذا صنعتم صنيعة فانسوها، ولبعضهم [من الطويل]:


                                                                                                                                                                                                وإن امرأ أسدى إلى صنيعة وذكرنيها مرة للئيم



                                                                                                                                                                                                وفي نوابغ الكلم: صنوان (من منح سائله ومن) و(من منع نائله وضن) وفيها: (طعم الألاء أحلى من المن) و(هي أمر من الألاء مع المن).

                                                                                                                                                                                                والأذى: أن يتطاول عليه بسبب ما أزال إليه، ومعنى: "ثم" إظهار التفاوت بين الإنفاق وترك المن والأذى، وأن تركهما خير من نفس الإنفاق، كما جعل الاستقامة على الإيمان خيرا من الدخول فيه بقوله: ثم استقاموا [فصلت: 30].

                                                                                                                                                                                                فإن قلت: أي فرق بين قوله: لهم أجرهم وقوله فيما بعد: فلهم أجرهم ؟ قلت: الموصول لم يضمن ههنا معنى الشرط وضمنه ثمة، والفرق بينهما من جهة المعنى أن الفاء فيها دلالة على أن الإنفاق به استحق الأجر، [ ص: 496 ] وطرحها عار عن تلك الدلالة.

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية