[ ص: 205 ] ذكر الخبر الدال على أن من اعترض على السنن بالتأويلات المضمحلة ، ولم ينقد لقبولها كان من أهل البدع .
25 - أخبرنا ، حدثنا أبو يعلى ، حدثنا أبو خيثمة ، عن جرير ، عن عمارة بن القعقاع ، عن عبد الرحمن بن أبي نعم ، قال : أبي سعيد الخدري إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من علي اليمن بذهب في أدم ، فقسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم بين زيد الخيل ، والأقرع بن حابس ، وعيينة بن حصن ، وعلقمة بن علاثة ، فقال أناس من المهاجرين والأنصار : نحن أحق بهذا ، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فشق عليه ، وقال : ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء ، يأتيني خبر من في السماء صباحا ومساء ؟ فقام إليه ناتئ العينين ، مشرف الوجنتين ، ناشز الوجه ، كث اللحية ، محلوق الرأس ، مشمر الإزار ، فقال : يا رسول الله ، اتق الله ، فقال النبي [ ص: 206 ] صلى الله عليه وسلم : أولست بأحق أهل الأرض أن أتقي الله ؟ ثم أدبر ، فقام إليه فقال : يا رسول الله ، ألا أضرب عنقه ؟ فقال : لا ، إنه لعله يصلي ، قال : إنه رب مصل يقول بلسانه ما ليس في قلبه ، قال : إني لم أومر أن أشق قلوب الناس ، ولا أشق بطونهم ، فنظر إليه صلى الله عليه وسلم وهو مقفى ، فقال : إنه سيخرج من ضئضئ هذا قوم يتلون كتاب الله لا يجاوز حناجرهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ، قال خالد سيف الله عمارة : فحسبت أنه قال : لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل ثمود بعث .