الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          [ ص: 315 ] ذكر الخبر الدال على إباحة إظهار المرء بعض ما يحسن من العلم ، إذا صحت نيته في إظهاره .

                                                                                                                          111 - أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة ، قال : حدثنا حرملة بن يحيى ، قال : حدثنا ابن وهب ، قال : أخبرنا يونس ، عن ابن شهاب ، أن عبيد الله بن عبد الله أخبره ، أن ابن عباس كان يحدث ، أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله ، إني رأيت الليلة في المنام ظلة تنطف السمن والعسل ، وإذا الناس يتكففون منها بأيديهم ، فالمستكثر والمستقل ، وأرى سببا واصلا من السماء إلى الأرض ، فأراك أخذت به فعلوت ، ثم أخذ به رجل من بعدك فعلا ، ثم أخذ به رجل آخر فعلا ، ثم أخذ به رجل آخر فانقطع به ، ثم وصل له فعلا . قال أبو بكر : يا رسول الله ، بأبي أنت والله لتدعني فلأعبره ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : عبر ، قال أبو بكر : أما الظلة فظلة الإسلام ، وأما الذي ينطف من السمن والعسل ، فالقرآن حلاوته ولينه ، وأما ما يتكفف الناس من ذلك ، فالمستكثر من [ ص: 316 ] القرآن والمستقل ، وأما السبب الواصل من السماء إلى الأرض ، فالحق الذي أنت عليه ، أخذته فيعليك الله ، ثم يأخذ به رجل من بعدك فيعلو به ، ثم يأخذ به رجل آخر فيعلو به ، ثم يأخذ به رجل آخر فينقطع به ، ثم يوصل له فيعلو ، فأخبرني يا رسول الله ، بأبي أنت ، أصبت أم أخطأت ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أصبت بعضا ، وأخطأت بعضا ، قال : والله يا رسول الله ، لتخبرني بالذي أخطأت ، قال : لا تقسم .

                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          الخدمات العلمية