جعفر بن حرب الكاتب
كانت له نعمة وثروة عظيمة تقارب أبهة الوزراء ، فاجتاز يوما وهو راكب في موكب له عظيم ، فسمع رجلا يقرأ : ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق [ الحديد : 16 ] فصاح : اللهم بلى . وكررها دفعات ، ثم بكى ، ثم نزل عن دابته ، نزع ثيابه ، ودخل إلى دجلة ، فاستتر بالماء ، ولم يخرج منه حتى فرق جميع ماله في المظالم التي كانت عليه ، وردها إلى أهلها ، وتصدق بالباقي ، ولم يبق له شيء بالكلية ، فاجتاز به رجل فتصدق عليه بثوبين ، فلبسهما وخرج ، فانقطع إلى العلم والعبادة حتى مات ، رحمه الله .
بن يزيد بن داود ، أبو علي الحافظ النيسابوري أبو علي الحافظ الحسين بن علي أحد الأئمة الحفاظ المتقنين المكثرين المصنفين .
قال : كان إماما مهذبا . الدارقطني
[ ص: 244 ] وكان لا يتواضع لأحد كتواضعه له ، وكانت وفاته في جمادى الآخرة من هذه السنة عن ثنتين وسبعين سنة ، رحمه الله . ابن عقدة
، أبو الوليد القرشي حسان بن محمد بن أحمد بن هارون ، الفقيه الشافعي ، إمام أهل الحديث بخراسان في زمانه ، وأزهدهم وأعبدهم ، أخذ الفقه عن ابن سريج وسمع الحديث من الحسن بن سفيان وغيره ، وله التصانيف المفيدة ، وقد ذكرنا ترجمته في طبقات الشافعيين .
وكانت وفاته ليلة الجمعة لخمس مضين من ربيع الأول من هذه السنة ، عن ثنتين وسبعين سنة .
، أبو سليمان الخطابي حمد بن محمد بن إبراهيم بن الخطاب
سمع الكثير ، وصنف التصانيف ، منها : " المعالم " شرح فيها سنن أبي داود ، [ ص: 245 ] و " الأعلام " شرح فيه و " غريب الحديث " . وله فهم مليح ، وعلم غزير ، ومعرفة باللغة والمعاني والفقه . البخاري
ومن أشعاره :
ما دمت حيا فدار الناس كلهم فإنما أنت في دار المداراة من يدر دارى ومن لم يدر سوف يرى
عما قليل نديما للندامات
بن أبي هاشم عبد الواحد بن عمر بن محمد
كان من أعلم الناس بحروف القرآن ووجوه القراءات ، وله في ذلك مصنفات ، وكان من الأمناء الثقات ، روى عن ابن مجاهد ، وعنه وأبي بكر بن أبي داود أبو الحسن الحمامي . توفي في شوال منها ، ودفن بمقبرة الخيزران .
محمد بن أحمد بن إبراهيم بن سليمان بن محمد ، أبو أحمد العسال الأصبهاني أبو أحمد العسال الحافظ
أحد أئمة الحفاظ وأكابر العلماء ، سمع الحديث وحدث به .
[ ص: 246 ] قال ابن منده : كتبت عن ألف شيخ لم أر فيهم أتقن من . توفي في رمضان منها . أبي أحمد العسال